رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ان تكون الاتصالات التي تمت بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين ترقى الى مستوى مفاوضات سياسية، وجدد موقفه القائل ان اسرائيل لن تجري مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين تحت وقع النار، وانه حمّل وزير الخارجية شمعون بيريز رسالة واضحة تحمل هذا الموقف لينقلها الى مضيفيه في مصر والاردن. وزاد شارون الذي كان يرد على انتقادات وجهها عدد من وزرائه من غلاة المتطرفين في جلسة الحكومة امس، ان اسرائيل لن تقدم اية تسهيلات للفلسطينيين اذا لم تهدأ الاوضاع ميدانياً. وانتقد شارون مشاركة المسؤولين الفلسطينيين في مؤتمر طهران الذي عقد الاسبوع الماضي دعماً للانتفاضة "حيث أطلقت تصريحات لا سامية ضد اسرائيل" كما انتقد شارون الوزير العمالي السابق يوسي بيلين الذي يقود "لوبي" فلسطينياً في واشنطن. وجدد وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر اتهاماته للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات بمواصلة الاعتداءات على اسرائيل وقال ان السلطة اوعزت الى قوات الامن التابعة لها بالامتناع عن احباط النشاطات العدائية ضد اسرائيل. وزاد ان التقارير الامنية تؤكد ان هناك تعاوناً بين حركات "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"فتح" للقيام بمثل هذه النشاطات. ورأى بن اليعيزر ان اللقاءات الامنية التي تتم بين الطرفين لم تثبت نجاعتها وان هناك انذارات باحتمال وقوع المزيد من العمليات العسكرية ضد اسرائيل. واتهم الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف السلطة الفلسطينية بعدم اظهار اصرار كاف لوضع حد لأعمال العنف، وقال ان الاحداث الاخيرة تدل على ان القيادة الفلسطينية ليست حازمة وربما تكون عاجزة عن وضع حد لسفك الدماء. الى ذلك نقلت صحيفة "معاريف" امس عن مصادر رفيعة المستوى في الجيش الاسرائيلي انتقادها لرئيس الحكومة على رفضه الرد العسكري على اطلاق قذائف الهاون من قطاع غزة اول من امس وموافقته على منح تسهيلات للفلسطينيين قبل وقف العنف. وتطالب هذه المصادر بأن يكون الرد العسكري اكثر قوة وعنفاً وان يطلق العنان لقادة الجيش لتشديد القبضة الحديد. وكان شارون ألمح في مقابلة للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الى مطالبة قادة الجيش بانتهاج رد عسكري اكثر صرامة والى رغبتهم في عدم الانسحاب السريع من بيت حانون قبل اسبوعين. واضاف: "لقد أثبتّ ان هناك حكومة في اسرائيل ومن حق الجيش ان يخطط ويقدم افكاره للمستوى السياسي لكننا نحن اصحاب القرار النهائي". وعلى الصعيد العسكري اعلن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس مالكا منافسته على منصب قائد اركان الجيش، بعد ان ينهي الرئيس الحالي شاؤل موفاز ولايته السنة المقبلة، وينضم مالكا الى نائبي رئيس الاركان عاموس ديان وموشيه يعلون في التنافس على المنصب.