بدأ الرئيس السوري بشار الأسد أمس زيارة رسمية الى اسبانيا يتخللها اليوم افتتاح معرض "تألق الأمويين من دمشق الى قرطبة" الى جانب العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الأول وفي حضور شخصيات سياسية وثقافية من مختلف البلدان المتوسطية بينهم رئيس اللجنة الأوروبية رومانو برودي ووزراء خارجية فرنسا هوبير فيدرين والمغرب محمد بن عيسى واسبانيا جوسيب بيكيه ومبعوث الاتحاد الأوروبي الى الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس وغيرهم. ويرافق الرئيس السوري وزير خارجيته فاروق الشرع ووزيرا التربية والتعليم العالي محمود السيد وحسان ريشة ووزيرة الثقافة السابقة نجاح العطار. وكان الرئيس السوري وصل ليلة أمس الى مطار مدريد، وتوجه بعد الاستقبال الرسمي الى قصر "الباردو" الذي سيكون مقر اقامته خلال أيام الزيارة. ثم انتقل الى قصر "لا ثارثويلا" الملكي، برفقة قرينته اسماء الأخرس لتناول طعام العشاء مع العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الأول وزوجته الملكة صوفيا في حفلة خاصة. اما الوزير الشرع فقد لبّى دعوة نظيره الاسباني الى عشاء رسمي في مقر وزارة الخارجية شارك فيه وفد الوزراء السوريين. وبدأ الوزيران جولة من المحادثات الثنائية سيطرت عليها أجواء الأزمة الحادة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط. وتجدر الاشارة الى أن الوزير الاسباني كان زار دمشق الاسبوع الماضي حيث اجتمع بنظيره السوري وبالرئيس الأسد. وتشكل لقاءات أمس واليوم متابعة لمناقشاتهما في العاصمة السورية على ضوء نتائج الجولة التي قام بها الوزير الاسباني والتي حملته الى مصر ومناطق الحكم الذاتي الفلسطيني واسرائيل ولبنان بالاضافة الى سورية. وتحاول اسبانيا لعب دور الوساطة بين أطراف النزاع في الشرق الأوسط نظراً لعلاقاتها المتوازنة مع الجميع فيما ترغب سورية في أن يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً أكثر نشاطاً وفعالية في عملية السلام وأن تكون اسبانيا بمثابة جسر بين أوروبا والعالم العربي. وكرر الجانب السوري للوزير بيكيه مطالبته باحترام القرارات الدولية ومبادئ مؤتمر مدريد لعام 1991 ومرجعيته كما انه أكد ضرورة التوصل الى سلام عادل وشامل في المنطقة. أما الجانب الاسباني فيسعى الى احياء مفاوضات السلام في مختلف جوانبها وهو يعمل من أجل ذلك مع جميع الأطراف، مؤكداً اقتناعه بضرورة احترام الانجازات التي تم التوصل اليها حتى الآن وعدم العودة الى البداية. واسبانيا المحطة الأولى في جولة اوروبية للرئيس السوري ستحمله ايضاً الى باريس وبرلين ويسعى خلالها الى تعزيز علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي الذي تجري معه سورية محادثات حول اتفاق الشراكة الأوروبية المتوسطية في اطار عملية برشلونة بالاضافة الى شرح وجهة نظره بالنسبة الى عملية السلام في الشرق الأوسط. ويجتمع الرئيس السوري اليوم برئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار، ومن المنتظر ان يناقش معه جميع المواضيع السياسية التي تهم الطرفين، خصوصاً الوضع في الشرق الأوسط ودور اسبانيا والاتحاد الأوروبي في عملية السلام والأمور ذات الاهتمام المشترك خصوصاً الاستفادة من الخبرات التقنية الاسبانية وامكانية تأهيل تقنيين في اسبانيا ورفع مستوى تبادل العلاقات التجارية والاقتصادية. أما قرينة الرئيس السوري السيدة اسماء فستزور أكبر مركزين في عالم الاتصالات في اسبانيا: "تلفونيكا" و"الكورتي انجليس" للاطلاع على آخر المبتكرات الحديثة في هذا المجال ودرس امكانية تطبيقها في سورية. وينتقل الرئيس بشار الأسد والوفد المرافق له مساء اليوم الى مدينة قرطبة في الاندلس للمشاركة، الى جانب العاهل الاسباني، بافتتاح معرض: "تألق الأمويين من دمشق الى قرطبة" الذي يرمي الى تشجيع العالم للتعرف على الاندلس في العهد العربي الاسلامي والحياة الثقافية التي ازدهرت في قرطبة ما بين القرنين الثامن والحادي عشر الميلاديين.