كييف - أ ف ب، أ ب - تعهد البابا يوحنا بولس الثاني بمواصلة السعي للتقارب بين مختلف الطوائف المسيحية في اوكرانيا التي وصلها امس في زيارة مثيرة للجدل، وتلقي الضوء على الانقسام الحاد بين الكنيستين الكاثوليكية والارثوذكسية. واستهل زيارته بتقديم اعتذار عن المذابح التي ارتكبت بحق الارثوذكس. وطلب البابا يوحنا بولس الثاني لدى وصوله الى كييف أمس الصفح من الارثوذكس عن "المجازر المرتكبة في حقهم في ماض بعيد وقريب"، مؤكداً ان الكاثوليك من جهتهم "يغفرون الاذى الذي لحق بهم". ووصل يوحنا بولس الثاني الى مطار بوريسبيل قرب العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة هي ال94 التي يقوم بها خارج ايطاليا خلال توليه الكرسي البابوي. وكان في استقبال البابا البالغ من العمر 81 عاماً الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما. وسيقيم قداديس عدة في كييف ولفيف، المعقل الكاثوليكي الواقع غرب البلاد، امام مئات الآلاف من الكاثوليك. وقال: "رغبتي الشديدة النابعة من القلب هي عدم تكرار اخطاء الماضي في المستقبل"، مشيراً الى "الدور الاوروبي البارز" لاوكرانيا. ويقوم البابا بزيارة مثيرة للجدل الى اوكرانيا ذات الغالبية الأرثوذكسية تستمر خمسة أيام. وأعرب عن أمله في "ان يستقبل بود وصداقة من جانب اولئك الذين يتميزون بقلب منفتح للحوار والتعاون من دون ان ينتموا بالضرورة الى الكنيسة الكاثوليكية". وقال في كلمة ألقاها في مطار العاصمة الاوكرانية "لم آت الى هنا بنيات تبشيرية بل لأشهد للمسيح، سوياً ومع كل المسيحيين في كل الكنائس والمجموعات الكنسية". وتعارض البطريركية الارثوذكسية الروسية التي يتبع لها قسم كبير من الارثوذكس الاوكرانيين زيارة البابا متهمة الكنيسة الكاثوليكية ب"التبشير" و"الاستيلاء" على "اراض ارثوذكسية". وكانت كنيسة "الوحدويين" التابعين لبابوية روما - الكاثوليك من اتباع الطقوس الشرقية المتهمين بالخيانة منذ اتحادهم مع روما - استعادت حوالى 2500 ابرشية في بداية التسعينات كانت تحولت عام 1946 الى الارثوذكسية بعدما حظرها رئيس الاتحاد السوفياتي السابق جوزف ستالين. وفي الوقت الذي هبطت فيه طائرة البابا في مطار بوريسبيل بدأ مئات من القساوسة والراهبات والمصلين من الكنيسة الارثوذكسية، وهي اكبر كنيسة في البلاد، صلوات في محاولة لحماية أماكنهم المقدسة من بابا الكنيسة الكاثوليكية. وقال رئيس الكنيسة الارثوذكسية ألكسي الثاني ان زيارة البابا قد تنهي المحاولات للتقريب بين الكنيستين. وأوضح خلال زيارة يقوم بها الى بيلاروسياروسيا البيضاء ان البابا واصل زيارته على رغم دعوات الكنائس الارثوذكسية لتأجيلها. ويعلم "الاورثوذكس ان هذه الزيارة لن تؤدي الى سلام ولا الى استقرار ولا الى تحسّن العلاقات بين الطوائف المسيحية في اوكرانيا".