سيول، موسكو - الوكالات - انتهز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته التاريخية إلى كوريا الشمالية، التي وصلها أمس قادماً من الصين، لمتابعة حملته الديبلوماسية الواسعة في مواجهة "المشروع الأميركي الدفاعي المضاد للصواريخ" الذي تعارضه موسكو بشدة وتعتبره "إخلالاً بالتوازن الاستراتيجي العالمي". وعقد بوتين أمس جولة من المحادثات مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونغ - ايل بعد ساعات من وصوله إلى بيونغ يانغ، في زيارة تاريخية هي الأولى التي يقوم بها رئيس روسي، أو سوفياتي، إلى الشطر الشمالي من كوريا الذي كانت تربطه في الماضي علاقات وثيقة مع المعسكر الاشتراكي السابق. ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن بوتين قوله بعد المحادثات مع كيم، إن كوريا الشمالية مستعدة لوقف برنامجها لصنع الصواريخ. وأضاف: "ان كوريا مستعدة لاستخدام تقنية الصواريخ الغربية الأجنبية دون سواها شرط تأمين منصات إطلاق لاستكشاف الفضاء". وتابع بوتين ان موسكو يجب أن لا تكون الوحيدة التي تتجاوب مع اقتراح كوريا الشمالية "بل من المفترض ان تدعم دول أخرى تعتبر كوريا الشمالية تهديداً لها هذا المشروع"، داعياً الولاياتالمتحدةوالصين وكوريا الجنوبية واليابان إلى تأييد هذه الفكرة. ويتناقض هذا الاقتراح مع ما كانت أعلنته كوريا الشمالية أخيراً من أنها تطالب ببليون دولار أميركي سنوياً من واشنطن مقابل التوقف عن تصدير تقنيات الصواريخ إلى الدول الأخرى، خصوصاً أنها كانت تصر دائماً على تطوير هذه التقنيات "لضرورات الدفاع عن النفس". والمعروف ان كوريا الشمالية تمتلك صواريخ قادرة على ضرب مناطق الاسكا وهاواي الأميركية، لكن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تعتقد أن بيونغ يانغ قادرة على تطوير هذه الصواريخ لتصل إلى قلب القارة الأميركية الشمالية. وقالت مصادر سياسية أميركية وروسية إن بوتين سيبذل جهده لإقناع كوريا الشمالية بوقف برنامجها الصاروخي، لأن ذلك من شأنه أن يقوي موقفه الرافض ل"المشروع الأميركي الدفاعي المضاد للصواريخ"، خصوصاً عشية انعقاد قمة مجموعة الثماني في اليابان. وتأتي محادثات بوتين في بيونغ يانغ بعد القمة التي عقدها في بكين، أول من أمس، مع الرئيس الصيني جيانغ زيمين، وقد أكد الطرفان أيضاً رفضهما للمشروع الأميركي وهددا بطريقة غير مباشرة بالرد إذا اقدمت الولاياتالمتحدة على نشر الدرع المضاد للصواريخ.