فشل اتفاق وقف النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين في اليوم الأول من بدء تنفيذه، واستمرت الاشتباكات متقطعة في الضفة الغربيةوغزة. وأمر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الجيش بعدم إخلاء الأماكن "التي يستمر فيها العنف" وعدم "ترك الفلسطينيين يشعرون بالأمن"، وهاجمت حكومته قناة التلفزيون البريطاني بي بي سي1 لعزمها بث شريط وثائقي يدينه بالتورط في "مذبحة صبرا وشاتيلا" راجع ص 3 و4. وفيما أعلنت سورية موافقتها المشروطة على "تقرير ميتشل"، أصدر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بياناً مشتركاً أكدا فيه تعاونهما "الوثيق لإشاعة السلام في المنطقة" ودعم التقرير. وأعربتا عن قلقهما إزاء الوضع في المنطقة. وعقد مسؤولون أمنيون فلسطينيون واسرائيليون اجتماعاً صباح أمس لتنفيذ "خطة تينيت" وتثبيت وقف النار، لكن فلسطينياً قتل ضابطاً اسرائيلياً قرب القدس، وأفادت مصادر طبية في غزة ان فلسطينياً أصيب برصاص الجيش قرب مفترق الشهداء. واندلعت مواجهات عندما تظاهر آلاف الفلسطينيين الذين يشعرون بالإحباط قرب مستوطنة نتساريم. وبدأ شارون يتحدث لغتين: يأمر جيشه "بعدم ترك الفلسطينيين يشعرون بالأمن"، ويؤكد للأوروبيين انه ماضٍ في عملية السلام، وأشار رئيس الوزراء الاسرائيلي في بيان أصدره أمس الى أنه ملتزم "السعي من أجل السلام ومستعد لإبرام تسويات مؤلمة"، مؤلمة... لكن اسرائيل لن تفاوض تحت ضغط العنف". في السويد أكد الرئيس جورج بوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ممثلي الاتحاد الأوروبي بعد ظهر أمس ان "أميركا والاتحاد يتكلمان الآن بصوت واحد في ما يتعلق بالشرق الأوسط، ويشددان على تطبيق مقررات ميتشل انطلاقاً من الحفاظ على وقف النار". في دمشق أعلن الأمين العام للأمم المتحدة ان الرئيس بشار الأسد وافق على "تقرير ميتشل" شرط ان لا يحل محل "مرجعية عملية السلام". ونقلت مصادر رسمية عن الأسد تأكيده "عدم جدوى تجزئة المسارات السلمية"، وأنه تمنى على أنان أن "يحصر جهوده في تمثيل قرارات مجلس الأمن المرتبطة بالصراع العربي - الاسرائيلي". وانتقل أنان أمس من دمشق الى عمان، حيث عقد اجتماعاً مع الملك عبدالله الثاني الذي دعا اسرائيل الى تطبيق "تقرير ميتشل" كاملاً. واتفق العاهل الأردني وأنان على أن "يكون هناك تحرك سياسي لتكريس الخطوات التي اتخذت لوقف استخدام القوة والعنف".