} صعّد المستوطنون هجماتهم ضد الفلسطينيين في اطار حملة للضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية أرييل شارون ل"شن حرب شاملة" على الفلسطينيين ومؤسسات السلطة الوطنية، وسط تقارير عسكرية عن نية المستوطنين توسيع هجماتهم. ورد الفلسطينيون بتظاهرات اسفرت عن جرح ستة منهم، كما انفجرت قنبلة في قطاع غزة ادت الى مقتل جندي اسرائيلي وجرح آخر. عاشت قرى فلسطينية في منطقتي رام الله ونابلس امس ساعات رعب حقيقية عندما هاجم عشرات المستوطنين عند ساعات الصباح الاولى منازل المواطنين بالحجارة والزجاجات الحارقة وقطعوا الطرق امام السيارات الفلسطينية ورشقوها بالحجارة بحماية الجيش الاسرائيلي. وافاد شهود ان المستوطنين اضرموا النار في عشرات الدونمات من الاراضي الفلسطينية المزروعة بالقمح والشعير، ومئات الاشجار المثمرة في قرى بورين وسيلة الظهر وسنجل وترمسعيا. وقالوا ان قوات الاحتلال عرقلت وصول سيارات الاطفاء الى المزارع الفلسطينية لاخماد الحرائق. واغلق المستوطنون الطرق المؤدية الى قرية حلحول القريبة من الخليل وطالبوا رئيس الوزراء ارييل شارون بعدم السماح للفلسطينيين باستخدام الطرق التي يسلكونها او تلك المحاذية للمستوطنات. وحطموا نوافذ سيارات عدد من الفلسطينيين وحاولوا الاعتداء عليهم وطاردوهم امام اعين الجنود. ورد الفلسطينيون على الهجمات بتظاهرات احتجاج، فاشتبكوا مع جنود اسرائيليين في اعقاب انتهاء صلاة الجمعة عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة حيث أصيب خمسة منهم بالرصاص. وفي قرية الخضر قرب بيت لحم، اصيب فلسطيني واحد على الاقل بعيار اطلقه جندي اسرائيلي فيما كان متظاهرون يحتجون على احتلال مستوطنين احدى تلال القرية. وسجلت تظاهرة مماثلة وسط نابلس وفي الخليل. كذلك قتل جنديان اسرائيليان في غزة امس. وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان الجنديين قتلا في عملية انتحارية قرب مستوطنة دوغيت شمال قطاع غزة. وكان اعلن في وقت سابق ان جنديا قتل واصيب آخر في انفجار قنبلة وضعت على جانبي الطريق. وأوضح مصدر فلسطيني ان الجيش اطلق قذائف دباباته على بلدة بيت لاهيا ردا على انفجار العبوة، ما اسفر عن اصابة ثلاثة مدنيين فلسطينيين بجروح خطيرة. واكدت مصادر امنية اسرائيلية ان زعماء المستوطنين يمارسون ضغوطا كبيرة على شارون "للوفاء بتعهداته شن حرب شاملة على الفلسطينيين وانهاء الارهاب" وفقا لما قاله ضابط كبير في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية. ونقلت احدى الصحف العبرية عن الضابط قوله ان الاجواء في اوساط المستوطنين "وصلت الى حالة الغليان وليس من المستبعد ان يوسعوا هجماتهم ضد الفلسطينيين". وفي تقرير آخر، اكدت صحيفة "معاريف" العبرية ان مئات المستوطنين غادروا المستوطنات شمال الضفة وانتقلوا للعيش داخل اسرائيل. وكشفت انهم يعتزمون تنفيذ "مغادرة جماعية" خلال العطلة الصيفية. وبين تصريحات شارون عن "اطلاق يد الجيش" لحماية المستوطنين وبين اصرار الفلسطينيين على الاستمرار في هجماتهم على المستوطنين الذين يجسدون الاحتلال في نظرهم، بدا وقف النار اكثر هشاشة من اي وقت مضى. ويشير المراقبون الى ان "الانفجار" مقبل لا محالة سواء جاء على يد المستوطنين او على يد شارون نفسه. ولمح المحلل السياسي الاسرائيلي زئيف شيف الى ان زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاسبوع المقبل ربما "تأتي متأخرة لانقاذ وقف النار المتعثر". وهذا يفسر تدفق المبعوثين الدوليين قبل ايام معدودة من وصول باول.