يمثل الزي الشعبي عنوانا بارزا لكل أمة، ودليلا واضحا على عاداتها وحضارتها وثقافتها، ويعد جزءا من التراث لارتباطه بالعادات والتقاليد والمؤثرات الاجتماعية والاقتصادية على مر الزمن. ويختلف الزي الشعبي السعودي باختلاف المنطقة أو المدينة، وتشتهر رجال ألمع بالزي الشعبي المطرز، لا يخلو منه منزلا بسبب كثرة استخدامه من قبل النساء وخاصة الكبيرات في العمر. وزاد الإقبال خلال السنوات الماضية، على الزي التراثي العسيري من قبل السيدات اللواتي أصبحن يرتدينه كزي أساسي في المناسبات بعد إدخال تصميمات أنيقة وجذابة تساير الموضة. وتشير المسنة صفية علي الألمعي، إلى أن الأزياء الشعبية هي أحد عناصر التراث، ولها أهمية بالغة، لذا يتم الاهتمام بها في كل بلد عربي، فهي قضية تراثية لكونها تاريخية الأصل، وتحتاج إلى حفظ ورعاية، ولها تقاليدها وتميزها النابع من الحياة التقليدية للشعوب. وتنقل لنا معاني رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته. وبينت صفية أن الزي النسائي المتعارف عليه في المحافظة قديما هو الثوب العسيري (الجلابية) وقد عاد الآن بموضة جديدة، مشيرة إلى أن عددا من المصممات السعوديات قمن بإحياء الزي العسيري ليتواءم مع العصر ومستجدا ته، وقمن بتطوير نقوشه، والقماش الذي يصنع منه باختلاف تطريزاته وألوانه، حتى أصبح زي الكبيرات والصغيرات في المنطقة بشكل عام ومحافظة رجال ألمع بشكل خاص. وقالت: «الزي النسائي الألمعي التراثي قديما كان يستغرق تفصيله مدة أربعة شهور أو خمسة، لأنه كان يعتمد على العمل اليدوي، ويقوم به رجال متمرسون في هذه الصنعة، وكان يستخدم في صناعته أجود أنواع الحرير والقصب، وأفضل أنواع القطيفة، وكان ثمنه قديما مناسبا بشكل يتيح لكل امرأة ارتداءه، أما الآن فهناك أنواع وخامات متعددة، والموضة تدخلت فيه، ولم تعد المرأة تريده مثل ما كان قديما، بل أصبحت تبحث عن الموديلات الجديدة في الثوب العسيري»، موضحة أن الأسعار تتفاوت تبعا لنوع القماش ونوع الخيط وطريقة التطريز وكميته، بالإضافة إلى أنه يضاهي ما سواه ويتفوق عليه من ناحية السعر والديمومة. وغالبا ما تطلب السيدات رسومات معينة وأقمشة ذات الألوان الفاتحة.