تنطلق بعد أيام ورشة عمل ضخمة لبناء أكبر جزيرتين من صنع الإنسان في العالم، ينتظر أن تُنجز المرحلة الأولى منها السنة المقبلة، وأن يتم انجازهما بالكامل مع مختلف مرافقهما السكنية والسياحية والترفيهية سنة 2005 بكلفة اجمالية تقدر بنحو أربعة بلايين دولار. ذكر رئيس شركة "جزيرة النخلة" سلطان بن سليم ل"الحياة" أنه سيتم الإعلان في مدى ثلاثة أيام عن اسم المقاول الرئيسي لمشروع الجزيرتين اللتين سيبدأ بناؤهما في شكل متزامن في موضعين متباعدين في الساحل الغربي لإمارة دبي. وكان بن سليم، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس سلطة المنطقة الحرة في جبل علي المدير العام للموانئ، يتحدث في مؤتمر صحافي عقده عقب توقيع اتفاق صباح أمس تقوم مجموعة "كمبينسكي" الألمانية بموجبه، وبالتعاون مع "مجموعة البواردي للاستثمار" في دبي ببناء فندق "كمبينسكي" وإدارته. وقال رئيس مجموعة "البواردي" السيد علي البواردي ل"الحياة" إن كلفة الفندق ستبلغ 50 مليون دولار، وأنه سيكون الوحيد الذي ستبنيه مجموعته في الجزيرتين. وأشار إلى أن هذه المنشأة الفندقية ستُقام على الحيد البحري لجزيرة النخلة، وسيتم الوصول إليه بقوارب خاصة من مراسي الجزيرة التي ستتوافر فيها خدمة نقل بحري منتظمة وراقية تأخذ الزوار إلى الفنادق الموزعة على الحيد البحري للجزيرة. ويندرج مشروع "جزيرة النخلة" الذي كشف النقاب عنه رسمياً الثلثاء الماضي في اليوم الأول من معرض "الملتقى 2001" للسياحية في إطار خطة واسعة النطاق تقوم بها إمارة دبي لتوسيع سعتها الفندقية ومضاعفتها مرتين على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة. وذكر ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد أن النية متجهة لبناء 55 ألف غرفة فندقية حتى عام 2010. وسيضم مشروع "جزيرة النخلة" 40 فندقاً فخماً في كل جزيرة من الجزيرتين. وقال بن سليم ل"الحياة" إن عشرات الشركات الفندقية وسلاسل الفنادق العالمية أجرت اتصالات تمهيدية حتى الآن لإقامة فنادق في المشروع الجديد. وأضاف: "تلقينا رد فعل متحمساً فاق بكثير توقعاتنا الأولية. والفنادق التي ستُبنى ستدور حول مواضيع محددة لكل منها، ضمنها الفندق ذو الطابع البرازيلي وآخر مالديفي وغيره تايلاندي... وهكذا"، مشيراً إلى تلقي 60 عرضاً لإقامة فنادق في الجزيرة الأولى حتى الآن. وتابع يقول: "مشروع جزيرة النخلة سيكون الأكبر من نوعه في العالم وسيقدم مفهوماً جديداً للسياحة في المنطقة وفي دولة الإمارات". وكان المشروع أبقي طي الكتمان في مراحله التحضيرية واستغرق تصميمه أربعة أعوام، وسيتضمن تطوير الجزيرة الأولى انشاء 2000 فيلا سكنية ومحال تجارية ومراكز للتسوق ونواد صحية فاخرة ودور للسينما وأول حديقة بحرية من نوعها في المنطقة تقدم فيها عروض الدلافين والحيتان. ومن المنتظر أن يُسمح لمواطني دولة الإمارات ودول مجلس التعاون وحدهم بالشراء في المشروع الجديد، على أن تمنح تأشيرات دخول طويلة الأمد لعشر سنوات قابلة للتجديد لحملة الجنسيات الأخرى. وقال مشاركون عرب إنهم مهتمون بالشراء في المشروع الجديد. وأكد رئيس "الخطوط القطرية" أكبر الباكر ل"الحياة" أن مستثمرين قطريين عدة أبدوا رغبتهم في شراء عقارات في "جزيرة النخلة". وستضم الجزيرتان مراسي لمئات اليخوت وناديين لليخوت وأربعة مواقع لرسو القوارب. كما ستكون كل جزيرة على شكل شجرة نخيل تضم 17 سعفة تحيط بها سلاسل صخرية قريبة من سطح المياه للحماية، وتمتد كل منها بطول خمسة كيلومترات في البحر وبقطر خمسة كيلومترات. وسيتم انشاء الجزيرة الأولى قرب فندق "رويال ميراج" والمبنى الذي ستشغله قناة "ام. بي. سي" في "مدينة دبي للإعلام"، في حين ستبنى الجزيرة الثانية في الجنوب الغربي لفندق جبل علي. وقال المسؤولون عن المشروع إن الجزيرتين ستضمان عند اكتمالهما 120 كيلومتراً من الشواطئ الرملية وسيستخدم في انجازهما 160 مليون متر مكعب من الرمال والصخور. وقال بن سليم ل"الحياة": "ليست هناك شواطئ كثيرة في دبي، وسيتيح المشروع توسيع المساحات الشاطئية المتاحة لصناعة السياحة". ورفض اعطاء اجابة واضحة على سؤال ل"الحياة" حول الكلفة التقديرية لبناء كل جزيرة والتي ذكرت مصادر أنها ستصل إلى 500 مليون دولار للمرحلة الأولى. وقال: "لدينا تصور ولكننا لم نحدد بعد الكلفة. وقد يعلنها المقاول الرئيسي في مؤتمر صحافي نعقده بعد ثلاثة أيام". وتوقع أن يتم الانتهاء بسرعة أكبر من بناء المرحلة الأولى التي كان مقدراً أن تنجز سنة 2003. وقال: "نتوقع أن نسلم مواقع البناء للفنادق في مدى عام من الآن". وأشار إلى أن المرحلة الأولى للبناء ستشمل شواطئ سلاسل الحماية الصخرية، مشيراً إلى ان عرض البناء في سعف الجزيرة سيكون 600 قدم تقام فوقها المنتزهات والمناطق السكنية والترفيهية. وتطرق إلى مشاكل البيئة ومدى تأثر الشُعب المرجانية بأعمال البناء الثقيلة، فأشار إلى أن دراسات عدة معمقة أجريت للمسألة، وأن المشروع رؤوف بالبيئة وسيكون موطناً لأنواع الكائنات البحرية على اختلافها.