أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن اعتقاده ان قضية مزارع شبعا ستحل مع الوقت وان الأرض ستعود الى لبنان، قائلاً: "ان اسرائيل تعلم ان هذه المزارع ليست ارضاً اسرائيلية وفي النهاية ستنسحب منها". وأعرب عن اعتقاده ان الرئيس السوري بشار الأسد "يأمل مثلنا جميعاً برؤية الاستقرار على الحدود اللبنانية، وعلينا جميعاً مسؤولية احترام الخط الأزرق وتجنب أي انتهاكات هناك واعتقد ان هذا لمصلحة الجميع". وكان أنان وصل، أمس، الى بيروت في اطار جولة شرق أوسطية والتقى رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ولا تشمل زيارته التي تستمر 24 ساعة جولة في الجنوب حيث تنتشر قوات الطوارئ الدولية. وأبلغ لحود أنان "ان اسرائيل تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في المنطقة لأنها تعتمد سياسة القوة والارهاب وسيلة لفرض شروطها على العرب وإبقاء احتلالها الأراضي العربية في الجنوب اللبناني والجولان السوري وفلسطين متجاهلة القرارات الدولية". وأكد له "أن الوضع لن يؤدي الى استقرار اقليمي وان محاولات قمع الانتفاضة من دون النظر الى الحقوق العربية المشروعة لن تؤتي نتائجها لأنه لا يُنظر الى صلب المشكلة". وكرر لحود ثوابت الموقف اللبناني خصوصاً في ما يتعلق منها بتحرير مزارع شبعا، داعياً أنان الى تكثيف جهوده في ما يتعلق بالوفاء بالالتزامات المتعلقة بتنمية الجنوب واعماره، وطالبه بتسريع عملية ازالة الألغام التي زرعتها اسرائيل في الجنوب، نظراً إلى كثرة الذين يسقطون ضحيتها، وبلغ عددهم منذ الانسحاب الاسرائيلي وحتى اليوم 11 قتيلاً و43 جريحاً. وشدد لحود على ضرورة وقف الخروق الاسرائيلية، ولاسيما الجوية منها، معدداً 255 خرقاً منذ اعلان ممثل الأمين العام في الجنوب ستافان دو ميستورا في 20 - 4 - 2001 حصول خرق جوي ما يجعل العدد الاجمالي للخروق الجوية يفوق 597 خرقاً منذ 1 - 7 - 2000، فضلاً عن الخروق البرية والبحرية المتتالية، مشيراً في الوقت نفسه الى مسألة استمرار احتجاز اسرائيل المعتقلين اللبنانيين في سجونها وضرورة اطلاق هؤلاء وتمكين المؤسسات الانسانية الدولية من تأمين تواصل معهم. وصرح أنان في مؤتمر صحافي عقده في قصر بعبدا بعد لقائه لحود انهما بحثا أيضاً في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي والحاجة الى محاولة التوصل الى سلام شامل وعادل في الشرق الأوسط باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتهدئة الوضع في الأمد الأطول. وتناولت المحادثات قضايا أخرى ذات اهتمام مشترك للبنانوالأممالمتحدة والجهود المبذولة لنزع الألغام باشراف دو ميستورا وفريق الأممالمتحدة، اضافة الى الوضع الاقتصادي ومؤتمر المانحين المزمع عقده. وقال انان انه يأمل بأن يتم تحديد موعد للمؤتمر في وقت قصير جداً. وعن موضوع مزارع شبعا قال أنان: "أحسب أنكم تعلمون جميعاً موقف الحكومة اللبنانية وموقف الأممالمتحدة بحسب نصّ قرار مجلس الأمن. انني أعرف الموقف اللبناني القائل إن مزارع شبعا لبنانية. في الوثيقة المرسلة الى مجلس الأمن، والتي على أساسها رُسِمَ الخط الأزرق، بيّنا موقفنا، أو موقف المجلس، وهو أن ملكية مزارع شبعا، وفقاً لسجلاتنا، تعود الى سورية، وان هذه القضية ستحل في الوقت المناسب ويمكن أن تعود الأرض الى لبنان". وتابع: "اسرائيل تعلم أن مزارع شبعا ليست اسرائيلية وستنسحب في نهاية الأمر، وعندئذ أنا متأكد من أنها ستعود إما الى سورية وإما لبنان. ولكن نظراً الى أن سورية ولبنان متفقان على وجوب أن تكون لبنانية، فإنها ستعود الى لبنان. ولكن في غضون ذلك فإن الخط الأزرق، كما هو مرسوم، يجب أن يُحترم. إذ أن لدينا مشكلات كافية في المنطقة. اننا جميعاً نركز على تهدئة الأزمة في الأراضي المحتلة والصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ولسنا نحتاج الى فتح جبهة أخرى". وقال: "ناشدت الجميع احترام الخط الأزرق وابقاء الوضع هادئاً، والوضع هادئ نسبياً. عدد الحوادث والوفيات أقلّ الآن مما كان قبل الانسحاب الاسرائيلي وترسيم الخط الأزرق. حصل تحسين كبير وآمل بأن يظل الوضع على ما هو". وسئل عن الطلعات الجوية الاسرائيلية، فقال ان ممثله في لبنان أوضح انها انتهاك للاتفاق و"عندما انسحبت اسرائيل أوضحنا اننا عندما نتحدث عن احترام وحدة أراضي لبنان وسلامتها فإنني أعني البر والبحر والجو. وبناء على ذلك فإن الطلعات الجوية فوق لبنان تشكل انتهاكاً للاتفاق وسأثير هذه المسألة في اسرائيل عندما ألتقي رئيس الوزراء آرييل شارون". وعن الانتهاكات الاسرائيلية للخط الأزرق، قال الأمين العام للأمم المتحدة "اننا في حاجة الى تعاون تام من الدول والأطراف المعنيين، وقد وعدوا باحترام الخط الأزرق ونطلب منهم الوفاء بكلمتهم". وبعد لقائه بري قال أنان انه لم يستطع اقناعه بأن مزارع شبعا خاضعة للقرارين 242 و338، "هو بقي على موقفه وأنا على موقفي". ورداً على سؤال عن التهديدات الاسرائيلية بضرب القوات السورية اذا استمرت مقاومة "حزب الله" في مزارع شبعا، قال: "بحثت في ذلك مع الرئيس بري وستكون لي مناسبة لمناقشته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي وما يجب القيام به هو تفادي كل شكل من أشكال الخروق على الخط الأزرق كي نتمكن من تأمين الهدوء". وكان وزير الخارجية اللبناني محمود حمود استقبل انان في المطار حيث تحدث المسؤول الدولي الى عدد من أقارب الأسرى اللبنانيين المعتقلين في سجون اسرائيلية، ووعدهم بإثارة الموضوع مع شارون. وأكد حمود دعم لبنان الثوابت الفلسطينية وضرورة استعادة الفلسطينيين حقوقهم وإقامة دولة مستقلة على أرضهم الوطنية عاصمتها القدس. وأوضح الرئىس الحريري بعد لقائه أنان ساعة في قريطم ان "اللقاء كان مثمراً جداً، وان البحث تطرق الى الوضع في الشرق الأوسط وبخاصة المسألة الفلسطينية - الإسرائىلية". وقال: "ان انان يعتقد بوجوب تطبيق القرارين الدوليين الرقمين 242 و338". وأكد الحريري ان "لبنان يرى ان السلام في المنطقة لا يمكن ان يتحقق اذا لم تحترم القرارات الدولية، وانه يحترمها ويعمل مع الأممالمتحدة لضمان الاستقرار في المنطقة". وأضاف "نحن على تفاهم تام مع أنان وعملنا ونعمل معاً الآن وفي المستقبل". وأكد انان من ناحيته ان "التعاون بين الأممالمتحدة والحكومة اللبنانية جيد جداً في هذه المرحلة وكل المراحل". وهل تطرق البحث الى اجتماع "باريس - 2"؟ قال: "بالتأكيد، تحدثت مع الرئيس الحريري في هذا الموضوع عندما كان في نيويورك وسنعمل معاًً وآمل بأن يكون المجتمع الدولي متجاوباً جداً في الوقت المناسب".