موجة التغريب الشديدة التي تعصف بالشباب السوري، طاولت أول ما طاولت، مظهرهم، اذ صرت تصادف اثناء عبورك شوارع دمشق، ومقاهيها، وخصوصاً حانات الليل وأماكن وجود الشباب، انواعاً مختلفة من الثياب، المستمدة في معظمها من نماذج وأذواق غربية. "الحياة" التقطت عدداً من هؤلاء الشباب في محاولة لرصد ما يضمرونه من وراء استقدامهم للأذواق الجديدة، وما هي الوسائل التي تصلهم عبرها تلك الازياء. هذا ومن خلال استطلاع قامت به "الحياة" مع بعض شباننا وشاباتنا لاستشفاف بعض آرائهم حول الموضة وتأثيرها في ابناء جيلنا، كانت لهم الاجابات الآتية: سامر الدالاتي 20 عاماً قال: "أجد أن اجمل موديلات الشعر وأجمل الملابس وأكثرها روعة هي تلك الموديلات والملابس التي يرتديها الاجانب، فهي مرتبة وغير متصنعة، وتكشف عن مفاتن الجسم بطريقة تبدو عفوية، وغير متكلفة، وأشعر ان مصممي الازياء عندهم محترفون، وهم لا يقدمون الا الشيء الجميل والرائع، ولا يهمهم الربح المادي كثيراً، إضافة الى ان صناعتهم اجود وأكثر رونقاً من الصناعة الوطنية التي هي غالباً تقليد لهم، أحب تقليدهم في ازيائهم". أما ثناء ديب 21 عاماً فتقول: "أحب أن أقلد الموضة التي اشاهدها على التلفزيون، فأسأل خياطتي دائماً أن تخيط لي مثل هذا الثوب او ذاك، وعند مشاهدتي للأفلام آخذ منها ما يعجبني من ثياب، لكي احصل على ما يناسبني منها، فأكون متفوقة على فتيات جيلي في هذا الموضوع". ثروت كتيلي 26 عاماً تقول: "لا أعرف ما الذي يجري، الا انني لا اشعر بنفسي الا وأنا ارتدي على الموضة لأنها تناسبني، وأصفف شعري على الموضة، مع انني احياناً عندما ارى شيئاً جديداً، ينسب له الآخرون صفة آخر موضة او موضة السنة، انظر اليه نظرة استغراب وأقرر أنني لن ارتدي مثله ابداً، الا انني وبعد فترة اغير رأيي لأنني اجده جميلاً حقاً، وهكذا، اجد نفسي لا شعورياً ألبس على الموضة". سمية بشار 25 عاماً تقول: "اشعر احياناً بالضجر من الموضة والتقيد بها، فهي تتطلب مني ان اذهب الى السوق في شكل مستمر من اجل ان اشتري ما هو جميل وكي لا اكون فتاة تقليدية، فإن لم ألبس على الموضة يبدأ اصدقائي باتهامي بأنني متخلفة ولست على الطراز الحديث". رامز ابو صالح 25 عاماً: "توحي لي الموضة شخصياً بالأناقة والجاذبية والتألق، بصراحة، والأهم من ذلك ان الموضة تجعل تعرفي الى الفتيات اسهل، ففتياتنا يحببن التعرف الى الشاب الانيق الذي يلبس ويمشط شعره بطريقة عصرية جداً، فأقضي احياناً وقتاً طويلاً في انتقاء ما هو على الموضة، ويعجب الفتيات". وتشكل الموضة عبئاً كبيراً، لدى بعض الشباب لا يستطيعون التخلص منه، بسبب اوضاعهم المادية التي لا تتناسب وموضة العصر، ويقود التقيد بالموضة الى البعض الاضطرابات النفسية، كالعقد والمخاوف والحقد تجاه من يستطيع تلبية ندائها. أما عبير الطنجي 22 عاماً فتعبر عن غضبها قائلة: "هناك كثيرات من صديقاتي يلبسن على الموضة، فأنظر اليهن بحسد وغيرة احياناً، لأنني لا امتلك النقود الكافية لأكون مثلهن، البعض منهن يسخرن مني ومن طريقة لبسي، الا انه لا ذنب لي في ذلك، فأنا من عائلة محدودة الدخل، ولا يسمح لي مصروفي اليومي ان ادخر منه اي شيء لكي اتماشى ومجريات الموضة".