نوربورغ المانيا - "الحياة" - تبدو حلبة نوربورينغ الالمانية التي تستضيف جائزة اوروبا الكبرى، الجولة الثامنة من بطولة العالم للفورمولا واحد، الاحد المقبل، اقل خطورة، وأكثر تنافسية من الحلبة الالمانية السابقة، والتي كانت تستضيف هذه الجائزة من قبل. وتستضيف نوربورينغ جائزة اوروبا الكبرى منذ العام 1995، وهي لا تحوي الكثير من المنعطفات القاسية او السريعة المتمايزة، ما عدا واحد على شكل حرف S. وهو ما يعني ايضاً بعض التعديلات لناحية ايجاد التوازنات الملائمة ما بين مراكز الثقل ومعايير الضبط الجيدة لأنظمة التعليق في السيارات وبين توزيع التوازنات الجدية للهيكل، والقدرة على السيطرة على تماسك السيارة وخصوصاً عند الخروج من المنعطفات. وتتطلب هذه الحلبة ايضاً، ضغطاً كبيراً على انظمة الكبح، وعلى سرعة استهلاك الاطارات، من دون ان ننسى طبعاً التسارعات القسوى، والتي تصل الى اقصى حدود السيارات عند المسارات المستقيمة. وبما ان موقع الحلبة، قريب جداً من جبال "ايفيل"، فإن الطقس غالباً ما يلعب دوراً اساساً ورئيساً بتغيير مجريات السباق. وفي جائزة العام الماضي لم يستطع سائقا فريق "لاكي سترايك - بريتش امريكان رايسينغ"، الكندي جاك فيلنوف والبرازيلي ريكاردو زونتا انهاء الجائزة، بعدما تقدم الكندي من المركز التاسع الى المركز الخامس عند الانطلاق، لكن الامطار التي انهمرت بغزارة، تسببت في دخوله الباكر الى الحظيرة لاستبدال الاطارات، ما ادى الى تأخيره. وقد تابع الاثنان في شكل جيد في القسم الثاني، وحاول الكندي التقدم الى المركز السابع قبل اضطراره للانسحاب من هذه الجائزة في اللفة 46 بسبب مشكلة ميكانيكية. وخرج البرازيلي عن المسار في اللفة 53 وهو في المركز الحادي عشر وانسحب. ويتحضر سائقا فريق "بار - هوندا" الحاليين فيلنوف والفرنسي اوليفييه بانيس، الذي حل محل زونتا، لجائزة هذا العام بجدية، وهما خاضا تجارب مثمرة على حلبة سلفرستون البريطانية لمدة ثلاثة ايام قبل الوصول الى المانيا. وقد اظهرت هذه التجارب مدى التطورات التي عمل عليها "سائق التجارب" في الفريق، الفرنسي باتريك لوماري. واوضح بانيس أن معظم الجهود انصبت على معايير ضبط السيارة وعلى الاطارات وتماسكها، وقال: "كل شيء جرى في شكل جيد، وقد حققنا الكثير من التقدم... وأنا سعيد جداً للتحضيرات لكنني متعب جداً من كثرة السفر، لكن طالما ان ذلك يصب في مصلحة الفريق ككل علينا فمن واجبنا ان نتعب، والفوائد التي حققناها من وراء التجارب البريطانية كانت اكثر من مشجعة والنتائج رائعة". واشار غريغ بوللوك، مدير عام الفريق الى أنه لا يزال يحتفظ بخيار الاعتماد على اطارات بريدجستون، كما فرق فيراري وماكلارين وجوردان وسوبير، على رغم الشائعات التي ترددت حول احتمال اعتماد الفريق على اطارات الصانع الفرنسي ميشلان. وهو لم يخف انه جرت محادثات مطولة ونقاشات مع صانع الاطارات الياباني، لكنه اعترف بأنه لم يتخذ القرار النهائي حول ما اذا كانت هناك نية لتغييره،"لن نتخذ اي خطوة في هذا الموضوع، لكنني اقدر اداء بريدجستون هذا الموسم، وسنضغط اكثر من اجل التشديد على استمرارهم بهذا لاتجاه". وفي هذا المجال، فإن الانتصارين اللذين حققتهما ميشلان حتى الآن، اصابا بريدجستون بالدهشة لجهة اداء اطاراتها ومقدرتها على المنافسة. أما رئيس مهندسي فريق "بار - هوندا" ستيف فاريل، فاثنى بدوره على التجارب مؤكداً انها كانت مثمرة وناجحة "لقد عملنا كثيراً على مستويات التعديلات الملائمة لحلبة نوربورينغ، كما على بعض الانظمة الالكترونية الجديدة من خلال المعلومات التي جمعناها. ونحن نأمل بعرض هذا التطور بأسرع وقت ممكن، وهذا جزء من خطتنا... لقد كانت ثلاثة ايام مثمرة من التجارب في سيلفرستون، وكانت تلك بمثابة الفرصة الاخيرة امامنا قبل الوصول الى جائزة بريطانيا الكبرى والتي تستضيفها الحلبة ذاتها في شهر تموز يوليو المقبل". من جهته، اعتبر مسؤول التجارب في الفريق اندرو اولزورث، أن هذه التجارب كانت اكثر من مهمة للفريق ككل "كانت اهدافنا منصبة على ايجاد "الطواعية" المناسبة لسياراتنا، وهو ما نوليه اهمية كبرى، وقد ازدادت خبرتنا في هذا المجال بفضل هذه التجارب، وستفيدنا في تحضيراتنا للسباقات اللاحقة". يذكر ان جائزة اوروبا الكبرى تتألف من 67 لفة على حلبة نوربورينغ البالغة مسافتها 556،4كلم وباجمالي مقداره 235،305 كلم. ويحتفظ الالماني هانتس - هيرالد فرينتسن ويليامس - رينو بالرقم القياسي لأسرع لفة بزمن مقداره 805،18،1 دقيقة بسرعة 128،208كلم/ساعة وحققه في العام 1997... اما الفائز بسباق العام الماضي، فهو الالماني ميكايل شوماخر، سائق فريق فيراري الايطالي.