جنيف - رويترز - أعلنت الاممالمتحدة ان وباء نقص المناعة المكتسب الايدز يواصل تفشيه في افريقيا، ويحمله خمس عدد البالغين في بعض الدول. وجاء في تقرير الاممالمتحدة لمكافحة الايدز صدر امس الثلثاء ان نصف المراهقين في الخامسة عشرة، على الأقل، سيموتون بسبب الايدز في كينياوجنوب افريقيا وزيمبابوي وبوتسوانا خلال السنوات العشر المقبلة. وحذر التقرير من ان الشاذين في الغرب خصوصاً في نيويورك وسان فرانسيسكو وسيدني ولندن أصبحوا أكثر شعورا بالرضا عن النفس، مما يدفعهم الى ممارسة الجنس بشكل غير آمن مع اكثر من شخص. لكنه اشار ايضا الى أمل يتمثل في استقرار معدلات الاصابة بالايدز في معظم الدول ذات الدخل المرتفع بفضل حملات التوعية وتحسن العلاج. كما تراجعت المعدلات في دول نامية منها تايلاند واوغندا. وقال بيتر بيوت المدير التنفيذي لبرنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز في مؤتمر صحافي في جنيف "تم احراز كثير من التقدم لكنه للاسف لا يشمل كل الاماكن". واضاف "تأثير العلاج كان مدهشاً في الغرب. الوفيات بسبب الايدز انهارت تقريبا. والمصابون بالايدز ينعمون بحياة أطول وأفضل بكثير". لكن الصورة قاتمة في دول جنوب الصحراء في القارة الافريقية. فقد اصيب هناك أربعة ملايين شخص بالايدز خلال العام الماضي وحده مقارنة مع اجمالي حالات الاصابة الجديدة على مستوى العالم كله وهي 4،5 ملايين شخص. وقال بيوت "خطورة الموت بسبب الايدز اصبحت مرتفعة بشكل لا يصدق في دول عدة". ففي جنوب افريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي من المحتمل ان يموت الصبية ممن بلغوا الخامسة عشرة. وأفاد بيوت الذي يؤيد جهود تخفيف ديون الدول الاكثر تضرراً من الايدز ان افريقيا في حاجة الى 6،2 بليون دولار لوضع برامج وقائية تتيح احتواء الوباء. ويفيد التقرير ان الايدز رابع أكبر قاتل في العالم ،اذ تسبب في وفاة حوالى 8،18 مليون شخص منذ عام 1983 منهم 8،2 مليون شخص العام الماضي. ويضيف التقرير "مثلي هذا العدد تقريباً 3،34 مليون نسمة يحملون فيروس "اتش.اي.في" الذي يسبب مرض الايدز. وما لم تحدث معجزة فسيموت معظم هؤلاء خلال العقد المقبل". وتسبب الايدز في اضافة حوالى 2،13 مليون طفل الى قائمة الايتام. وحوالى 5،24 مليون شخص اي 70 في المئة من ضحايا الايدز من دول جنوب الصحراء. ويتركز العدد الاكبر في جنوب افريقيا وهي أكبر دولة من حيث عدد السكان في المنطقة. واشار التقرير الى 16 دولة اصيب فيها اكثر من عشرة في المئة من الاشخاص بين سن 15 و49 عاما بالايدز وهي بوتسوانا وبوروندي وافريقيا الوسطى وجيبوتي واثيوبيا وساحل العاج وكينيا وليسوتو ومالاوي وموزامبيق وناميبيا ورواندا وجنوب افريقيا وسوازيلاند وزامبيا وزيمبابوي. وفي سبع دول كلها في جنوب افريقيا يحمل ما لا يقل عن خمس البالغين مرض الايدز. والأكثر تضرراً من هذه الدول هي بوتسوانا التي يحمل 8،35 في المئة من سكانها المرض، تليها سوازيلاند وزيمبابوي وليسوتو وزامبيا وجنوب افريقيا وناميبيا. وجاء في تقرير الاممالمتحدة الذي يقع في 135 صفحة ان في آسيا ثلاث دول تتجاوز فيها معدلات الاصابة بالايدز حاجز الواحد في المئة بين السكان الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و49 عاما وهي كامبوديا وميانمار وتايلاند. لكن حتى هذه النسب الصغيرة تشير الى ان أعداداً كبيرة من الاسيويين يحملون الفيروس. ففي الهند على سبيل المثال يصاب سبعة من كل الف بالغ بالمرض ولكن هذا يعني على ارض الواقع ان 7،3 ملايين هندي يحملون الفيروس وهو ما يزيد على عدد المصابين في أي دولة اخرى باستثناء جنوب افريقيا. وفي الصين حوالى 500 الف شخص يحملون الايدز معظمهم ممن يتعاطون المخدرات. ويتابع التقرير: "قد يكون الامر مسألة وقت قبل ان تصل حالات الاصابة الى مستوى حرج... بالتأكيد لا مجال للاحساس بالرضى". والعلاقات الجنسية سبب رئيسي للاصابة بمرض الايدز في دول اميركا اللاتينية والكاريبي، لكن التقاليد الثقافية للمنطقة تؤدي عادة لإهمال المشكلة. وفي شرق اوروبا واسيا الوسطى تتركز حالات الاصابة بالايدز بين من يتعاطون المخدرات بالحقن. وتسبب تفشي الوباء بين المدمنين حول موسكو العام الماضي في اصابة 16 الف حالة جديدة وهو ما يزيد عن اجمالي عدد حالات الاصابة الجديدة طوال الاعوام الستة السابقة. ويقول بيوت ان 850 الف اميركي مصابون بالايدز وان عددهم يزداد بمعدل يبلغ في المتوسط 40 الف شخص سنويا. وهناك 49 الف مصاب في كندا. وفي فرنسا 130 ألف مصاب بالايدز وهو أكبر عدد من المصابين بالمرض في اوروبا تليها اسبانيا 120 ألف مصاب ثم ايطاليا 95 الف مصاب.