خص العدد الجديد من مجلة "المسلة" التي يصدرها "الاتحاد العام للكتاب والصحفيين العراقيين" القضية العراقية التي فجرها غزو الرئيس صدام حسين للكويت عام 1990 وما شهدته من أحداث دموية. ونشرت المجلة شهادات ومقالات من تلك الأيام العاصفة من 17 كانون الثاني يناير 1991 الى أواخر آذار مارس من العام نفسه وكتب مدير تحرير "المسلة" الشاعر والناقد علي عبدالأمير شهادة عن مشهد الساعات الأخيرة لحرب الخليج الثانية كاشفاً خلالها عن "وقائع غير معلنة لموت معلن". وتناول الكاتب والمحلل السياسي مهدي السعيد مقالة بعنوان "بعد عشر سنوات: الحرب والانتفاضة وتداعيات القضية العراقية". وعن وقائع أو دروس "الانتفاضة الشعبية" كتب شكر خلخال الكاتب والصحافي المقيم في سورية مقالة استعرض فيها العوامل التي أسهمت في إحباط الانتفاضة داخلياً وخارجياً. وكتب الشاعر عبدالخالق كيطان شهادة عن أيام الحرب والانتفاضة بعنوان "أوراق من سيرة مبكرة للألم" كشف خلالها التفاصيل الانسانية اليومية لموت ما برح يطحن العراقيين منذ غزو الكويت حتى اليوم. وفي انعكاسات تلك الوقائع المريرة على المشهد الثقافي العراقي يكتب الناقد والأكاديمي والمترجم حسن ناظم مقالة بعنوان "شبحية النصوص وعنف الواقع" فيما يكتب القاص عبدالستار ناصر كشفاً شخصياً عن سيرة تمتد ما بين الخذلان وطوفان الألم. وضمن رؤية نادرة لغزو الكويت من قبل عاصمة "الجار الجنوبي" يكتب القاص العراقي المقيم في الكويت حمزة الحمزة شهادة بعنوان "الجانب الآخر للطغيان". وواصلت "المسلة" في ملفها الخاص الكشف عن تأثير وقائع الدمار والطغيان على الثقافة العراقية من خلال ما كتبه الشاعر والناقد محمد غازي الأخرس الذي ركز على أسئلة في هوية الثقافة العراقية وأزمتها ومنفاها. وعن شعراء المديح "قصائد وضمائر... للبيع" نشرت المجلة تحقيقاً من بغداد عن "انتهازية" شعراء مديح صدام حسين انقلبوا على مواقفهم ما أن بدأت "الانتفاضة الشعبية" وكيف تحولوا من "مادحين" الى "شاتمين". وتميز العدد الجديد من "المسلة" بانفتاحه على الثقافة المصرية فكتب الشاعر مصطفى عبادة نصاً بعنوان "الآخرون" والقاصة فاطمة خير نصاً بعنوان "نيسان" فيما تولى القاص والناقد المصري أحمد الشريف عرض أبرز ما شهدته صالات الفن التشكيلي في القاهرة خلال الفترة الماضية علاوة على حوار مع الكاتب حسن سليمان وقراءة في مجموعته "ذلك الجانب الآخر".