عند ذكر سيارات الدفع الرباعي الأميركية، يتبادر الى الأذهان سيارات تقوم على قواعد شاحنات خفيفة تتحلى بتصميم صندوقي ومحرك نشيط مع تجهيزات ترف عديدة. وإنتاج الأميركيين، وبالأخص جنرال موتورز من هذه السيارات لا يزال يعتمد مبدأ الترف في التجهيزات والنشاط في المحركات والخطوط القاسية في تصميم الهيكل، إلا أنه ومن خلال هندسات تصميمية جديدة كلياً تمكن مهندسو العملاق الأميركي جنرال موتورز الخروج بسيارتين جديدتين كلياً ومصنفتين في فئة سيارات الدفع الرباعي المتوسطة حملت الأولى منها تسمية شيفروليه ترايل بلايزر والثانية جي ام سي انفوي. ومع هاتين السيارتين، تبدلت المقاييس، إذ ستشكل كل من ترايل بلايزر وانفوي منافساً جدياً لسيارات هذه الفئة التي تلقى شعبية عالية. عام 1935 قدمت جي ام سي / شيفروليه سيارتها سابربان لأول مرة، وقد حققت تلك السيارة شهرة ومبيعات كبيرين بمجرد إطلاقها كونها جمعت بين مفهوم سيارات النقل العام والسيارات العائلية الكبيرة، خصوصاً أنها كانت تستوعب عدداً كبيراً من الركاب. ويوم أطلقت هذه السيارة في الأسواق الشرق أوسطية، وتحديداً في منطقة الخليج العربي، لاقت نجاجاً كبيراً مرده العائلة الخليجية الكبيرة. وزاد من شهرة ومبيعات هذه السيارة، أن شركتها قدمت عام 1957 فئة منها زودتها نظاماً للاندفاع الرباعي، وعادت بعد ثماني سنوات لتقدم فئتين كبيرتين من سوبربان تستوعبان 12 و15 راكباً على التوالي. ومع مطلع التسعينات، قدمت جنرال موتورز فئة مصغرة من سوبربان حملت تسمية يوكون لدى جي ام سي وتاهو لدى شيفروليه. وقد حققت هاتين السيارتين نجاحات كبيرة، كونهما كانتا تتحليان بمقصورة ركاب كبيرة نسبياً، إضافة الى انهما متوفرتين بمحركات قوية ذات تأدية متقدمة. وفي نهاية العام الماضي، عادت جنرال موتورز لتقدم سيارتين جديتين انفوي وترايل بلايزر يمكن القول أنهما من فئة السيارات المتوسطة الكبيرة كونهما مبنيتان على قاعدة عجلات أطول منها ل يوكون / تاهو وأصغر منها ل سابربان. مزيد من الانسيابية بمجرد النظر إلى سيارتي جنرال موتورز هاتين، يلاحظ المرء أنهما جديدتين كلياً. فهيكل كلاهما ابتعد عن عن الزوايا الحادة والخطوط المستقيمة واستعاض عنها بأخرى دائرية يتخللها خطوط منسابة بنعومة، تم معها التركيز على المحافظة على شخصية سيارات جنرال موتورز المندفعة بالعجلات الأربع. وعلى الرغم من التشابه الكبير بين السيارتين، إلا أن التفريق في ما بينها سهل للغاية إذ بمجرد النظر إليهما يمكن للمرء أن يعرف هوية كل منهما. ف انفوي تتميز بمقدمها الذي يضم مصابيح كبيرة ومربعة الشكل ومائلة يتوسطها واجهة شبكية مائلة أيضاً تتميز بخطوطها الطولية وإطارها الكرومي اللماع، في ما ينفرد مقدم ترايل بلايزر بخط عريض مطلي بالكروم اللماع وبمصابيح طولية إضافةً الى واجهة شبكية عريضة ترتكز على صادم أمامي يحتوي على مصابيح إضافية للضباب مستطيلة الشكل دائرية في انفوي. أما خطوط الجوانب، فتعتمد في انفوي على مساحات زجاجية كبيرة تسيطر عليها الزوايا الدائرية والأطر المطلية باللون الأسود، في وقت انفردت ترايل بلايزر بمساحات زجاجية تم فيها الانقاء على الزوايا الحادة لزجاجي البابين الأمامي والخلفي في ما تم وصل زجاج مقصورة التحميل الجانبي بالزجاج الخلفي لهذه المقصورة عبر عمود تم طلاؤه باللون الأسود اللماع، الأمر الذي جعل الزجاجين يبدوان وكأنهما مؤلفين من قطعة واحدة. وفي سياق الحديث عن الخطوط الجانبية، نشير الى أن ترايل بلايزر التي اعتمدت لها جنرال موتورز على فتحات إطارات أعرض منها لتلك المعتمدة في انفوي اختارت لتنانيرها الجانبية التي تلعب دوراً انسيابياً، اللون الأسود. أما في الخلف، فتتشابه السيارتان من حيث تصميم المصابيح الخلفية، إلا أن انفوي تضم في صادمها الخلفي مصابيح دائرية الشكل قسمت الى جزئين تم تخصيص العلوي منهما لإنارة الطريق عند الرجوع الى الخلف والسفلي لعكس النور الخلفي في الليل. أما في ترايل بلايزر، فقد تحول تصميم هذه المصابيح من الشكل الدائري الى مستطيلات حمراء تعمل على عكس النور الخلفي. ومزيد من الأمان التحول إلى الخطوط المنسابة، مكن قسم التصميم لدى جنرال موتورز من خفض نسبة الجر، وبالتالي تقليل نسبة الضجيج الصادر عن اختراق انفوي وترايل بلايزر للهواء على مختلف السرعات، الأمر الذي انعكس في شكل إيجابي على تأديتهما، إضافة إلى إسهامه في خفض استهلاكهما من الوقود. وإلى جانب التصميم الخارجي الطليعي، ركزت جنرال موتورز على عوامل السلامة العامة في سيارتيها هاتين واللتين تمت تقوية هياكلهما، إضافةً إلى زيادة معدلات إلتوائية هذه الهياكل بنسب عالية، ولترتفع على الأثر قدراتهما على تحمل الصدمات، خصوصاً أن أقسامها الأمامية والخلفية تشمل مناطق هشة تعمل في حالات الإصطدامات المباشرة على امتصاص قوة الصدمة وإبعادها عن مقصورات الركاب التي تمت تقوية جوانبها أيضاً بعد تثبيت عوارض معدن مدمجة في الأبواب. ومن ناحية أخرى، جهزت مقصورتا السيارتين أحزمة أمان بثلاثة نقاط تثبيت مع قدرة شد تدريجي، إضافةً إلى أكياس هواء أمامية للسائق والراكب بجانبه، واللذان سيستفيدان أيضاً من الحماية التي يؤمنها لهما كيسي الهواء الجانبيين المتوفرين إضافياً، الأمر الذي يعزز من فعالية سلامة راكبي المقدم مهما كانت وضعية جلوسهما. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تقوية الهياكل وزيادة نسب إلتوائيتها أسهم بدوره في رفع تماسك السيارتين مع الطريق ومع نفسهما. ومزيد من الرحابة أيضاً أبز ما يميز مقصورتي ركاب انفوي وترايل بلايزر يتمثل برحابتهما. فبناء السيارتين الشقيقتين على قاعدة عجلات بطول 2.896 متر مكن قسم تصميم مقصورات الركاب من استغلال طول القاعدة في شكل ذكي لصالح المقصورتين اللتين تبدوان رحبتين في الأمام والخلف. وسيتمكن ركاب السيارتين من السفر براحة بالغة ولمسافات طويلة، خصوصاً أن جنرال موتورز عملت على توفير مقاعد مريحة لهم، إضافةً إلى أن المساحات المخصصة لرؤوسهم وأكتافهم وأرجلهم كافية حتى ولو كانوا من أصحاب القامات الطويلة. كما أن وضعية جلوس الركاب جيدة جداً بفضل الوضعية المرتفعة للمقاعد والمساحات الزجاجية الكبيرة التي تلف السيارتين من جوانبهما كافة. أما وضعية جلوس السائق، فهي ممتازة بفضل التعديل الكهربائي للمقعد وإمكان إمالة عمود المقود. ومن ناحية أخرى، لا يمكن إغفال لوحة القيادة في السيارتين واللتين اتسمتا بوضوح عداداتهما وتكاملها وبسهولة استعمال مفاتيح تشغيل معظم أجهزتهما. فتجويف العدادات، يضم عدادين كبيرين لإشارة الى سرعة السيارة والى دوران المحرك، إضافةً إلى أربعة عدادات صغيرة لمستوى الوقود في الخزان ولدرجة حرارة المحرك ولضغط زيت المحرك ولمستوى شحن نظام الكهرباء في السيارة، وذلك إلى جانب عدد من المؤشرات الضوئية. أما الكونسول الوسطي، فقد احتوى على جهازي التكييف الفاعل والاستماع الموسيقي المتطور والمربوط الى مجموعة من مكبرات الصوت طراز بوزيه بقوة 275 وات. وتعلن جنرال موتورز أن جهاز الاستماع الموسيقي في كل من انفوي وترايل بلايزر يضاهي بجودته أفضل أنظمة الاستماع الموسيقي المتوفرة لسيارات السيدان الكبيرة المترفة. أما مفاتيح تشغيل باقي الأجهزة الحيوية، فقد تم تثبيتها إلى جانبي المقود وفي الكونسول الوسطي هذا الأخير مبطن بالخشب المصقول في انفوي حيث يسهل الوصول إليها. وفي سياق الحديث عن مكيف الهواء، يذكر أن جنرال موتورز قامت بتوزيع فتحاته بشكل مدروس في كل أقسام المقصورة، وزادت تدفق الهواء فيه بنسبة عالية مقارنةً بالطرازات السابقة. كما وفرت إضافياً مكيف هواء إلكتروني مع عدد من أجهزة الاستشعار التي تعمل على قياس درجة الحرارة وقوة أشعة الشمس، وتعطي أوامرها إلى المكيف الإلكتروني لتعديل الحرارة الداخلية تبعاً للمعايير التي يضعها السائق. وفي هذا السياق، نذكر أنه في إمكان السائق والراكب بجانبه أن يعدلا درجة حرارة المكيف تبعاً لرغباتهما وبحيث يمكن للفارق في درجة الحرارة بين القسم المعد للسائق والقسم المخصص للراكب الى جانبه أن يصل الى حدود 25 درجة مئوية. محرك واحد يفي بالمطلوب لسيارتيها الجديدتين هاتين، اعتمدت جنرال موتورز على محرك واحد من مجموعة محركات فورتيك التي يوفرها العملاق الأميركي لكل من شيفروليه كورفيت وكامارو، والتي تم تعديلها ليتناسب استعمالها مع سيارات الدفع الرباعي. ويقوم هذا المحرك على تقنية الأسطوانات الست المتتالية المميز بنعومة عمله الفائقة مقارنة بالمحركات التي يتم توزيع أسطواناتها على شكل رقم 7. وتبلغ سعة هذا المحرك 4200 سم3 وقد زود عامودا كامة في الرأس مع 24 صماماً في الرأس تم دعمها بجهاز بخاخ إلكتروني الأمر الذي رفع القدرة الحصانية لهذا المحرك الى 270 حصاناً يمكن استخراج حدها الأقصى عند مستوى 6000 دورة في الدقيقة يرافقها عزم دوران يبلغ 373 نيوتن متر عند 3600 دورة في الدقيقة. وهنا لا بد من الإشارة الى أن جزءاً كبيراً من هذا العزم يتوفر عند مستوى دوران مخفوض للمحرك يراوح بين 2000 و3600 دورة في الدقيقة، مما يعني مرونة عالية في عمل المحرك وقدرة كبيرة في الخروج من عوائق الطرق الرملية الناعمة أو الموحلة وحتى تلك الضحلة، وبالتالي قدرة قطر عالية تمكن السيارتين من جر مقطورات بوزن مرتفع يزيد عن الطن الواحد. وقد تم ربط المحركين المذكورين إلى علبة تروس أوتوماتيكية طراز هايدرا ماتيك تتألف من أربع نسب أمامية بتحكم إلكتروني في اختيار نسبها تبعاً لظروف وأسلوب القيادة، وتعمل علبة التروس هذه على نقل القوة إلى العجلات الدافعة. وهنا نشير إلى أن السيارتين تندفعان بالعجلات الخلفية في ظروف القيادة العادية، ويتم التحويل إلى الدفع الرباعي البطيء أو السريع عبر مفاتيح خاصة مثبتة في لوحة القيادة، وبحيث يعمل نظام خاص عند التحول إلى برنامج الدفع الرباعي على مراقبة انزلاق العجلات، ليحول بنفسه بين الدفع الثنائي والرباعي. وهذا الأخير يعتمد على تقنية أوتوتراك الحديثة التي ابتكرتها جنرال موتورز خصيصاً لسياراتها المندفعة بالعجلات الأربع. وفي هذا السياق، نشير الى أن ترايل بلايزر وانفوي مزودتان مفتاحاً خاصاً في لوحة قيادتهما يعمل على نقل الحركة الى العجلتين الخلفيتين أو العجلات الأربع في شكل أوتوماتيكي وذلك في حال فقدت الخلفية تماسكها مع الطريق. متماسكة ومريحة عندما يتعلق الأمر بسيارات الاندفاع الرباعي، يوضع التماسك على سلم الأولويات. لكن التماسك غالباً ما يكون على حساب الراحة، إلا أن جنرال موتورز تمكنت من إيجاد الحل عن طريق اعتماد تعليق مستقل للعجلات الأربع، يعتمد في الأمام على تقنية الأذرع المتعددة أذرع طويلة مع سواعد عرضية قصيرة التي تجهز بها عادةً سيارات السيدان السياحية، والتي تم دعمها بنوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات تسهم في زيادة التماسك والراحة، إضافةً الى قضيب بلغ قطره 46 ملم يعمل على الحد من تمايل السيارة حول محور عمودي وهمي. أما التعليق الخلفي، فيقوم على تقنية الوصلات الخماسية المرتبطة بنوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات مدعومة بقضيب بقطر 24 ملم لمنع تمايل السيارة حول محور عمودي وهمي. وفي هذا السياق، نشير إلى أن جنرال موتورز زودت سيارتيها قضباناً مقاومة للانحناء والغوص في الأمام والخلف بقطر أكبر من السابق وذلك لتعويض التأثير السلبي لمركز الثقل المرتفع في سيارات الدفع الرباعي الكبيرة. وترتكز السيارتين اللتين تتميزان بالثبات والتماسك المدعوم براحة التعليق، على عجلات معدنية بقياس 16 إنشاً يمكن الحصول عليها إضافياً بقياس 17 إنشاً ملبسة بإطارات من صنع شركة ميشلان الفرنسية بقياس 245 / 65 آر 17 تخفي خلفها جهاز مكابح قوامه الأسطوانات المهواة في الامام والخلف والمدعومة بجهاز لمنع انغلاق المكابح أيه، بي، اس. قريباً في أسواقنا أخيراً يبقى أن نشير الى أن انفوي وترايل بلايزر المبنيتين على مبدأ السلم أنظر الصورة المرفقة، تتوفران بهيكل من خمسة أبواب يندفع بالعجلتين الخلفيتين أو العجلات الأربع. وتتوفر الأولى بنسختي اس ال إي زاس ال تي في ما تتوفر الثانية أي ترايل بلايزر بثلاث نسخ هي ال اس وال تي وال تي زي. ويتوقع أن تصل هاتين السيارتين الى منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الثاني من العام الجاري حيث سيبدأ بيعهما حسب قول السيد بوب كايبل، المدير الاقليمي لفرع شاحنات جنرال موتورز في الشرق الأوسط "بأسعار منافسة مع مجموعة غنية من تجهيزات الترف والفخامة." [email protected]