التمرّد سمة من سماته الشخصية، قادته في السبعينات إلى السجن ليدفع ثمن نضاله السياسي. لكن هذا لم يثنه عن مواصلة المواجهة من خلال أعماله السينمائية التي أثارت زوبعة بسبب جرأتها وتناولها شخصيات لم تتعود عين المشاهد رؤيتها، على ما يقول. إنه المخرج التونسي نوري بوزيد الذي التقته "الحياة" أثناء استعداده لتصوير فيلمه الجديد "بين مغرب وعشاء" المرتقب في أيلول سبتمبر المقبل، في حوار ساخن ومستفز، أطلق خلاله العنان لذكرياته المتخمة بالنجاحات حيناً والفشل حيناً آخر. الشعر والسيناريو والإخراج أشكال تعبيرية فنية عُرفت بممارستها. مع أي من هذه الأشكال بدأت، وأيها أقرب إلى التعبير عن ذاتك؟ - الشعر ليس وسيلة تعبير عن أحاسيسي. فمنذ طفولتي ورغبتي الأولى والدائمة هي أن أكون سينمائياً، وأعتبر نفسي أحد تلاميذ نادي السينما في صفاقس، لأنني هناك تعلمت فن الصورة بشكلها الجديد وتربيت وتغذيت من السينما بطرق تقنية متقدمة، ثم درست السينما. الشعر بالنسبة إلي كان عرضياً، لأنني مررت بظروف صعبة منعت فيها من العمل السينمائي فأحسست بالعجز، فاتجهت إلى الشعر الذي كان شكلاً قريباً من السينما. لماذا؟ لأنّ السينما عبارة عن صورة وصوت تماماً كالشعر، خصوصاً الذي كتبته، كأن ثمة أشياء تتحرك ومجسمة، وفي أغلب الأحيان ملموسة. هذه كانت طريقتي في كتابة الشعر التي تقلصت الآن بعد وجود إمكان لكتابتي السيناريو والإخراج، خصوصاً أن الشعر الآن لا يؤمن للإنسان قوته اليومي. وقد قلت عن أشعاري يوماً ما، عندما نصحني أصدقاء بإصدار ديوان بها، إنها "قصائد ليست للبيع". الشعر عكس السينما التي تمكنك من كتابة ما أنت قادر على تصويره، فيما الشعر تمرد تام. وأنا أردت أن أعبر عن هذا التمرد بلغة الحياة اليومية، بشعر تفهمه والدتي غير المتعلمة، فعبرت عنه باللغة التونسية الدارجة. وثمة خدمة قمت بها موجودة مثلاً عند توفيق الجبالي وفاضل الجعايبي، وهي تليين اللهجة التونسية للتعبير عن أشياء ربما ليس من المعتاد أن تعبر عنها، كمشاغل المثقفين ومسائل القلق والملل والفلسفة، بمعنى الأشياء المجردة، وهذه خدمة مهمة جداً لأنها تعيد إحياء لهجة ومفرداتها. شعرك باللهجة التونسية الدارجة، وكذلك السيناريوهات التي تكتبها لأفلامك وأفلام غيرك. هل هذا يخفي موقفاً سلبياً من اللغة العربية؟ - كلا، ولا أكتب معظم أعمالي باللهجة الدارجة، بل فقط الحوار، لأن اللغة التعبيرية في الدراما لا يمكن أن تكون بالعربية الفصحى ما عدا الأفلام التاريخية. والسينما وحتى المسرح اليوم ليسا قابلين للغة مثقفين، بل يحتاجان إلى أحاسيس الشارع كما يفعل عادل إمام أو دريد لحام. ولا أتصور أن يتكلم أحدهما بالفصحى لأنه سيصبح مضحكاً. دور الفنون المتمثلة بالمسرح والسينما والتلفزيون - بعد الرواية - أن تمنح إحساساً قوياً يستطيع من خلاله الناس أن يروا في الفرجة حقيقة وواقعاً. وهذا لا يمكن نقله بالعربية. لا أملك موقفاً معادياً للعربية، وإنما لست قادراً على أن أكتب بها وهذا ليس دوري، على رغم إعجابي بشعر نزار قباني وبنجيب محفوظ. نضال... وتواضع نلاحظ أنك غير معني بالنضالات المطلبية للسينمائيين التونسيين من خلال جمعيتهم. هل يعني هذا أن أمورك على ما يرام ولست في حاجة إلى نضال لتحسين شروط عملك، أم أنك تتطير من كل أشكال النضال وأنواعه، على المستويات كافة لأنه مثلاً يضرم منطقة سوداء في ذاكرتك الخاصة؟ - كنت من مناضلي الجمعية المعنية بالمطالب السينمائية، بل رئيساً لها، سنتين أو ثلاثاً. لكنهم هربوا بها فاكتسحها أناس وفككوها وأبعدوها عن دورها، ثم صادرها البعض ممن لا تأثير لهم في الحياة السينمائية. نحن نعاني ذلك، وأتمنى أن تعود الجمعية لأنّ كل السينمائيين في حاجة إليها، وقد قمنا بأمور إيجابية عدة من طريقها، وناضلنا وأسسنا لأمور ووضعنا قوانين مع وزارة الثقافة. ولكن ومنذ أكثر من خمس سنوات والجمعية مختطفة ونحن غير قادرين على استعادتها، وحاولنا بمختلف الطرق التفاوض مع رئيسها علي العبيدي لإضفاء شكل جديد عليها، ففشلنا وتعبنا ويئسنا. يقال إن ثمة شركات أوروبية يقف وراءها صهاينة، شركاء وأصحاب أسهم، مولت بعض أفلامك من طريق أحمد بهاء الدين عطية وغيره. هل كنت تعلم بما يقال عن علاقة للأموال الصهيونية بتلك الشركات الممولة؟ وهل مُوِّلت أفلامك في مقابل إملاءات أو تنازلات معينة؟ - هذه الحكاية ظهرت عام 1991 عندما دعيت إلى مهرجان دمشق الدولي الذي اختار خمسة أفلام تونسية للمشاركة فيه، إلا أنني اكتشفت عند وصولي أنها مُنعت، وحوكمت كصهيوني، إذ نشرت جريدة "تشرين" مقالاً اتهمتني فيه بأنني صهيوني منذ الولادة. لكن المخرج الفلسطيني ميشال خليفي ومحمد ملص وبرهان علوية دافعوا عني وقالوا إن الشركة الهولندية التي مولت الفيلم بمبلغ صغير، عشرة آلاف دولار لنوري بوزيد، دعمت بدورها فيلماً لمحمد ملص الذي تسانده الدولة أساساً، فهل السينما السورية صهيونية لأنها تلقت تمويلاً أجنبياً؟! لماذا عليّ البحث عن اليهود في الشركات التي تريد تمويل أفلامي، علماً أن كل المهرجانات وأدوات التعبير، بما فيها وسائل الاعلام والسينما، فيها تمويل يهودي، وهذا واقع، فهل تسميها "صهيونية"؟ يقولون إن "ريح السد" صهيوني، إنما تمويله تونسي مئة في المئة و"صفائح من ذهب" كان بتمويل تونسي - فرنسي والمنتج الفرنسي من جذور تونسية وهو حسن دلول. إذاً ليس لدي تعامل مع الصهيونية. للتنازلات التي يطلبونها عندما نتعامل مع منتج أوروبي شروط، وهي مصلحة المنتج مادياً المتمثلة بنجاح الفيلم، لذلك يدافع أولاً عن مسألة اللغة التي يتحدث بها الفيلم، وفي هذا لم نتنازل قط. على رغم نجاح أفلامي، بقيت محدودة، ولا أملك شهرة فريد بوغدير أو مفيدة التلاتلي التي أكتب لها السيناريو. أنا إنسان متواضع أكثر مما تتصور ولا أملك الرغبة في أن أكون الأول في القصر، بل هدفي خدمة الناس من خلال كتابة السيناريوهات. حتى أن الأصدقاء عرضوا مشاركة بعض الممثلين التونسيين من حملة الجنسية الفرنسية في فيلمي الأخير، فرفضت لأن ذلك سيبدل من روح الفيلم. الأمر الوحيد هو أنني متمرد ولست صهيونياً، بل إن موقفي السياسي معادٍ للصهيونية. ولا شك في أن دمي عربي. وأي شخص غيري قد يغضب لطبيعة أسئلتك. لا أعلم لماذا يطلقون علي دائماً هذه التهمة. ذهب عطية إلى إسرائيل، وأراد بيع أفلامك هناك. نحن لا نتحدث عن بيعها لفلسطينيي أراضي العام 1948 أو الضفة الغربية أو غزة، بل عن الصهاينة تحديداً. هل ذهبت معه؟ وهل عرض أفلامك للبيع في إسرائيل تم بعد موافقتك أو بالتنسيق معك؟ - ليس لي الحق في التدخل ببيع عطية أفلامي، لأنّ هذا يتناقش في شروط التعاقد. ثانياً أنا لم أسافر معه إلى إسرائيل ورفضت أساساً الدعوة التي وجهت إلي لتكريمي في مهرجان القدس. موقفي من التعاطي مع الإسرائيليين معروف، ولا درس عندي ألقّنه للفلسطينيين، بل أنا أساندهم في اختياراتهم. أي عمل فني أو ثقافي ليس له أي مكان يمنع فيه وليس له حدود. لماذا أمانع في عرض أفلامي، إذا كان فيلم "كفر قاسم" يراه الإسرائيليون؟ نحن في حاجة إلى تغيير رأي بعض اليهود على الأقل، لأن المسألة صعبة جداً. حقيقة وهل تشتغل أساساً على أفلام تؤثر في تغيير وجهة نظر أولئك الإسرائيليين؟! - الأفلام لا تكفي، ولكن من خلال ممارستنا وحديثنا اليومي نكشف لهم حقيقة أننا لم نؤذ اليهود، بل هم من أضروا بنا وهدموا بيوت الفلسطينيين. هذا أمر ملموس. وهذا ما نقوله يومياً في نقاشاتنا، ولا بد من أن تسخر أعمالنا لهذا الغرض. يقال إن علاقتك بالمنتج أحمد بهاء الدين عطية غير مفهومة. فهو منتج معظم أفلامك، ووفر لك فرص عمل إضافية ومصادر رزق جديدة بتمكينك من كتابة سيناريوهات أفلام من إنتاجه، مثل فيلم "صمت القصور" و"الحلفاوين". لكن هذه العلاقة اضطربت وتعثرت، لماذا؟ - أولاً ليس عطية من وفر لي كتابة سيناريوهات للآخرين، بل كانت لدي عقود مع بوغدير والتلاتلي قبل مشاركتهما إياه أعماله، وأنا من عرفتهما به. وهذا يدخل في إطار تعاملي مع أي سينمائي في بدايته يحتاج إلى مساعدة. ثم أنني لم أفهم سؤالك، هل المقصود أنني قليل ذمة؟ يجمعني وعطية ما هو أهم، ماضينا وأعمالنا المشتركة. فأنا أحترمه ولا خلاف شخصياً بيننا، لكنني لا أفهم كيف يصفون علاقتي بالسيئة معه عندما يتوقف تعاوننا، علماً أن بوغدير والتلاتلي لم يعملا معه سوى في فيلمين، وأن عطية هو الذي رفض مشاركتي فيلمي المقبل "بين مغرب وعشاء"، بسبب ظروفه الخاصة التي لم تسمح له بتقديم هذا المشروع إلى وزارة الثقافة، فقدمته باسمي الشخصي، وهذا كل شيء بيننا. الحياة لا تتغير وهذه هي سنتها. لاقى فيلم "ريح السد" نجاحاً كبيراً وأثار ضجيجاً كان في النهاية لمصلحته ومصلحتك. هل يعود ذلك إلى جودة الفيلم، أم لكونه طرح بجرأة قضية اعتداء الكبار على الصغار جنسياً، أم لاهتمامه الخاص بدور اليهود في الحياة التونسية، وموقفك الإيجابي من هذا الدور؟ - يعود إلى كل هذه العناصر التي اشتغلت مع الفيلم وضده شكلياً في آن. فمن التونسيين والعرب من أعجبهم الفيلم من أجل اليهودي، وآخرون لأنه يسلط الضوء على الشباب الضائع، وثالثون لأنه مسّ أموراً مخفية لم نتحدث عنها في تربيتنا وكشفت عنها، إضافة إلى الشاعرية والعمل المتقن. كل هذا موجود، لكن ما أثار الضجة، بحسب رأيي، أن الفيلم كان جريئاً، وقدم شخصيات لم نعتد التطرق إليها حتى الآن، ولا أقبل التبريرات التي أطلقها الناس بالإشارة إلى أنني صهيوني. خرجت من السجن بعد أكثر من خمس سنوات بصحبة يهوديين كانا مناضلين، وهذا ليس بمعضلة لأنهما جزء منا، وإلا لماذا أبقوهما في السجن؟ في نظري ليس ثمة فرق، وأنا لا أحب أن يذهب اليهود إلى إسرائيل، بل أن يبقوا معنا هنا وبالتالي هم ليسوا بصهاينة. لذلك كيف لك أن تحكم عليّ أنني صهيوني وأنا من يدعو اليهود إلى البقاء في تونس؟ ما هو الحل؟ ألاّ نتحدث عن اليهودي لأنه معتد أو ربما مضحك. هذه وجهة نظر من ملايين، وإذا كان الموضوع أن نتطرق إلى أرييل شارون، فسأقول إنه نازي ولا يحترم القوانين الدولية وحقوق الإنسان، لكننا في أعمالنا نحاول تسليط الضوء على اليهودي الآخر. هذا موقفي، وقد تختلف القراءات بحكم ما عاشه الناس من مظالم. وهذا ما دعاهم إلى اتهامي. وعلى رغم ذلك، هذا لا يقلقني أو يدفعني إلى التراجع، وأنا فرح لدفاع الفلسطينيين عن فيلمي وإعطائي جائزة هاني جوهرية في قرطاج عن فيلم ثانٍ لم يكن ضمن المسابقة الرسمية، كي يؤكدوا أن نوري بوزيد ليس صهيونياً. وهذا ما أثنى عليه الكاتب المصري أحمد دعبور في جريدة "الأهالي" بقلمه الشاعري ودافع عني بمقالات رداً على مهاجمة بعض المصريين لي. لكن الفيلم جاء حياً ويملك روحاً، وعندما تطرح مسألة الصهيونية واليهود على النقاش، يُعد أنه قام بدور، سواء نجح الفيلم أو كان ضدي أو العكس. نجاح الأفلام اللاحقة ل"ريح السد"، بما في ذلك الفيلم الأقرب إلى سيرتك الذاتية كما قيل "صفائح من ذهب"، لم تلق النجاح الذي لقيه فيلمك الأول. هل السبب جرأة موضوع "ريح السد" أم الدعاية التي رافقته، أم الظروف التي واكبت ظهوره، أم لأنه الفيلم الذي تم اكتشافك من خلاله، فاسترخيت أمام المجد الذي منحك إياه، على ما يقول البعض؟ - هناك أحكام عدّة ليست أساساً مبنية على واقع، لأنّ "صفائح من ذهب" أعجب النقاد، ولفت المهتمين في مهرجان "كان"، واستقطب حضوراً جماهيرياً أكبر من "ريح السد" في تونس. صحيح أن الفيلم بكتابته وطريقته غريب ومعقد، إلا أنني قصدت أن أصنع فيلماً كيفما أشاء أنا، أي أن أحققه كما أكتب الشعر. هنا تمردت، والفيلم مبني على قصيدة كتبتها بعنوان "الحصان" حاولت من خلالها أن أتحدث عن صراع إنسان تعرّض لضغوط عدة كالسجن والتعذيب، ولم يستطع التخلص من الأيديولوجيا، وفي الوقت نفسه عندما ضربته السلطة مكنت الناس الذين يفكرون أقل وأقصد هنا "الإخوان المسلمين" أن يظهروا، بل استعملتهم وشجعتهم على الضرب. كان من الضروري في هذا الجزء من الفيلم أن نتعرض لمعاناة اليساري المثقف في تونس أو العالم العربي. فأقدمت على هذا المشروع وبنيته بناء غريب الشكل لأن تركيبة الفيلم تقوم على بناء سيكولوجي، إذ أن الإنسان يحب أن يلملم شتات حياته وماضية، وكل مرة تعترضه صورة عنيفة تهدم ما بناه. هذا ما جسدته شخصية الفيلم، في بناء لم تعتده عين المتفرج العربي. وجاء العمل تلبية لرغبة ذاتية ولا فرق عندي إن نجح أم لا. من العام 1985 إلى الآن، أخرجت أربعة أفلام وشاركت في فيلم "حرب الخليج"، ما يعني أنك من أكثر المخرجين التونسيين إنتاجاً، قياساً مثلاً على عبد اللطيف عمار الذي لم يخرج منذ العام 1960 سوى أربعة أفلام. إلام تعزو غزارتك الإنتاجية مخرجاً، خصوصاً أنك في صدد إنتاج فيلم روائي جديد؟ - لأنني لا أملك شيئا أنشغل به سوى العمل الروائي، أي أنني لا أحقق أعمالاً تسجيلية أو إعلانية تجارية. عبد اللطيف عمار انشغل نحو عشرين عاماً بأعمال فيديو عدة قبل فيلمه الأخير وأنتج الكثير وهذا ما مكنه من العيش. لست راضياً عن عدد الأعمال ويمكنني فعل المزيد، على الأقل ثلاثة أفلام أخرى أو أربعة، علماً أن أعمالاً كثيرة ماتت في ذهني، بسبب ظروف الانتاج المحدودة. عدد الأفلام التي ننتجها سنوياً في تونس ليس كثيراً، والبحث عن تمويل للفيلم يتطلب وقتاً قد يتجاوز السنوات الثلاث، إضافة إلى الوقت الذي تمضيه في كتابة السيناريو وتصوير العمل. وهذه معضلة كبيرة. أنت، كما يقال، ربيب نوادي السينما. فما الرأي الذي كونته عن السينما العربية؟ وما هي إنجازاتها وإلام تفتقر؟ - السينما العربية مرت بمراحل عدة. هناك مرحلة الازدهار التي تمثلت بالسينما المصرية الجماهيرية وكانت عبارة عن سينما لديها مقومات متوازنة وقامت بدور اجتماعي، قبل اكتساح التلفزيون البيوت. وهذه المراحل نراها في مسيرة يوسف شاهين عندما أنتج أعمالاً تجارية متقنة شبيهة بالسينما الأوروبية والأميركية، لما لديها من مقومات السوق والنجومية. ثم جاءت مرحلة ظهرت فيها قيمة المؤلف، وبدأ بها شاهين في مصر إلى جانب شادي عبد السلام وتوفيق صالح، فأنتجوا أفلاماً ارتبطت بهزيمة العام 1967 وهدفها تحليل الهزيمة والعودة إلى المجتمع، من مثل "العصفور" و"المخدوعون" و"المومياء". ثم جاءت الخطوة الثانية مع بروز سينما محلية أو قومية، سمّها ما شئت، في دول عربية أخرى لا تملك مقومات السوق، فكان عليها أن تكون سينما "مؤلف" لأن الفيلم يشبه صاحبه وبلاده. وهذا موجود لدى شاهين في "العصفور" و"إسكندرية ليه" و"عودة الابن الضال"، إذ اتجه إلى إنتاج أفلام للمثقفين، وصولاً إلى أعمال تخاطب الأوروبيين.