ادى اختلاف النسب بين حاجات سوق العمل وإعداد المتخرجين في السعودية الى اتجاه رجال الاعمال الى تدريب وتأهيل العمالة الوطنية تأهيلاً يتلاءم واحتياجاتهم العملية "لغة انجليزية، وحاسب آلي ومهارات اضافية تخضع لنظريات السوق". فلم يعد غريباً في المدن الرئيسة في السعودية تبني رجال الاعمال السعوديين برامج تدريب وتأهيل خاصة ومتقدمة في معاهد داخلية وأخرى خارجية تؤمن للشباب بعض نواقصهم بما يوازي 45 الى 50 في المئة من المهارات التي ينبغي امتلاكها لراغبي الولوج الى سوق العمل، وفق برامج يتم اعدادها من قبل متخصصين بالتعاون مع هيئات استشارية. وتشير احصاءات غير رسمية في السعودية الى ان عدد خريجي الثانوية العامة من البنين والبنات يبلغ نحو 190 الفاً، نسبة الحاصلين منهم على مقاعد دراسية جامعية 39 في المئة من الذكور و49 في المئة من الإناث. ولا توجد احصاءات وقالت عميدة كلية "دار الحكمة" الدكتورة اسماء باهرمز ان 50 في المئة من خريجات الثانوية العامة "الوطنيين لا يجدن مقاعد شاغرة في الجامعات السعودية". في الأسبوع الماضي ظهرت نتائج الامتحانات في المرحلة الثانوية وبدأ اسبوع الترقب للمقبولين والمقبولات في الجامعات والكليات السعودية والصحف مملوءة بإعلانات الجامعات الاجنبية. وفي هذا السياق كان قرار عضو مجلس الأمناء لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه، تبني برنامج التأهيل العلمي الصيفي ل33 خريجاً من الثانوية من الموهوبين في مكةالمكرمة تصل كلفة تدريبهم خلال الصيف بمبلغ 17000 دولار وبالإفادة من معهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز للتأهيل العلمي للخريجيين الذي يقدم برنامج صيفي يتضمن مهارة المحادثة باللغة الانكليزية، ومقدمة في الشبكات مع الانترنت وتصميم الصفحات. وأوضح مدير عام جمعية مكةالمكرمة للتنمية والخدمات الاجتماعية الدكتور عبدالله محمد تلمساني "ان الطلبة المختارين هم من ضمن الطلبة الموهوبين المرشحين من مكة وعددهم 39 طالباً للمشاركة في عدد من البرامج الصيفية التي اقرتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في مختلف مناطق المملكة. هذا الأمر دفع رجل الاعمال السعودي عبدالرحمن فقيه للمبادرة الى تبني برنامج صيفي مماثل لبقية الطلبة الموهوبين والذين لم يتم اختيارهم وعددهم 33 طالباً". يذكر ان "اللغة الانكليرية، والحاسب الآلي" اصبحا عاملين رئيسيين في مقومات نجاح اي شاب متقدم لوظيفة في اي قطاع خاص بعد ان بات الخيار الوحيد لأكوام من المتخرجين في كل عام من طلاب الثانوية الذين لا يُوفقون في ايجاد مقاعد دراسية في الجامعات. يشار الى ان الولع بحمل الإجازة الجامعية لا يزال هو المسيطر على الذهنية السعودية بغض النظر عن فاعليتها بعد التخرج، فنسب كبيرة من المتخرجين هم من حملة الشهادات في التخصصات النظرية وخصوصاً القادمون من الأرياف والبالغ عددهم بحسب ارقام غير رسمية 37 في المئة من نسبة شاغري المقاعد الجامعية. ولم تكن بادرة فقيه الوحيدة فهناك رجل الأعمال السعودي احمد الفتيحي الذي قام السنة الماضية بإرسال مجموعة طلاب لدراسة 10 تخصصات مختلفة في جمهورية مصر العربية على نفقته الخاصة ومن دون اي التزامات مؤجلة من نوع العمل في احدى شركاته. الرغبة في الإرتقاء الى الأفضل موجودة في السعودية على مستوى المسؤولين والمهتمين والرعايا، ولكنها تظل بطيئة وغير متوازنة. فدعم الفتيات في هذا المجال لا يزال قيد الدراسة على رغم انهن لا يقلن كفاية أو طموحاً أو بطالة. فلم يعد من السهل تجاهل الاسهامات التي تضيفها المرأة السعودية للتنمية. ولكن الحياة لا تخلو من المصاعب وخصوصاً حينما يتعلق الأمر بالفتيات في مجتمع لا يزال يصر أن الرجل اولاً، وتربية اسرية منغلقة للفتاة، والأهم خريجات بالآلاف لا يعثرن على عمل ومن يعثرن لا يجدن انهن اعددن بالشكل المطلوب والأمثل لملأ المركز، وفتيات في حاجة للوقت والشركات خاصة في حاجة لإختصار الوقت.