} يسأل متتبعو أخبار السيارات عما يحصل في كواليس شركة جنرال موتورز، وتحديداً في فرع كاديلاك الذي كان متخصصاً بإنتاج السيارات المترفة دون غيرها. فكاديلاك فاجأت الأسواق بتقديم سيارة دفع رباعي مترفة تحت شعار "المتعددة الاستعمال... الرياضية الأقوى"، حملت اسم إسكالايد، وستتوافر قريباً في الشرق الأوسط، وينتظر أن تحقق نجاحاً لما تتمتع به من مواصفات. قسم العملاق الأميركي جنرال موتورز شركته مؤسسات عدة: شيفروليه المتخصصة بالسيارات الشعبية التي تتحلى بتكنولوجيا متقدمة وبأسعار يمكن أياً كان أن يتحملها، وأولدزموبيل التي كانت تنتج سيارات مخصصة للطبقة المتوسطة العليا، وجي ام سي التي انفرد إنتاجها بطابع شبه عسكري إذ قام معظمه على الدفع الرباعي، وكاديلاك التي عودتنا منذ نشأتها على تقديم سيارات مترفة مخصصة للنخبة... يومها تمثل الهدف في اتجاه جديد يمكن اختصاره بكلمة واحدة هي "التخصص". والمقصود هنا تقسيم الشركة الأم شركات متعددة يتخصص كل منها بإنتاج معين، له مستهلكوه ومحبوه. وقد نجحت هذه الخطة خلال القرن الماضي، الى أن بدأت عمليات الدمج بين شركات صناعة السيارات، مفضية الى تبدل قاعدة عامة كانت تقضي بتخصص كل شركة في إنتاج معين، لمصلحة قاعدة جديدة بدأت الشركات بموجبها بتنويع إنتاجها لتغطية كل شرائح المستهلكين. ومع هذا التحول، تبدل الاتجاه العام لجنرال موتورز التي قررت وقف تصدير سيارات بونتياك وأولدزموبيل وبويك الى عدد من الأسواق، ومنها الشرق الأوسطية، وتغيير التوجه العام لفرع كاديلاك، خصوصاً بعدما برهنت لها الدراسات والأبحاث أن هذه الشركة لا يمكن أن تستمر في إنتاج السيارات المترفة من فئة السيدان دون غيرها، وأن المنافسة في هذا الحقل شديدة، فضلاً عن أنها تشمل كل شركات صناعة السيارات في العالم. وأضافت نتائج دراسات جنرال موتورز أن على كاديلاك، في إطار سعيها نحو تأمين استمرارها، أن تفكر جدياً في التحول نحو إنتاج سيارات من كل الفئات والطرازات، مع المحافظة أساساً على الطابع العام الذي طالما ميزها، أي الترف والفخامة والتكنولوجيا المتقدمة، على غرار مرسيدس الألمانية التي باتت مجموعة إنتاجها تضم سيارات من كل الفئات. وعلى أثر هذا التحول، بدأت كاديلاك بتنويع إنتاجها الذي ضم سيارات سيدان مترفة من الفئات الكبيرة دوفيل والمتوسطة سيفيل والصغيرة كاتيرا، إضافةً الى سيارة جديدة من فئة الرودستر سترى النور خلال العام 2003. ومن جهة أخرى، وفي ظل الرواج الكبير الذي تلاقيه سيارات الدفع الرباعي في كل الأسواق، كان على كاديلاك أن تسرع في دخول هذا الميدان مع سيارة جديدة كلياً حملت تسمية إسكالايد جمعت بين مفهومي سيارات النقل العام والسيارات العائلية الكبيرة، إضافةً الى تركيزها على مبدأي الترف والفخامة. "المتعددة الاستعمال الرياضية الأقوى" يلاحَظ أن سيارة كاديلاك الجديدة هذه استعارت قاعدة الجيل الجديد من ابنة عمها جي ام سي، وابتعدت عن الزوايا الحادة والخطوط المستقيمة لمصلحة أخرى دائرية تتخللها خطوط منسابة بنعومة، تمت المحافظة معها على شخصيات سيارات كاديلاك، خصوصاً لجهة تصميم الواجهتين الأمامية والخلفية. ويمكن التعرف إلى هوية السيارة بمجرد النظر إلى واجهتها الأمامية. فالمصابيح المربعة الشكل وإشارات الالتفاف العمودية من علامات كاديلاك المميزة، وكذلك تصميم فتحة التهوئة الوسطى التي تضم في منتصفها شعار كاديلاك الكبير والمطلي بالكروم اللماع. أما الواجهة الخلفية التي لا تزال تشبه تلك التي تجهز بها جي ام سي، فحظيت بمصابيح جديدة عمودية الشكل كتلك التي نجدها عادةً في سيارات الشركة الأميركية، يتوسطها شعار ضخم لكاديلاك، يعلوه زجاج خلفي ومصباح توقف أحمر اللون وطويل، على شكل 7 يعد بدوره من العلامات الفارقة لهذه السيارة. وعلى رغم هذه التعديلات، تمكن قسم التصميم لدى كاديلاك من خفض نسبة جر إسكالايد، وبالتالي تقليل نسبة الضجيج الصادر عن اختراقها الهواء على مختلف السرعات، الأمر الذي انعكس إيجاباً على تأديتها، إضافة إلى إسهامه في خفض استهلاكها من الوقود. وإلى التعديلات الخارجية، لم تغفل كاديلاك عوامل السلامة العامة، إذ تمت تقوية هيكل إسكالايد وزيادة نسبة التوائيته بمعدل 23 في المئة، لترتفع على الأثر قدرتها على تحمل الصدمات، خصوصاً أن أقسامها الأمامية والخلفية تشمل مناطق هشة تعمل في حالات الاصطدامات المباشرة على امتصاص قوة الصدمة وإبعادها عن مقصورة الركاب التي دعمت جوانبها أيضاً بعد تثبيت عوارض معدن مدمجة بالأبواب. من ناحية أخرى، جهزت المقصورة بأحزمة أمان بثلاث نقاط تثبيت مع قدرة شد تدريجي، إضافةً إلى أكياس هواء أمامية للسائق والراكب الى جانبه، اللذين سيفيدان أيضاً من حماية يؤمنها لهما كيسا الهواء الجانبيان المثبتان في جوانب المقعدين الأماميين، الأمر الذي يعزز من فاعلية عملهما، أياً تكن وضعيتهما. وأسهمت تقوية الهيكل وزيادة نسبة التوائيته في رفع تماسك السيارة مع الطريق ومع نفسها. ولم تغفل كاديلاك عوامل السلامة الإيجابية، إذ زودت سيارتها الجديدة نظاماً متطوراً للتحكم بالتماسك العام، اسمه ستابيليتراك، يرتبط عمله بمجموعة نورث ستار المعتمدة في معظم سيارات كاديلاك، والتي تتألف من المحرك وعلبة التروس وأجهزة التعليق والكبح والمقود الإلكترونية، وتعمل بالتناغم في ما بينها عبر جهاز التحكم المركزي بعمل السيارة الذي يستقي معلوماته من أجهزة استشعار ثبت بعضها عند إطارات السيارة الأربعة. ويعمل بعضها الآخر على تحديد نسبة دوران السيارة حول محورها وعلى قياس قوى التسارع الجانبية وعلى تحديد درجة دوران المقود والتفاف الإطارات الأمامية وعلى مراقبة عمل جهازي منع غلق المكابح والتحكم بالتماسك لتحقيق أهداف حيوية، أبرزها مساعدة السيارة في اتباع الاتجاه الذي يحدده السائق والتحكم بانزلاق القسم الخلفي منها في المنعطفات، ومساعدة السائق على التحكم بسيارته عند القيادة بسرعات عالية، وزيادة نسبة تماسك السيارة على الطرق الزلقة، وزيادة تجاوبها عند تحريك المقود في استمرار. مقصورة أم غرفة جلوس؟ بناء إسكالايد على قاعدة عجلات بطول 2.94 متر، مكنها من التحلي بمقاييس خارجية كبيرة تبلغ 5.05 و2.00 و1.88 متر لكل من طولها وعرضها وارتفاعها، الأمر الذي أسهم في إكساب مقصورة ركابها رحابة قصوى. إذ يمكن إسكالايد أن تستوعب، وعلى ثلاثة صفوف من المقاعد، سبعة ركاب يرتفع عددهم الى ثمانية في حال دعت الحاجة، سيتمكنون من السفر براحة بالغة ولمسافات طويلة، خصوصاً أن كاديلاك وفرت مقاعد مريحة لهم، إضافةً إلى أن المساحات المخصصة لرؤوسهم وأكتافهم وأرجلهم كافية، ولو كانوا من أصحاب القامات الطويلة جداً. ثم أن وضعية جلوس الركاب جيدة جداً بفضل الوضعية المرتفعة للمقاعد والمساحات الزجاج الكبيرة التي تلف السيارة من جوانبها الأربعة. أما وضعية جلوس السائق، فممتازة بفضل التعديل الكهربائي للمقعد في كل الإتجاهات، وإمكان إمالة عمود المقود. لكن المأخذ الوحيد في هذا السياق يتمثل في السماكة الزائدة لعمودي الزجاج الأمامي الجانبيين اللذين يعيقان الرؤية الأمامية الجانبية، مع العلم أن كاديلاك تفيد أن هذه السماكة تهدف الى تقوية الصلة بين القسمين العلوي والسفلي من الهيكل. لوحة قيادة عملانية مع دخول مقصورة الركاب، لا يمكن إغفال لوحة القيادة التي كثف استعمال المواد البلاستيك في القسم الأعلى منها، والتي اتسمت من جهة أخرى بوضوح عداداتها وتكاملها وبسهولة استعمال مفاتيح تشغيل معظم أجهزتها. فتجويف العدادات الذي طغى عليه اللون الفضة، يضم عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك، إضافةً إلى ستة عدادات صغيرة لمستوى الوقود في الخزان ولدرجة حرارة المحرك ولضغط زيت المحرك ولمستوى شحن نظام الكهرباء في السيارة ولحرارة الزيت ولرسائل الكومبيوتر فيها، إلى جانب عدد من المؤشرات الضوئية. أما الكونسول الأوسط، فاحتوى جهازي التكييف الفاعل والاستماع الموسيقي المتطور، من طراز بوزيه. والأخير الموصول إلى عدد كبير من مكبرات الصوت، تعلن كاديلاك أنه يضاهي بجودته أفضل أنظمة الاستماع الموسيقية المتوافرة لسيارات السيدان الكبيرة المترفة. أما مفاتيح تشغيل باقي الأجهزة الحيوية، فثبتت إلى شمال تجويف العدادات حيث يسهل الوصول إليها. وفي سياق الحديث عن مكيف الهواء، وزعت كاديلاك مخارج الهواء الخاصة به في شكل مدروس على كل أقسام المقصورة، وزادت قوة تدفق الهواء بنسبة 40 في المئة عن الطراز السابق من إسكالايد، والذي لم يصدر الى الشرق الأوسط. ووفرت مكيف الهواء الإلكتروني مع ثمانية أجهزة استشعار تعمل على قياس درجة الحرارة وقوة أشعة الشمس، وتعطيه أوامر بتعديل الحرارة الداخلية تبعاً للمعايير التي يضعها السائق، إلا أن هذا النظام لا يتوافر مع إسكالايد المزود فتحة في السقف. وبالانتقال الى مقصورة التحميل الخلفية، فإن عملية تحميل الأمتعة أو تفريغها سهلة جداً، إذ نقلت العجلة الاحتياطية من قعر صندوق الأمتعة إلى ما تحت القسم الخلفي من المقصورة، ليمكن الوصول إليها من الخارج، الأمر الذي انعكس إيجاباً على حجم التحميل من ناحية، وعلى زيادة مجالات الرؤية الخلفية من ناحية أخرى. فئتان لكل منهما محركه وفرت كاديلاك من سيارتها هذه طرازين، أحدهما يندفع بالعجلتين الخلفيتين، وهو مخصص في معظمه للأسواق الأميركية حيث يرغب المستهلك في سيارة تندفع بعجلتيها الخلفيتين كأنها سيارة دفع رباعي. ولهذه الفئة، أمنت محركاً من 8 أسطوانات على شكل 7، سعة 5.3 ليتر، بقوة 285 حصاناً عند 5200 دورة في الدقيقة، تتناقص الى 4000 دورة في الدقيقة عندما يتعلق الأمر بعزم الدوران البالغ 441 نيوتن متر. أما الفئة الثانية من إسكالايد موضوع التجربة، فمزودة محركاً من 8 أسطوانات على شكل 7، سعة 6 ليترات، قادر على توفير قوة 345 حصاناً تستخرج عند 5200 دورة في الدقيقة، ويرافقها عزم دوران يصل حده الأقصى الى 516 نيوتن متر تتوافر عند مستوى 4000 دورة في الدقيقة. وأبرز ما يميز العزم في محرك الليترات الستة أن نحو 60 في المئة منه يتأمن على دوران يراوح بين 1700 دورة في الدقيقة و4000، ما يعني مرونة عالية في عمل المحرك وقدرة كبيرة على الخروج من عوائق الطرق الرمل الناعمة أو الموحلة والضحلة، وبالتالي قدرة قطر عالية تمكن إسكالايد المزودة محرك الليترات الستة من جر مقطورات يزيد وزنها على طنين. وربط المحركان المذكوران بعلبة تروس أوتوماتيكية من 4 نسب أمامية بتحكم إلكتروني في اختيار نسبها، تبعاً لظروف القيادة وأسلوبها. وتعمل علبة التروس التي قويت حتى بات في إمكانها تحمل عزم دوران إضافي بنسبة 20 في المئة، على نقل القوة إلى العجلات الدافعة بنعومة وسلاسة كبيرين فلا يعود سائق إسكالايد يشعر بنقل النسب. وتندفع إسكالايد بالعجلتين الخلفيتين في ظروف القيادة العادية، ويتم التحويل إلى الدفع الرباعي البطيء أو السريع عبر مفاتيح خاصة مثبتة إلى شمال لوحة القيادة، فيعمل نظام خاص عند التحول إلى برنامج الدفع الرباعي على مراقبة انزلاق العجلات، ليبدل بنفسه بين الدفعين الثنائي والرباعي. ومع محرك الليترات الستة، يمكن إسكالايد أن تنطلق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 8.57 ثانية، لتصل بعدها الى سرعة قصوى تبلغ 173.8 كلم/س. وقد حددت كاديلاك هذه السعة إلكترونياً، معلنة أن سيارتها هذه تتحلى باستهلاك معتدل للوقود يبلغ 6.8 ليتر لكل 100 كلم. متماسكة ومريحة عندما يتعلق الأمر بسيارات الاندفاع الرباعي، يوضع التماسك على سلم الأولويات. لكن التماسك كثيراً ما يكون على حساب الراحة. إلا أن كاديلاك تمكنت من إيجاد الحل باعتماد تعليق مستقل للعجلات الأربع، يقوم في الأمام على الشعب المزدوجة التي تجهز بها عادةً سيارات السيدان السياحية، والتي دُعمت بنوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات وبقضبان التوائية. أما التعليق الخلفي فيقوم على تقنية الارتباط الخماسي الموصول إلى نظام أوتوماتيكي للتحكم بارتفاع القسم الخلفي من السيارة عن الأرض. وزودت جنرال موتورز سيارتها هذه قضباناً مقاومة للانحناء والغوص بقطر أكبر من السابق في الأمام والخلف، لتعويض التأثير السلبي لمركز الثقل المرتفع في سيارات الدفع الرباعي الكبيرة. ووفرت لها جهاز ستابيليتراك الذي يعمل على مراقبة تماسك الإطارات مع الطريق وسرعة السيارة وجهاز المقود الذي يتحلى بدقة متناهية مقارنة بالطراز الأسبق من إسكالايد ويستعمل المكابح بمجرد استشعاره فقدان التماسك، ويخفض قوة المحرك، معيداً الى السيارة تماسكها مع الطريق.