الحرب القوقازية مرشّحة لجولة جديدة من التصعيد، إذ طوقت القوات الروسية العاصمة الشيشانية غروزني امس، وهدد احد كبار الجنرالات الروس بالزحف على جمهورية أنغوشيا المجاورة، فيما نقل الى موسكو امس جثمان نائب وزير الأمن الروسي الذي وصف بأنه "الحاكم الفعلي" للشيشان. أغلق الروس امس المعابر المؤدية الى العاصمة الشيشانية، ومنعوا حتى الموظفين في الادارة المدنية المتعاونة مع موسكو من دخول المدينة التي اعلن ان حملة تعقب واسعة جرت فيها، بحثاً عن رجال المقاومة. وقال نائب رئيس هيئة الاركان العامة فاليري ساتيلوف ان رجال المقاومة "تخندقوا" في غروزني. وأشار الى ضرورة تصفيتهم. وقدّرت اجهزة الأمن الروسية عدد المقاتلين العاملين سراً في العاصمة الشيشانية بزهاء 500 مقاتل. وقامت القوات الروسية بعمليات "تطهير" مماثلة في مدينتي اوروس مارتان وأتشخوي مارتان. وتمت هذه الاجراءات بعد يوم واحد من وفاة الجنرال اوغريوموف وهو اكبر مسؤول روسي توافيه المنية في الشيشان. وبحسب البيانات الرسمية فإن اوغريوموف توفي "فجأة" اثر نوبة قلبية ألمّت به في مكتبه الرسمي في قاعدة خان قلعة الروسية قرب غروزني. وكان اوغريوموف مسؤولاً عن غرفة العمليات في القوقاز. ووصف بأنه "الحاكم الفعلي" للجمهورية الشيشانية، وكانت له صلات شخصية وثيقة بالرئيس فلاديمير بوتين الذي وجّه برقية تعزية الى عائلة الجنرال. ولم يعلن اسم المسؤول الذي سيخلف اوغريوموف، لكن المراقبين اجمعوا على ان موسكو بحاجة الى شخصية قوية، اذ ان روسيا مقبلة على مرحلة صعبة في الشيشان. وكانت قوات الحدود الروسية فقدت واحداً من افضل طياريها بعدما اطلق قناص النار على مروحية روسية كانت تقل وفداً برلمانياً برئاسة اليكسي ارباتوف نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما. وقتل الطيار ليونيد قسطنطينوف على الفور وقام مسلحون بإطلاق المزيد من نيران الرشاشات على الطائرة التي قادها احد الملاحين وتمكن من الهبوط بها. واعتبر قائد قوات القوقاز غينادي تروشيف الحادث الذي وقع على الحدود بين الشيشان وجمهورية أنغوشيا، تطوراً خطيراً. وأكد انه قد يؤدي الى توسيع نطاق العمليات. وأشار في لقاء مع الصحافيين الى ان قواته قد تقوم ب"عملية خاصة" في أنغوشيا التي قال ان قادتها "لا يقدرون خطورة اختفاء مقاتلين شيشانيين في اراضي الجمهورية". وذكر انه قد يترتب على القوات الروسية القيام بعمليات واسعة في انغوشيا. واعترف بأن عمليات "بحث واستطلاع" تجرى هناك فعلاً. ومن جانبه، اعرب الرئىس الأنغوشي رسلان اوشيف عن اسفه للحادث، وقال ان اجراءات عاجلة اتخذت لتمشيط المنطقة التي اطلقت منها النيران. وكان اوشيف نفى ان تكون انغوشيا اصبحت "ملاذاً للمسلحين". وقال ان الجمهورية وفّرت الملجأ لزهاء 200 ألف مدني. من جهة اخرى، قال اوشيف انه كان حذر القيادة العسكرية الروسية من "نشاط مكثف" تقوم به المقاومة مستثمرة "البساط الاخضر" الذي توفره الاشجار للمقاتلين بعد انتهاء الشتاء. واستغل رجال المقاومة هذا "الساتر الطبيعي" لنصب مكمن لطابور من قوات المظليين. وذكر الجنرال تروشيف ان المروحيات استدعيت الى المكان، وجرت معركة استمرت بضع ساعات وأسفرت عن مقتل ستة من المهاجمين ولم يتحدث عن خسائر بين القوات الروسية. إلا ان موقع "صوت القوقاز" على الانترنت قال ان المعركة جرت قبل يومين ولم يعلن تروشيف عنها في حينه بسبب الخسائر الكبيرة التي قدرت ب11 قتيلاً و20 جريحاً وإحراق 3 مدرعات للروس ومقتل اثنين من المقاتلين الشيشانيين.