يجتمع العشرات من رؤساء الدول والوزراء ومئات المؤسسات والشركات والمنظمات غير الحكومية في نيويورك اعتباراً من اليوم الى الاربعاء، لاعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة الايدز. ونظم نشطاء تظاهرات عشية الاجتماع مطالبين باسقاط ديون الدول الفقيرة وتوفير تمويل للانفاق على علاج المصابين. نيويوركالاممالمتحدة - أ ف ب، رويترز - نظم اعضاء جماعات دينية وحقوقية وناشطون معنيون بمكافحة مرض الايدز، مسيرة تحت المطر في شوارع نيويورك مساء اول من امس، في رسالة عشية انعقاد قمة للأمم المتحدة في شأن الايدز اليوم. وتستمر القمة الى الاربعاء المقبل وتهدف الى اعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة الايدز، الوباء العالمي الذي اودى بحياة 22 مليون شخص في غضون عشرين عاماً. وتأمل الاممالمتحدة أن تجسد هذه الدورة الخاصة للجمعية العمومية للمنظمة الدولية وهي الاولى التي تكرّس للبحث في قضية صحية، اختلافاً حقيقياً بالنسبة الى 36 مليون شخص مصابين بالفيروس المسبب لمرض الايدز. ويتمثل الهدف من المؤتمر في تعبئة الاسرة الدولية للبدء بالعمل على وقف الوباء وعلى انحساره، وهو الذي لم يتوقف عن الانتشار، وخصوصاً جنوب الصحراء الافريقية والدول الفقيرة، منذ ظهور الحالات الاولى للايدز في صفوف مثليي الجنس الاميركيين قبل عشرين عاماً. وقال مدير برنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز بيتر بيو محذراً: "اننا، من وجهة نظر تاريخية، لا نزال في بداية هذا الوباء". ومع استمرار انتشار الايدز في افريقيا بنسب تفوق غالباً العشرين في المئة، فإن روسيا واوروبا الشرقية هي التي ستشهد زيادة اسرع في عدد المصابين. كما يتوقع الخبراء "انفجاراً" للمرض في الصين والهند، البلدين الاكثر سكاناً في العالم. وفي الدول الصناعية الوحيدة التي تملك وسائل المعالجات الباهظة الثمن، تعود نسبة انتشار الوباء مجدداً الى الارتفاع في صفوف مثليي الجنس ومدمني المخدرات. وأعلنت الامينة العامة المساعدة في الاممالمتحدة لويز فريشيت: "قبل ستة اشهر، كان العالم بأسره مدركاً لوجود ازمة الايدز، ولكن الامر آنذاك لم يكن شيئاً بالمقارنة مع التعبئة الدولية التي نشهدها اليوم". وينبغي ان تترجم هذه التعبئة، خصوصاً، بانشاء صندوق مالي عالمي برأسمال يراوح بين 7 بلايين دولار وعشرة بلايين بحلول سنة 2005 لمكافحة الايدز وغيره من الامراض المعدية مثل السل والملاريا. ويشير خبراء الاممالمتحدة الى ان الاموال الضرورية لمكافحة الايدز على مدى خمسة اعوام تبلغ تسعة بلايين دولار توزع مناصفة تقريباً بين الوقاية والمعالجة. ويتعين ان يذهب نصف هذا المبلغ الى افريقيا لأنها المنطقة الاكثر اصابة بالفيروس حيث يصل عدد المصابين الى 25 مليون شخص وأودى بحياة 17 مليون شخص. وحتى الآن لم تصل وعود تمويل هذا الصندوق الذي اقترح انشاءه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان سوى الى 528 مليون دولار فقط. والمساهمون الرئيسيون هم الولاياتالمتحدة 200 مليون دولار وفرنسا 127 مليون دولار ومؤسسة بيل وميليندا غيتس 100 مليون دولار. اما مسألة الحصول على العلاج في الدول الفقيرة، فينبغي ان تكون ايضاً احد ابرز الرهانات في المؤتمر، اذ ستواجه شركات انتاج الادوية ضغوطاً من اجل خفض اسعار ادويتها بأكثر مما قامت به حتى الآن، على ما اكدت الاممالمتحدة. وسيشارك في هذه الدورة الخاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة نحو 24 رئيس دولة وحكومة كلهم من افريقيا ومن دول الكاريبي باستثناء رئيسين فقط، في حين يتمثل معظم الرؤساء ال149 الآخرين بوزراء الصحة في بلادهم. وسيشارك هؤلاء على هامش الدورة في اربع طاولات مستديرة حول الوقاية والمعالجات، والايدز وحقوق الانسان، والتأثير الاجتماعي الاقتصادي للوباء، والتمويل والتعاون الدولي. ورأت الاممالمتحدة، على رغم ظهور اجماع واضح حول الاهداف، أن الكلمات التي تعبر عن ذلك كانت موضع "حرب ثقافية" حالت حتى يومنا هذا دون التوصل الى وثيقة نهائية يعتمدها المؤتمر. تظاهرات وفي غضون ذلك، دعا مئات النشطاء الى اسقاط ديون ببلايين الدولارات وتوفير تمويل للانفاق على علاج ملايين مرضى الايدز في انحاء العالم وهتفوا مطالبين ب"العلاج لكل الشعوب". وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "اوقفوا الايدز في العالم الآن". وقاد البعض المسيرة من مقاعد متحركة. ودق آخرون الطبول وهتفوا: "قدموا الدولارات وعالجوا الناس وأسقطوا الديون". ووصف نشطاء كثيرون تعهد الادارة الاميركية دفع 200 مليون دولار للصندوق العالمي بانه "هزيل" ولن يحدث فرقاً. ورأى المتظاهرون ان الدول النامية تدفع 13 بليون دولار سنوياً لخدمة ديونها وهي اموال يمكن ان تشتري الدواء اذا تنازلت الدول الاكثر ثراء عن الديون. وقالت شيلا كيبوكا المديرة التنفيذية لجماعة ناشطي أمل افريقيا ومقرها كينيا: "لا نستطيع في افريقيا خدمة ديوننا بينما الناس عندنا يموتون، انهم مرضى". وقالت كيبوكا انها فقدت ثلاثة من افراد اسرتها بسبب الايدز في السنوات الثلاث الماضية واضافت: "افقد اناساً من جماعتي كل يوم".