يبدأ الرئيس السوري بشار الأسد اليوم زيارة رسمية الى اسبانيا هي الأولى الى بلد غير عربي تلبية لدعوة العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس الأول. وكان الملك شدد خلال تسلمه أوراق اعتماد سفير سورية الجديد لدى اسبانيا الدكتور محسن بلال على ضرورة وأهمية مشاركة الرئيس السوري في افتتاح معرض "تألق الامويين من دمشق الى قرطبة"، خصوصاً ان بلاده تأمل بأن تلعب دوراً مهماً في تحقيق السلام في الشرق الأوسط ونظراً لوضع سورية كلاعب اساسي على مسرح السلام. وكانت سورية أرسلت قبل اشهر عدة، وبعد أربع سنوات من عدم تعيينها سفيراً لها في مدريد، رئيس لجنة الشؤون الخارجية السابق في مجلس الشعب الدكتور محسن بلال لتمثيلها، فرفعت بذلك من مستوى هذا التمثيل. واثار هذا الأمر ارتياحاً مزدوجاً لدى الحكومة الاسبانية التي كانت تلح بشكل مستمر وعلني على ضرورة عودة العلاقات بين البلدين الى مستوى السفراء. ذلك ان سورية التي تسعى اسبانيا الى تنمية العلاقات الاقتصادية معها استجابت طلبها اعتماد سفير لديها بإرسال شخصية سياسية قريبة من الرئيس الأسد. وانتهزت اسبانيا هذه المناسبة لتبدأ مرحلة جديدة من العلاقات مع الرئيس الشاب، خصوصاً وان كبار المسؤولين الأوروبيين من الذين تعرفوا اليه شخصياً من أمثال مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا والمبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط ميغيل انخيل موراتينوس ووزير الخارجية الاسباني جوسيب بيكيه - وجميعهم اسبان - عبروا دائماً عن أملهم بإمكان فتح هذه الصفحة الجديدة من العلاقات التي من شأنها ان تساعد في التوصل الى سلام دائم وشامل وعادل يكون لأوروبا دور سياسي مهم فيه يختلف عن دورها الاقتصادي الحالي. وتجدر الإشارة الى ان التحرك الاسباني باتجاه سورية نشط في الآونة الأخيرة، اذ زار اسبانيا مسؤولون سوريون للاستفادة من خبرتها في قطاعات تقنية وسياحية واقتصادية عدة. ويغلب على زيارة الرئيس الأسد لاسبانيا الطابع السياسي والاقتصادي اساساً على رغم اهمية الطابع الثقافي المتمثل في معرض "تألق الامويين" الذي سيعيد ذكرى أمجاد الاندلس. واعطت مدريد الرئيس السوري صفة رئيس دولة مميز باستضافته في قصر "الباردو" الذي يحل فيه من يأتي من زعماء العالم في زيارة دولة. وسيتمكن رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار، قبل توجه الرئيس الأسد الى قرطبة، من الاطلاع على رأيه حول آخر المستجدات في الشرق الأوسط غداً في اجتماع عمل تليه حفلة غداء وتبادل وجهات النظر معه في ما يمكن ان يساعد على نشر السلام يوماً ما في الشرق الأوسط، خصوصاً ان اثنار كان التقى والده الرئيس حافظ الأسد قبل أيام من وفاته.