بيروت - "الحياة" - للمرة الأولى يجري مهرجان كأس أوروبا للتزيين خارج البلدان الأوروبية وقد اختير لبنان لاستضافته قبيل انعقاد القمة الفرنكوفونية في الخريف المقبل. هذا المهرجان العالمي الذي رعاه وزير الدولة ميشال فرعون أقيم في صالة العروض في فندق "ريجنسي بالاس" - أدما - بحضور الرئىس العالمي لاتحاد المزينين ايفان بوشمان، وبالتعاون مع نقابة اصحاب صالونات التجميل والتزيين في لبنان ورئيسها حبيب ابو رجيلي. مئات الرجال والنساء، والشبان والصبايا توافدوا للاطلاع على آخر صيحات موضة الشعر لسنة 2001، وكان الحضور العربي كثيفاً، لا سيما من السيدات والفتيات اللواتي قصدن لبنان من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت والأردن وتونس والبحرين وسواها من البلدان العربية. وعلى وقع الموسيقى الصاخبة والرقصات الساخنة من التشاتشا والتانغو، قدّم زهاء 150 مزيّناً قصّاتهم ومبتكراتهم لصيف 2001 وأتوا من المملكة العربية السعودية وتونس ومصر ولبنان وسورية والبحرين والأردن وأستراليا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا ورومانيا. تميزت العروض بغزارة الموديلات والابتكارات التي مزجت بين اسلوب الريترو والعصر الراهن في مزيج فريد، لكن الملاحظ ان معظم الابتكارات انصبّت على موديلات العروض الغربية التي لا تطلبها النساء عادة. اما موديلات السهرة والتسريحات اليومية، فقلّما طالها التغيير باستثناء الاكسسوارات الكثيرة التي أدخلت اليها. الشينيون والريش وباقات القش الملوّنة ميّزت عارضات المزين لطفي برباري الذي مزج في تسريحاته بين الكلاسيكية والعصر. الشعر المرفوع على طريقة الشينيون ما زال الموضة الاولى في السهرات، لكنه ترافق مع الستراس والضفائر الاصطناعية الملونة. وللمرأة التي يزعجها رفع الشعر، يمكنها اعتماد تسريحة عادية مع شعر منسدل لكنه غني بالتموّجات. تسريحة العرائس ايضاً اغتنت بالزهور والاكسسوارات والمواد البرّاقة. الإطار الفني الرائع واللوحات التي رافقت عرض القصّات، أضفيا على الاجواء سحراً وجاذبية. من اللوحات المميزة تلك التي حملت عنوان المرأة الشرقية، اذ وضعت العارضات المتشحات بالأحمر والأرجواني الشالات على وجوههن وحملن الشموع ووشمن بشرتهن كالبدويات. كذلك في عرض رفيق يونس ونبيل أيوبي، اذ قدّم شبان سودانيون رقصة سودانية تقليدية ثم حملوا هودجاً ابيض جلست فيه العروس، التي عادت وقد تحوّل شعرها الى باقة غريبة من الألوان. المزينة السعودية عطرة الساحلي حمّلت عارضاتها كؤوساً يفوح منها البخور وعادت بنا الى اجواء القصور القديمة وقصص ألف ليلة وليلة. وجمعت بين التعقيد والبساطة، وبين الريترو والصرعات الحديثة، وأدخلت الكثير من الستراس على شعر العروس. من تونس، قدّمت ليلى بن عبيل عرساً تونسياً تقليدياً. تدخل العروس مرتدية عباءة ذهبية مع خلخالين في رجليها وإلى جانبها العريس وفتيات الشرف تحملن لها صندوق الجهاز، وتميزت التسريحات بالخليط بين الموضة الأوروبية والذوق التونسي. ويبدو ان الرجال ايضاً بدأوا يغارون من التنويع لدى النساء، فأدخل مزيّنوهم الألوان الى شعرهم: القسم الأمامي ملوّن بالأبيض والأحمر والزهري او البنفسجي. اما الطول فراوح بين الطويل والقصير، مع مبالغة في استعمال ال"جيل" والمثبّتات الأخرى. بعد اليوم لم يعد الشيب علامة التقدّم في السن اذ من الممكن ان يكون الشاب في ال20 وشعره أبيض كالثلج، فقد صار الشيب على الموضة هذه السنة وصار من الممكن ان يستغني الرجال عن الصبغة ومتاعبها. مهرجان كأس أوروبا للتزيين لسنة 2001، مناسبة مهمة لصورة لبنان العالمية، وهذا ما اشار اليه رئىسه باخوس المارديني، لكن الخطوة الأهم بالنسبة الى المزين اللبناني تكمن في التوحد ضمن اتحاد واحد كما اشار نقيب اصحاب صالونات التجميل والتزيين في لبنان حبيب ابو رجيلي. والمعلوم ان في لبنان زهاء 6000 مزيّن، 1500 منهم فقط اعضاء في النقابات التي يبلغ عددها ست، والمحاولات لتوحيدها جارية على قدم وساق.