سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وساطة من لارسن ويوشكا ساهمت في بلورة بيان السلطة . ارتفاع عدد قتلى هجوم تل ابيب الى 18 اسرائيليا والانتحاري وعرفات يتعهد عمل اللازم لوقف فوري وغير مشروط للنار
غير وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر مهمته من وساطة سياسية الى مسعى أمني بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، فحاول بمساعدة مباشرة من المبعوث الخاص للامم المتحدة تيري لارسن ان يثني شارون عن عزمه توجيه ضربة انتقامية للسلطة الفلسطينية ردا على العملية الانتحارية التي وقعت ليل الجمعة - السبت قرب منطقة الشاطئ وسط تل ابيب حيث اندس فلسطيني تضاربت الانباء حول هويته، اذ أفادت مصادر انه من عائلة زيد الكيلاني في جنين في الضفة الغربية واخرى قالت انه من مدينة يافا ويحمل الجنسية الاسرائيلية ومتزوج من يهودية في طابور من اسرائيليين ينتظرون على باب ملهى ليلي، وعندما تكاثر العدد فجر كمية كبيرة من المتفجرات كان يحملها، ما ادى الى سقوط 18 قتيلاً ومئة وعشرين جريحاً. وهي أكبر عملية منذ عام 1996 تشهدها اسرائيل لجهة عدد القتلى والجرحى. وفي رام الله كان الرئيس الفلسطيني وأركان القيادة الأمنية والسياسية في انتظار فيشر وكذلك لارسن الذي سعى الى استصدار بيان فلسطيني يدين بقوة عمليات التفجير ويتعهد محاربتها. واستمرت جلسة المحادثات ساعتين ونصف ساعة انتهت بمؤتمر صحافي أكد خلاله عرفات ان القيادة الفلسطينية دانت العملية بعد وقت قصير من وقوعها، وقال: "ادين باسمي الشخصي وموقعي الرسمي هذه العملية". ثم تلا عرفات البيان قائلا: "اكرر ادانتنا هذه العملية المؤسفة التي تمت في تل ابيب ضد المدنيين ولكل العمليات التي تؤدي الى قتل مدنيين اسرائيليين كانوا ام فلسطينيين. لقد عملنا ونحن مستعدون لبذل اقصى جهد ممكن لوقف حمام الدم النازف من شعبنا ومن الشعب الاسرائىلي، وعمل اللازم لوقف اطلاق النار الفوري وغير المشروط وبشكل حقيقي وفاعل وعبر جهد مشترك لنتمكن من العودة الى مائدة المفاوضات وتطبيق توصيات لجنة ميتشل والمبادرة المصرية - الاردنية. واننا طالبنا بجهود دولي فوري للمساعدة بهذا الاتجاه، وذلك من اجل حماية وتأمين مستقبل اطفالنا واطفالهم ولحماية السلام، سلام الشجعان، بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني، وعلى كل المسارات العربية في المنطقة". ورفض عرفات وكل من فيشر ولارسن تلقي أي اسئلة أو استيضاحات. وغادر الضيفان الاجتماع متوجهين الى القدس حيث واصلا اتصالاتهما مع الجانب الاسرائيلي، وحيث صرح لارسن بانه يرحب ببيان الرئيس الفلسطيني، لكن المطلوب الآن "القيام الفعلي بما هو مطلوب من أجل تطبيق فوري لتقرير لجنة ميتشل الذي وافقت عليه اسرائيل بكامله". غير ان البيان لم يحظ بقبول اسرائيلي، فاعتبره مستشار شارون الاعلامي رعنان غيسين غير كافٍ ولا يعبر عن عزم حقيقي من جانب عرفات لمحاربة الارهاب ووقف العنف.