أعلن الرئيس السوداني عمر البشير عزمه شن حملة عسكرية واسعة ل"تحرير" المناطق التي يسيطر عليها "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في جنوب البلاد وشرقها. اكد الرئيس السوداني عمر البشير في كلمة أمام "لواء شهداء عاشوراء" نسبة الى قادة الجيش الذين قتلوا في حادث طائرة أخيراً، وأبرزهم وزير الدولة للدفاع العقيد ابراهيم شمس الدين ان "تحرير مدينة الكرمك" القريبة من الحدود الاثيوبية من ايدي "الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق "بات وشيكاً"، وانه "لم يتبق الا القليل لاستعادة كل المناطق في ولاية النيل الأزرق" الحدودية. وتابع ان "تحرير الكرمك يليه تحرير مريدي في غرب الاقليم الاستوائي ومنها الى القدس". وأضاف: "نؤكد للمجاهدين في فلسطين اننا نناضل في سبيل قضية واحدة ضد عدو واحد". واكد ان الجيش والميليشيات الشعبية "ستمضي في تحرير كل المناطق من قبضة المتمردين". ووجه رسالة الى من وصفهم ب"المتخاذلين"، مؤكداً استعداد حكومة "الانقاذ" لتقديم المزيد من الحشد والدعم العسكري. من جهة اخرى، طالبت جماعة "الاخوان المسلمين" المتحالفة مع الحكومة الرئيس البشير بإقالة وزير المال عبدالرحيم حمدي واتهمته بتنفيذ "سياسة تدمر الاقتصاد خدمة لمخططات صهيونية". وقال زعيم الجماعة صادق عبدالله عبدالماجد للصحافيين ان "سياسة التخصيص وبيع مؤسسات القطاع العام التي يتبناها حمدي تشابه تماماً ما ورد في الباب الخامس من بروتوكولات بني صهيون التي تدعو الى الاستيلاء على امكانات الزراعة والصناعة والتجارة والمؤسسات في أي بلد يرغب في بيع هذه القطاعات". وحذر عبدالماجد من ان البلاد تباع الآن بواسطة وزير المال، وقال ان حزبه سيثير هذه القضية داخل مجلس الوزراء عبر ممثله الوحيد في الحكومة وزير الإرشاد والأوقاف الدكتور عصام البشير. وزاد: "كشركاء في الحكم سنبرئ ذمتنا من خلال مناقشة هذا الأمر الخطر داخل مجلس الوزراء وسنطلب من وزيرنا استجلاء القضية وحسمها على أعلى المستويات في الدولة، كما سنثيرها داخل البرلمان وسنلتمس من الرئيس البشير ابعاد حمدي". في اسمرا، وجهت المعارضة السودانية انتقادات مباشرة للاتحاد الأوروبي في تعامله مع الأزمة في السودان واتهمته ب"تجزئة المشكلة الى قضية شمال وقضية جنوب". وتحدثت عن "تورط الشركات الأوروبية العاملة في مجال النفط مع الحكومة التي تمارس انتهاكات لحقوق الانسان في مناطق النفط". جاء ذلك في خطاب بعث به الامين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض فاغان أموم الى رئاسة الاتحاد الأوروبي أمس. وكان ممثلون للاتحاد الأوروبي عقدوا اجتماعاً الاسبوع الماضي مع قادة التجمع في اسمرا. وانتقدت الرسالة دعوة الاتحاد الأوروبي الى وقف النار قبل حل المشكلة لأن ذلك يسمح للحكومة باستغلال النفط واعادة تنظيم الجيش. واعربت عن "صدمة التجمع لمواقف الاتحاد في الاممالمتحدة التي تدعم الحكومة على رغم انتهاكاتها الصريحة لحقوق الانسان".