} نفذ القضاء الأميركي أمس حكم الاعدام بأحد أشهر مجرمي الولاياتالمتحدة على الاطلاق تيموثي ماكفاي بالحقنة السامة. وطوى صفحة قضائية تداخلت فيها السياسة وحقوق الانسان الى حد أثار جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض لتدخل الدولة الفيديرالية في شؤون الأميركيين وحقهم في حمل السلاح، وعدم انسانية عقوبة الاعدام على رغم فداحة التهمة التي دين بها. تيرهوت انديانا - أ ف ب، أ ب، رويترز - أعلن مدير سجن تيرهوت في ولاية انديانا هارلي لابين ان تيموثي ماكفاي توفي في الثانية عشرة والدقيقة الرابعة عشرة ظهراً توقيت غرينتش تنفيذاً لحكم بالاعدام حقناً بمادة قاتلة، بعد ادانته في قضية تفجير مبنى "الفرد موراه" الاتحادي في مدينة أوكلاهوما عام 1995، ما أسفر عن مقتل 168 شخصاً بينهم 19 طفلاً اضافة الى 600 جريح. وتلقى ماكفاي حقنة قاتلة تحوي ثلاث مواد كيماوية سامة في ذراعه اليمنى. وهو أول شخص تعدمه الحكومة الاتحادية الأميركية منذ 38 عاماً. ولم يدل بأي تصريح قبل اعدامه. ووزع ماكفاي قبيل اعدامه بيتي شعر من قصيدة بعنوان "انفيكتوس" ادانة نشرت عام 1875، يقولان: "أنا سيد قدري... أنا قائد روحي". وشاهد عملية الاعدام تلفزيونياً نحو 300 شخص من الناجين وأقرباء ضحايا تفجير مبنى "الفرد موراه"، تجمعوا في مدينة أوكلاهوما. وتمت عملية النقل عبر شبكة تلفزيونية مغلقة بالغة التعقيد لمنع التقاط الصور. وتجمع نحو 30 شخصاً لمشاهدة الاعدام في غرفة ملاصقة للزنزانة التي نفذ فيها الحكم، بينهم عشرة ممثلين عن الضحايا ومحامو ماكفاي وممثلون عن وسائل الاعلام. ورفض أي من اقاربه الحضور الى السجن. وأعلن الرئيس جورج بوش ان اعدام ماكفاي جاء "تنفيذاً للعدالة وليس للثأر". وقال في كلمة مقتضبة في البيت الابيض بعد أقل من ساعتين على الإعدام "وفقاً لقوانين بلادنا، فان القضية قد انتهت". واكتفى ماكفاي في ليلته الأخيرة بتناول بوظة بالشوكولا والنعناع. وشاهد برامج تلفزيونية وأجرى حديثاً مع مدير السجن وحرسه ومحاميه ناتان شامبرز الذي قال إن موكله احتفظ ببرودة اعصابه، وروى نكاتاً كأن شيئاً لن يحصل. وفي السادسة والنصف صباحاً توقيت محلي اجرى الحراس تفتيشاً جسدياً لماكفاي، ثم خلعت عنه ملابسه المخصصة للسجناء وألبس تي شيرت وسروالاً من القطن وبقي حافياً. ونقل الى زنزانة انفرادية حيث شاهد السماء للمرة الأولى منذ بضع سنوات. ثم اقتيد الى غرفة الاعدام بمواكبة حارسين ومدد مقيداً على سرير خاص. ونقل أحد محامي ماكفاي عنه أول من أمس أسفه لسقوط الضحايا "لكنه غير نادم على ما فعله". وقال مقربون منه انه لا يزال يعتبر نفسه منتصراً في معركته ضد الحكومة الاتحادية التي تجاوزت، في رأيه، كل الحدود بغارتها على اتباع الطائفة الداودية في واكو تكساس. ولد ماكفاي عام 1968 لعائلة كاثوليكية متدينة، وأظهر ولعاً بالسلاح منذ صغره. ومع نشأته تولد عنه شعور عدائي ضد الحكومة الأميركية الاتحادية. لكنه مع ذلك انضم الى القوات المسلحة وشارك في حرب الخليج الثانية. وبعد عودته الى الولاياتالمتحدة أبدى علناً استياءه من سياسات الحكومة الداخلية. واعتبر ان حق المواطنين في حمل السلاح وتشكيل الميليشيات مهدد، على رغم ان الدستور الأميركي يصونه. وبعد حادث تكساس قرر الرد على الحكومة بمفرده فاختار مبنى "الفرد موراه" لسهولة الوصول اليه وضعف الاجراءات الأمنية حوله. وأوقف ماكفاي بعد الانفجار بساعتين بسبب قيادة سيارة من دون لوحات ولحيازته السلاح. وقبيل اطلاقه بساعات أدركت الشرطة انه مشتبه فيه في تورطه بانفجار أوكلاهوما. وكان مقرراً اعدامه في 19 أيار مايو الماضي. لكن الكشف عن وثائق جديدة عن الحادث أخّر التنفيذ الى يوم أمس. في لندن، دانت منظمة العفو الدولية اعدام ماكفاي، وقالت ان "الولاياتالمتحدة سمحت بانتصار الثأر على العدالة وابتعدت أكثر فأكثر عن تطلعات الاسرة الدولية". واضافت ان "حصيلة بوش في مجال تنفيذ عقوبات الاعدام معروفة في العالم"، مذكرة بانه تم تنفيذ 152 حكماً بالاعدام خلال السنوات الخمس التي كان خلالها حاكماً لولاية تكساس. وتابعت "برفضه وقف الاعدامات الفدرالية يسيء اكثر الى سمعته وسمعة بلاده".