نظمت مجموعة منسوجات السعودية مع الجمعية الخيرية النسوية في مدينة جدة أخيراً أمسية تراثية ثقافية برعاية الأميرة سارة العنقري حرم أمير منطقة مكةالمكرمة، تهدف الى التعريف بالتراث السعودي الخاص بالأزياء النسائية في المناطق المختلفة وتطورها عبر العصور. وتخلل الأمسية التي حضرتها أكثر من 350 سيدة عرض 50 زياً تقليدياً من تراث المناطق السعودية المختلفة، بما في ذلك الحلي وأغطية الرأس المكملة لكل زي. وأشارت السيدة منى خاشقجي احدى عضوات المجموعة التي تضم تسع سيدات سعوديات مهتمات بالتراث السعودي والمنسقة الإعلامية فيها، الى ان الهدف الرئيسي من تنظيم مناسبة مماثلة هو "تذكير الناس بفن النسيج التراثي وأهميته كحرفة تقليدية رائعة خوفاً من انقراض هذا الموروث القديم مع الزمن". وقالت خاشقجي: "نود توجيه رسالة واضحة ومحددة من خلال عملنا هذا، فنحن لا نستهدف تأسيس عمل تجاري بقدر ما هو مشروع لإحياء التراث العريق المنسي والمحافظة عليه وتعليم وتوعية الآخرين لفن النسيج". وقدمت العارضات اللواتي تم اختيارهن بدقة كي تناسب كل منهن الزي الذي تقدمه، أزياء تتميز بها قبائل ومناطق في السعودية منذ القدم. ومن الأزياء التي قُدمت خلال السهرة زي بني مالك الذين يسكنون جنوب غربي السعودية باتجاه منطقة عسير، ويتميز بالتطريز ذي اللون الأصفر مع خرز زجاجي، كما عُرض زي وادي محرم الواقع في جبال الطائف وهو عبارة عن ثوب مطرز بخيوط القطن الملونة أو خيوط الذهب الزري وأحياناً يتم الجمع بين التطريزين معاً، ومن جبال الطائف أيضاً، تأتي قبيلة بني سعد المتميزة ثيابهم بالألوان الزاهية على الجانبين والظهر مع ترك منطقة الصدر من دون تطريز حتى يمكن تزيينها بالحلي الفضية الكبيرة. ومن الحجاز يأتي "الزبون" وهو زي موشى بخيوط الذهب والفضة الأصلية، ويتكون من قطع عدة هي: المدوّرة والسدرية والسروال البنطال الضيق، ثم يأتي الثوب العلوي الفضفاض بعض الشيء بلونه الأبيض المحلى بالقصب. ويتشابه زي المنطقة الوسطى نجد مع زي المنطقة الشرقية، ويكون الثوب الداخلي مطرزاً بالترتر مع ثوب خارجي فضفاض جداً من التل الرقيق والتطريز على منطقة الصدر بخيوط ذهبية كثيفة، اضافة الى حافتي الأكمام. والى العروض والأمسيات التراثية، تشرف "منسوجات" على تجميع الثياب التقليدية من منابعها الأصلية التي قد يصل عمر الثوب منها الى مئة عام أو أكثر. كما يقمن بتجميع قطع المنسوجات التراثية القديمة كي يُعاد تطريزها على النمط نفسه من دون المساس بأصالتها، ثم تُعهد هذه القطع الى السيدة آمنة علي رضا وهي مصممة وفنانة، لوضع التصميمات المناسبة لها. وكانت السيدة آمنة قامت بالفعل بتصميم مجموعة من الحقائب اليدوية التراثية باستخدام قطع المنسوجات التقليدية، وتضافرت جهود عدة لإخراج تلك الحقائب في أحلى صورة ممكنة. واهتمت السيدة سلمى علي رضا الخبيرة في القطبة والتطريز، بتدريب مجموعة من الفتيات ذوات الحاجات الخاصة بغرض اعادة انتاج تلك القطع بأسلوب تقليدي مماثل للأصلي. وبالتعاون مع مركز جدة للنطق والسمع جِش برئاسة السيدة سلطانة علي رضا، اختيرت 12 فتاة من فتيات المركز اللواتي أبدين اهماماً واستعداداً واضحين لخوض التجربة بنجاح. ونظمت "منسوجات" معرضاً لإنتاجها من حقائب اليد أخيراً في معرض إرَم للمجوهرات بالتنسيق مع صاحبته السيدة ابتسام القصيبي. وتراوحت أسعار المعروضات بين 500 وخمسة آلاف ريال 133 و1333 دولاراً تقريباً، وذهب جزء من ريع المبيعات الى الجمعية الخيرية النسائية في جدة، بينما عاد جزء آخر للفتيات المشاركات في العمل كمكافأة لهن على ما قدمنه. وتجدر الإشارة الى ان مجموعة "منسوجات" تكوّنت في نهاية عام 1999، وهي تضم تسع سيدات سعوديات يجمعهن حبهن الشديد للتراث السعودي واهتمامهن بالمحافظة على التصميمات العريقة والتقليدية التي توارثتها الأجيال في السعودية جيل بعد آخر.