حذر مسؤول فندقي كبير، أخيراً، من أن انخفاض أسعار غرف الفنادق وتقلبها والضغط على الإمكانات المحدودة للمطارات يمكن أن تؤدي إلى تعطل ازدهار منتجعات البحر الأحمر المصرية. وقال راسل شارب، نائب الرئيس الاقليمي للمبيعات والتسويق لمجموعة فنادق "ميريديان"، إن مجموعته "افتتحت فنادق في منتجعي خليج مكادي وشرم الشيخ العام الماضي، ولكن على رغم الاهتمام الدولي بالوجهتين، وتطوير الفنادق وفقاً لأعلى المستويات، إلا أن ذلك لن يكون كافياً لمساندة المنتجعات على المدى الطويل". وأضاف: "ارتكبت السلطات خلال اندفاعها بحماسة للارتقاء بالسياحة كقطاع اقتصادي نام، أخطاء بعدم التأكد من مواكبة تطوير البنية الأساسية تطوير الفنادق". وتابع يقول: "مُنح المطورون الأرض وقروضاً من المصارف لتنمية السياحة، ولكن هذا بحد ذاته ليس كافياً، والآن تعترف وزارة السياحة بوجود أخطاء في مناطق مثل الغردقة". وأشار إلى هذا الوضع حمل "مجموعات الفنادق الرئيسية على الانسحاب من المنتجع، لتتولى شركات إدارة الفنادق الأوروبية مسؤولية إدارة الفنادق هناك، في محاولة للحفاظ على مستوياتها وضمان استمراريتها". ونبه إلى أن مثل هذا الدمج العمودي قد يطيل أمد انخفاض الأسعار، لكنه "يؤثر على العدد القليل من الشركات المديرة للفنادق في المنتجع". وأضاف: "تعد الغردقة مثالاً جيداً كمنتجع بنيت فيه غرف الفنادق التي تتفوق بمستواها على مستوى البنية الأساسية الحالية، وهو ما أدى إلى تدهور السياحة، كما أدى إلى انخفاض أسعار الغرف، وسيؤدي على المدى الطويل إلى تدهور مستويات الخدمة والجودة". وفي حالة مشابهة، فإن منطقة شرم الشيخ ستتعرض لفائض من الفنادق، ومشاكل إضافية في المواصلات الجوية تحول دون ايجاد أي حل سهل لمشكلة وصول السياح. وقال راسل: "مجيء الفنادق الجيدة إلى هنا يعني اننا نفضل استقطاب أسواق سياحية أعلى عوضاً عن أفواج الشارتر التقليدية. كما أنه ليست هناك أي رحلات جوية منتظمة إلى المنتجع من خارج مصر، في وقت لم يعد يتوافر أي حيز في المطار المحلي، مما يعني اضطرار عملائنا للمرور بالقاهرة، الأمر الذي يضيف بضعة أيام إلى عطلاتهم، ويترتب عليهم أيضاً استخدام رحلات طيران مصر المحلية في أوقات غير مريحة قبل بلوغهم منتجعهم الفخم". وتتفاقم هذه الحالة مع افتتاح أبواب كل فندق جديد في وقت تتعدد علامات الفنادق التجارية الضخمة التي تطرح ما يعرف في أماكن أخرى في العالم "منتجعات سياحية جذابة تجب الاقامة فيها". وأضاف راسل "منشأتنا ميريديان شرم الشيخ تحمل جميع مفاهيم فئة الخمس نجوم، ،إذ تؤمن مساحة واسعة ومسبحاً مدهشاً وتجهيزات للرياضات وتصاميم وديكورات داخلية رائعة وشاطئاً خاصاً رشح كأحد أفضل مراكز الغوص في جميع أنحاء المنطقة". وأضاف: "على رغم ذلك كله، أصبح من الصعب الحصول على زبائن بأسعار جيدة، ويتوقع السياح الحصول على تجهيزات إضافية علاوة على فندق وشاطئ، ولكن في شرم الشيخ أيضاً ثمة نقص في البنية الأساسية السياحية في مجالات كثيرة مثل الترفيه والتسلية، ومراكز التسوق وفي المجالات الرياضية أيضاً". ومع تأسيس منشآت خمس نجوم فخمة تعرض غرفها بسعر يقل عن 60 دولاراً لليلة، فإن الضغط ما زال مستمراً على شركات إدارة هذه المنشآت لاشغال الغرف بأي سعر، ويجعلها تستسلم للواقع المفروض عليها وسيجدون الاجابة الشافية على السؤال الأهم، وهو: متى سيحصل المطورون لهذه المنشآت على عائدات لاستثماراتهم، وهل سيحصلون على هذه العائدات أصلاً؟ وأضاف: "لمجموعة فنادق ميريديان، مثل أي مجموعة فنادق دولية أخرى، أولويات للمحافظة على مستوياتها ومستويات خدمات أي منشأة تحمل اسمها، ولكن الحالة الآن في منتجعات البحر الأحمر في مصر، تدعو إلى التساؤل عن امكانات المنتج السياحي هناك والتسعيرة المنخفضة التي تفتقر إلى المساندة في ما يتعلق بتشغيل منتج يتميز بالنوعية والجودة". وقال: "علينا جميعاً أن نكون تعلمنا من اخطائنا في الغردقة، عضواً عن تكرار الأخطاء نفسها في منشآت فندقية أخرى".