برلين، واشنطن - رويترز - رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون دعوة لجنة تقودها الولاياتالمتحدة الى تجميد الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما اعلن وزير خارجيته شمعون بيريز أن الخطة التي اقترحها السيناتور الاميركي السابق جورج ميتشل، يمكن ان تكون اساساً لإنهاء العنف. وحض ميتشل واشنطن على مواصلة دورها "النشط" في السعي الى إحلال السلام في الشرق الاوسط. وقال بيريز خلال مؤتمر صحافي في برلين ان اسرائيل ستحاول تطبيق توصيات اللجنة التي تقترح أربع خطوات، أولاها انهاء العنف ثم اجراءات لبناء الثقة ثم فترة لتخفيف التوتر ورابعاً العودة الى المفاوضات، مضيفاً "نحن نقبله التقرير ونحاول تطبيقه كما نحاول وقف النار لأنه من الصعب اجراء مفاوضات وسط النيران". ورفض شارون امس تجميد النشاط الاستيطاني وقال لجمعية المراسلين الأجانب "لا يتوجب علينا ان ندفع ثمناً لكيلا نقتل. لن ندفع اموالاً من اجل الحماية". واضاف انه ليست لدى اسرائيل نيّة لقتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واضاف ان اسرائيل "لن تكافئ" الفلسطينيين على انهاء الانتفاضة. وتابع انه ليست لديه نيّة لبناء مستوطنات جديدة لكنه سيسمح للمستوطنات القائمة بالتوسع حسب الزيادة الطبيعية لسكانها. ويرفض الفلسطينيون التمييز بين بناء المستوطنات وتوسيعها. ورفض الرأي القائل ان الضفة الغربية وقطاع غزة اراضٍ محتلة ووصفها بأنها "متنازع عليها" وان مصر والاردن احتلت هذه الاراضي عام 1948. وقال شارون الذي قاد عملية جماعية لبناء مستوطنات اثناء شغله منصب وزير في الحكومات السابقة، ان يديه مكبلتان باتفاق مع حزب العمل الذي يشاركه في الحكومة. وسئل هل اسم عرفات مدرج على قائمة المستهدفين على غرار مسؤولي الأمن الفلسطينيين فقال: "لن نتخذ خطوات ضد القادة السياسيين. ولذلك فإذا كان السؤال هل هو آمن من جانبنا، فالجواب: نعم انه آمن من جانبنا". واضاف مبتسماً: "ولكن لا اعلم ما اذا كنا نشكّل الخطر الوحيد". وأشار الى أن التوغلات الاسرائيلية الاخيرة في مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني لا تعني ان اسرائيل ستعيد احتلال اي من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة التي سلّمت للفلسطينيين بموجب اتفاق اوسلو عام 1993. ودعا ميتشل، في مقابلة صحافية، واشنطن الى مواصلة السعي لاحلال السلام في الشرق الاوسط. وقال: "لا اعتقد ان سلاماً يمكن ان يتحقق في الشرق الاوسط من دون دور نشط للولايات المتحدة". واشاد بالاهتمام الذي يبديه وزير الخارجية كولن باول تجاه المنطقة، مشيراً الى ادراك متزايد لدى ادارة الرئيس جورج بوش بأن واشنطن لا يمكن ان تعزل نفسها عن الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. وعبر ميتشل، وهو زعيم سابق للديموقراطيين في مجلس الشيوخ الاميركي، عن اعتقاده بأن "الادارة ستقوم بدور نشط بصورة متزايدة، واعتقد انها تدرك بأن السلام في الشرق الاوسط لا يمكن ان تتوافر له مقومات البقاء والاستمرار من دون مشاركة نشطة لواشنطن". وأضاف انه اتصل بباول اثر توليه منصبه لإبلاغه بأن ادارة بوش في حِلّ من تأييد لجنته التي شكلت في عهد ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون، إلا ان باول طمأنه الى ان الادارة الجديدة تريد ان تستكمل اللجنة تقريرها. وكانت اللجنة المؤلفة من خمسة اعضاء برئاسة ميتشل دعت في تقريرها الذي أنجزته الاسبوع الماضي الى وقف فوري وغير مشروط للعنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين، واستئناف التعاون الامني. وفي دعوتها الى اجراءات لبناء الثقة حضت اللجنة اسرائيل على انهاء "اغلاق" المناطق الفلسطينية، وعلى ان يستخدم الجيش الاسرائيلي "اساليب لا تؤدي الى القتل في الرد على المتظاهرين غير المسلحين". ودعا التقرير ايضاً السلطة الفلسطينية الى اتخاذ خطوات ملموسة لإدانة العنف ومعاقبة مرتكبيه. ووصفت اسرائيل والفلسطينيون النتائج التي توصلت اليها اللجنة بأنها ايجابية على رغم ان كلا الجانبين ابدى تحفظات عن بعض التوصيات، فيما فضّلت الولاياتالمتحدة عدم التعقيب لحين نشر التقرير رسمياً في الخامس عشر من الشهر الجاري. الى ذلك، وصف وزير الخارجية الهولندي يوزياس فان ارتسين عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ امس الموقف في المنطقة بأنه "صعب للغاية". واضاف "ناقشت مع الرئيس مبارك المبادرة المصرية الاردنية المشتركة، واستعرضنا تلخيصاً لتقرير اللجنة الدولية التي يرأسها السناتور الاميركي جورج ميتشل". ودعا الى طرح التقرير "للبحث بين كل الاطراف المعنية للخروج من الطريق المسدود". واكد الوزير الهولندي تأييد بلاده المبادرة المصرية الأردنية ووصفها بأنها "ممتازة وتحظى بتأييد الاتحاد الأوروبي، والاهم من ذلك انها تحظى بتأييد الولاياتالمتحدة". ورداً على سؤال عما اذا كانت هولندا تؤيد انعقاد قمة في شرم الشيخ كما طالب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال ارتسين: "ان اي اجتماع يعقد بهدف كسر الجمود الحالي في الموقف سيكون خطوة صحيحة الى الامام". واضاف ان الاتحاد الاوروبي "ملتزم تقرير ميتشل الذي يسعى الى انهاء الجمود" معتبراً ان "الموقف ينذر بالخطر وصعب للغاية، ويجب علينا ان نسعى لوضع نهاية لهذا الجمود كما ان الاتحاد الاوروبي سيسعى الى تحقيق ذلك بالتعاون مع مصر".