} قبل ستة أيام من تنفيذ حكم الاعدام في حق مفجر المبنى الاتحادي في اوكلاهوما تيموثي ماكفاي، فجرت وزارة العدل الاميركية مفاجأة قضائية قد تؤجل التنفيذ، ما أثار غضب أقارب الضحايا. واشنطن - رويترز، أ ف ب، أ ب - يعكف محامو الدفاع عن تيموثي ماكفاي المدان في تفجير مبنى اتحادي في اوكلاهوما سيتي، على دراسة آلاف الأوراق لوثائق تقول الحكومة الاميركية إن "مكتب التحقيقات الاتحادي" أف بي آي لم يقدمها الى محامي الدفاع، ما قد يؤدي الى تأجيل تنفيذ حكم الاعدام المقرر الاسبوع المقبل، وتسبب بصدمة لضحايا الانفجار. وبدأت أحداث جديدة في القضية، أول من أمس، عندما سلم مكتب التحقيقات الأوراق الى فريق الدفاع عن ماكفاي، ما اثار شكوكاً في إمكان تنفيذ الاعدام بماكفاي بحقنة سامة، الاربعاء المقبل في السجن الاتحادي في تير اوت ولاية انديانا. وقالت وزارة العدل الاميركية إن الحكومة تعتقد بعدم وجود "أي دليل" في الوثائق قد يكون له اثر في إدانة ماكفاي لمسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في نيسان ابريل 1995، وراح ضحيته 168 قتيلاً، فضلاً عن المئات من الجرحى، والذي يعد أكبر ضربة للولايات المتحدة في حال السلم. وقال محامو ماكفاي انهم صدموا بسبب الكشف عن هذه الاوراق قبل وقت قصير من موعد الاعدام، وانهم يفكرون في كل الخيارات، ومنها طلب تأجيل تنفيذ العقوبة، أو اعادة المحاكمة. ورأى محامون يتابعون القضية أن طلب وقف تنفيذ الاعدام، سيكون أولى هذه الخطوات المحتملة. وعلى رغم هذه الاجراءات المحتملة، لا يعتقد أحد أن ذلك سيؤدي الى الافراج عن الجندي السابق ماكفاي 33 عاماً. ولا يمكن فريق الدفاع طلب وقف الاعدام الا بموافقة المتهم نفسه الذي طالب، في كانون الأول ديسمبر الماضي، بوقف كل طلبات الاستئناف، وناشد المحكمة تحديد موعد لتنفيذ الحكم. واطلع من محاميه على التطورات الاخيرة، ونقل عنه أنه يريد التفكير في الموضوع. وقالت الناطقة باسم وزارة العدل ميندي تاكر: "في وقت تثق الوزارة بأن الوثائق لا تخلِّف، في أي حال، أي شك في ما يتعلق بادانة ماكفاي، وانها لا تتناقض مع اعترافاته المتكررة بالاثم، فان ما يقلق الوزارة عدم تمكن محامي ماكفاي من مراجعتها في الوقت المناسب". وسلمت نسخة من الأوراق ايضاً الى فريق الدفاع عن تيري نيكولاس، زميل ماكفاي السابق في الجيش والذي يمضي عقوبة السجن مدى الحياة لدوره في التخطيط للانفجار. واثارت المفاجأة القضائية غضب أقرباء الضحايا. وقالت كاثلين ترينور التي خسرت ابنة لم تتجاوز الرابعة من عمرها في الانفجار: "كلمة صدمة تعبير يعجز عن وصف مشاعرنا الآن". واستغربت كيف يمكن مكتب التحقيقات ان يرتكب مثل هذا الخطأ. ووجه الفرع الاميركي لمنظمة العفو الدولية، الى الرئيس جورج بوش رسالة مفتوحة تدعوه الى وقف اعدام ماكفاي. وجاء فيها ان "منظمة العفو الدولية تطلب منكم منع هذا التدبير الرجعي، عبر اعلان الغاء فوري لكل احكام الاعدام الاتحادية". ويعود آخر اعدام فديرالي في الولاياتالمتحدة الى عام 1963. واعتبرت المنظمة الدولية ان الرئيس الاميركي يجب ان يكون "مثالاً يحتذى" عبر تخفيف أحكام المساجين المحكوم عليهم بالاعدام في محكمة اتحادية، بغية حض ولايات الاتحاد على اعادة النظر في تطبيق عقوبة الاعدام في محاكمها. وأعرب مدير الفرع الاميركي للمنظمة اجامو بركة المكلف برنامج الغاء عقوبة الاعدام، عن امله بأن يأخذ بوش الرسالة "على محمل الجد".