وضعت الولاياتالمتحدة قواتها في البحرين والكويت في حال تأهب بعد تلقيها "تهديداً مُحدداً" لم تكشف طبيعته. وفي حين ربط بعض المصادر الخطوة الأميركية بحكم الإدانة الذي صدر ضد أربعة من أتباع أسامة بن لادن في قضية تفجير السفارتين في افريقيا، أوضحت مصادر أخرى ان التهديد تلقته واشنطن قبل صدور الأحكام يوم الثلثاء. وقالت مصادر في البنتاغون ان القوات الاميركية في البحرين والكويت وضعت في حال تأهب تحسباً لعمليات ارهابية بعد "معلومات محددة" عن هجوم يُحضّر على أهداف أميركية في البحرين. وأبلغ مصدر في وزارة الخارجية الاميركية "الحياة" ان سفارات بلاده في المنطقة ما زالت في حال تأهب عالية، لكنها تُمارس مع ذلك مهماتها عى نحو طبيعي، وستفتح أبوابها كالمعتاد. وكانت شبكة "اي. بي. سي." التلفزيونية نقلت مساء الاربعاء عن مصادر استخباراتية ان عشرات الاميركيين في ميناء عدن أُمروا بمغادرة اليمن تحسباً لهجمات ارهابية، وكان هؤلاء يشاركون في التحقيقات في الهجوم الذي استهدف "يو. اس. اس. كول" في عدن في تشرين الأول اكتوبر الماضي واودى بحياة 17 بحاراً اميركياً. وصرحت ناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية بأنها لا تملك معلومات عن اي خطط لاجلاء المواطنين الاميركيين من اليمن. وذكرت مصادر "البنتاغون" ان القوات الاميركية في البحرين حيث مقر الاسطول الخامس، وضعت في حال التأهب "تشارلي"، وهي أقل من "دلتا" الدرجة القصوى التي تفرض قيوداً على الداخلين او الخارجين من المنشآت العسكرية الاميركية، بالاضافة الى عمليات تفتيش مشددة وتسيير دوريات، ووضع حرس المنشآت والقوات وأسرهم في حال استعداد خاص تحسباً لهجوم محتمل. وقال مسؤول في "البنتاغون" ان استنفار القوات الاميركية جاء نتيجة "معلومات استخباراتية بالاضافة الى صدور الحكم" في قضية تفجير السفارتين. وأضاف: "جمع هذين الامرين معاً يفترض اخذ الحيطة". ولاحظت "الحياة" في البحرين ان الوضع كان طبيعياً حول القاعدة الاميركية، في حين بدت الاجراءات الامنية حول السفارة والمؤسسات الاميركية عادية. ولم يُشر "الخط الساخن" الذي تضعه السفارة للمواطنين الاميركيين والذي تبدّل مضمونه في 30 ايار مايو الماضي، الى "تهديدات للمواطنين الاميركيين في المنطقة". لكنه أوضح أن "القيادة العسكرية تلقت في وقت سابق من هذا الشهر تهديدات ضد الجنود الاميركيين في المنطقة" من دون ان يحدد نوعها ومصدرها. لكن أُفيد ان القوات الاميركية في البحرين ما زالت في حال تأهب ويخضع افرادها لمنع التجول ليلاً ويُطلب منهم عدم ارتياد الاماكن المزدحمة والتجمعات، وهي اجراءات روتينية تطبّق في معظم الاحيان. وقالت أوساط ديبلوماسية غربية أن حضور الادميرال مور، قائد القوات الاميركية في منطقة الخليج، مساء الاربعاء حفلة استقبال اقامته سفارة اليابان يدل على ان التهديد ضد الأميركيين ليس بالغ الجدية. وفي الدوحة، نفى مصدر رسمي في السفارة الاميركية ان تكون قوات بلاده في قطر وضعت في حال تأهب عالية. وشدد في تصريح الى "الحياة" على ان معلومات صدرت في هذا الشأن غير صحيحة ووصفها بأنها "خطأ كبير". واضاف ان السفارة تعمل كالمعتاد. وفي نيويورك، عُقدت أمس جلسة ثانية لمحكمة مانهاتن الفيديرالية للنظر في العقوبة التي يرى أعضاء هيئة المحلّفين ان السعودي محمد العوهلي 24 سنة يستحقها لدوره في تفجير السفارة الأميركية في نيروبي سنة 1998. والعوهلي واحد من اربعة اشخاص دانتهم المحكمة الثلثاء بالضلوع في مؤامرة لقتل الأميركيين تتضمن تفجير السفارتين في كينيا وتنزانيا. وعرض المدعّون في جلسة أول من أمس 15 شاهداً من المصابين بعاهات من جرّاء تفجير نيروبي أو من أقارب الضحايا. وروى هؤلاء ما حلّ بهم وبأقاربهم، وبكوا مراراً. واحتج محامون لدى القاضي قائلين ان إفادة واحدة من إفادات الشهود ال 15 "تكفي لكي تجعل الحجر يبكي". لكن القاضي رفض طلب الدفاع الاكتفاء بالشهود ال 15 وقال ان من حق الإدعاء جلب مزيد من الشهود، وهو أمر استُكمل في جلسة أمس حيث كان متوقعاً عرض 15 شاهداً جديداً. ويُتوقع الانتهاء من النظر في قضية العوهلي الاسبوع المقبل، على ان يأتي بعده دور زميله التنزاني خلفان خميس محمد 27 سنة. وهما يواجهان عقوبة الإعدام، في حين يواجه المدانان الآخران وديع الحاج اميركي لبناني ومحمد الصادق عودة فلسطيني عقوبة السجن المؤبد.