} غادر المقاتلون الألبان ضواحي العاصمة سكوبيا، لكن الاشتباكات تصاعدت في مناطق اخرى حيث تزايد عدد النازحين. وبدت البلاد على حافة حرب اهلية فعلية نتيجة مشاعر الكراهية التي تجسدت في اقتحام متظاهرين من العرق السلافي البرلمان ومقر الرئاسة احتجاجاً على السماح للمقاتلين الالبان بالانسحاب بأمان. اكد التلفزيون الرسمي في سكوبيا امس، ان كل المقاتلين الألبان غادروا مع اسلحتهم، بلدة اراتشينوفو بعدما وجّهت الوحدة الأميركية التابعة لحلف شمال الأطلسي المواكبة لهم، الحافلات والشاحنات التي أقلتهم، الى طريق فرعية، تلافياً للمرور في الطريق الرئيسية حيث وضع المئات من السلافيين حواجز لعرقلة مرورهم. وأشار التلفزيون الى أن غالبية هؤلاء المقاتلين ذهبوا الى قرية سلوبتشاني الشمالية القريبة من الحدود مع كوسوفو والتي يسيطر المقاتلون الألبان عليها. وأضاف ان الوضع في اراتشينوفو اتسم بالهدوء التام، اذ لا يزال يشرف على البلدة ممثلون عن كل من منظمة الأمن والتعاون الأوروبية والصليب الأحمر الدولي وقوات حفظ السلام كفور، الذين لم يسمحوا لعناصر الشرطة المقدونية بالانتشار في البلدة "طيلة المدة الضرورية لوجود الممثلين الدوليين فيها". وعلى رغم تسوية مشكلة سيطرة المقاتلين الألبان على اراتشينوفو فإن الجيش المقدوني قصف بعنف قرية نيكوشتاك القريبة من مدينة كومانوفو شمال البلاد. كما تواصلت اشتباكات اندلعت ليل اول من امس بين القوات العسكرية المقدونية ومجموعات ألبانية مسلحة في المرتفعات الشمالية الغربية المطلة على مدينة تيتوفو، سقط خلالها ستة من أفراد وحدات الشرطة المقدونية الخاصة بين قتيل وجريح. وبحسب مصادر اعلامية في سكوبيا، فإن اكثر من ألف وخمسمئة ألباني من سكان القرى القريبة من تيتوفو، غادروا ديارهم وذهبوا الى كوسوفو، خلال اليومين الأخيرين. ولوحظ في سكوبيا وضواحيها ظهور ملصقات وكتابات على الجدران، لمنظمة أطلقت على نفسها "الأسد المقدوني" الذي كان شعاراً للاسكندر الكبير، أنذرت الألبان بضرورة الرحيل تحت طائلة قتلهم وتدمير ممتلكاتهم. وازدادت مخاوف الألبان الساكنين في أماكن ذات غالبية سلافية، خصوصاً بعد التظاهرات التي شهدتها منطقة البرلمان وأظهرت حقداً واضحاً ورغبة في الانتقام من جانب السلاف. ووصف المراقبون التظاهرة الصاخبة التي تخللها اقتحام البرلمان ليل اول من امس، بأنها الأعنف والأولى من نوعها في تاريخ مقدونيا، خصوصاً ان المبنى يضم في جناح منه، مقر رئيس الجمهورية بوريس ترايكوفسكي، ما يوضح الدرجة الخطيرة التي بلغها العداء العرقي في مقدونيا. وغادر الكثير من الألبان مساكنهم داخل سكوبيا الى المناطق الألبانية في ضواحيها خوفاً من تطورات الأحداث.