} دعت التنسيقيات البربرية في الجزائر إلى مسيرات سلمية في العاصمة ترفع المطالب البربرية، من أجل محاصرة أعمال العنف التي تتفجر من جراء الاحتكاك المباشر مع قوات الدرك الوطني في مناطق القبائل. وساد أمس الهدوء غالبية المدن والقرى في المنطقة باستثناء تيزي راشد حيث سجلت مواجهات مع قوات الشرطة، فيما أعلن ان الحكومة خصصت مبلغاً كبيراً لمعالجة آثار أحداث العنف. ساد الهدوء غالبية مناطق القبائل في الجزائر لليوم الثالث، في مؤشر إلى عودة الحياة الطبيعية إلى المدن والقرى في المنطقة، حيث اصيبت الحياة بالشلل، منذ بدء المواجهات بين قوات الشرطة ومتظاهرين من البربر قبل أكثر من أربعين يوماً. وذكر السيد ك. سليم، وهو موظف في ولاية بجاية، في اتصال هاتفي مع "الحياة" أن مظاهر "تحسن الأوضاع بدأت تبرز بوضوح"، مشيراً إلى "دور لجان الأحياء والمداشر في السعي إلى تأطير حركة الغضب لدى الشباب من خلال تكثيف المسيرات السلمية قصد تجنب اللجوء إلى التخريب وأعمال العنف". لكن منطقة تيزي راشد في ولاية تيزي وزو 100 كلم شرق العاصمة شهدت مواجهات شديدة أمس بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب. وسجلت عشرات الاصابات في صفوف قوات الأمن التي كانت قلصت وجودها في المنطقة. وكررت قيادة الدرك الجزائري التعليمات المشددة لعناصرها في المنطقة بوجوب تفادي اطلاق النار والاكتفاء بالطلقات التحذيرية في مواجهة المتظاهرين والمتجمهرين. ويلاحظ أن غالبية أعمال العنف تبدأ بعد تشييع جثمان قتيل أو عقب زيارة مصابين في المستشفيات. وأعلن قائد الشرطة في ولاية بجاية أن ثمانية من رجال الشرطة اوقفوا أمس في بلدة القصر للتحقيق معهم في ملابسات أعمال عنف ارتكبوها. في موازاة ذلك، أعلنت مصادر رسمية أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رأس أمس أول جلسة للحكومة الجديدة. وقالت إن البحث تناول ثلاثة ملفات تتعلق بتعديل توزيع الأعباء المقررة في خطة الانعاش الاقتصادي في ضوء أحداث منطقة القبائل، وتخصيص مبلغ كبير لإزالة آثار التدمير. كما بحث المجلس في وضع طلبة البكالوريا التي من المقرر أن تجري امتحاناتها السبت المقبل، والتي قد تستثني طلبة منطقة القبائل منها، على أن يقدموا في دورة ثانية. مسيرات سلمية في سياق هذه التطورات، قررت تنسيقية حركة المجتمع المدني أمس حشد سكان منطقة القبائل في ست ولايات للمشاركة في مسيرة وطنية في العاصمة في 14 حزيران يونيو الجاري، من أجل المطالبة باعتماد الامازيغية كلغة رسمية، وسحب قوات الدرك الوطني التابعة لوزارة الدفاع من منطقة القبائل. وأفيد ان البربر من سكان ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة وسطيف وبرج بوعريريج وبومرداس سينتقلون الى العاصمة للمشاركة في المسيرة المقررة الى مقر رئاسة الجمهورية. ويهدد مسؤولو التنسيقية بعدم مغادرة العاصمة في حال عدم لقائهم الرئيس والاستجابة "الفورية" لمطالبهم. كذلك أعلنت تنسيقية ولاية تيزي وزو تنظيم مسيرة في العاصمة للمطالبة ب"وقف الاعتداءات على المدنيين". وسيتم تحديد موعد المسيرة خلال الاسبوع المقبل. ويلاحظ ان هذه المسيرات السلمية في العاصمة تهدف الى تجنب المواجهات العنيفة في المناطق القبائلية والتي تنفجر من جراء الاحتكاك المباشر مع قوات الدرك. ومن المقرر ان تنظم نقابة المحامين في العاصمة، اليوم، مسيرة "البذلة السوداء"، ودعت تنسيقيات الطلبة في ولاية البليدة 50 كلم جنوب العاصمة الى مسيرة تضامنية داخل الحرم الجامعي للولاية، غداً الاثنين، للتضامن مع ضحايا المواجهات في منطقة القبائل. ووجهت جبهة القوى الاشتراكية نداء للمشاركة في مسيرة سلمية تجوب، غداً، مدينة تازمالت حيث دمرت غالبية المنشآت الحكومية. مدني مزراق على صعيد آخر، أوردت مصادر اعلامية ان "الأمير" السابق للجيش الإسلامي للانقاذ المنحل السيد مدني مزراق شارك، مساء الخميس، في الندوة الولائية حول المدرسة الجزائرية التي دعا اليها وزير التربية السابق السيد علي بن محمد من قادة جبهة التحرير الوطني. وذكرت صحيفة "الشروق اليومي" ان مزراق، وهو استاذ ثانوي سابقاً، شارك في الندوة التي جرت في قاعة سينما الشهيد حمليل في ولاية جيجل 300 كلم شرق العاصمة والتي تتناول ملف المنظومة التربوية في ضوء التوصيات التي اعدتها اللجنة الوطنية والتي لا تزال محل جدل سياسي. وكانت قيادة الاستخبارات العسكرية فرضت على مزراق عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو عام من أجل تجنب رد من الأوساط المعارضة لقانون الوئام والاتفاق الذي ابرمه "جيش الانقاذ" مع القيادة العسكرية. على الصعيد الامني، علم ان 12 عسكريا قتلوا مساء امس في مدينة العمارية في ولاية المدية. ونسب الاعتداء الى "الجماعة الاسلامية المسلحة" التي يقودها حسن حطاب.