} لا يمكن زائر دبي ان يحتفظ بصورة ثابتة للمدينة. فهي تتحول بين شهر وشهر، معالم وطرقاً ومنشآت... ومدناً. دبي القائمة بين الخور والخليج، لا يقف في وجهها رمل وماء. تكبر بسرعة قياسية، كأنها في سباق دائم. وهي تستعد هذه الأيام لمولودين جديدين: "مدينة لمهرجان دبي للتسوق" و"النخلة" المدينة السياحية. في العام الماضي، قامت "مدينة دبي للاعلام" ثم "مدينة دبي للانترنت" و"مدينة المرسى"، وهي مشروع سياحي بدأ تنفيذ المرحلة الأولى منه. وسبق المدن الثلاث "المدينة الجامعية" الخاصة بالجامعة الاميركية. كل هذه المدن تدفع دبي الى احتلال موقع متقدم في عالم السياحة والتجارة، على المستويات المحلية والاقليمية والدولية. راجع ص14 خور دبي الشهير الذي يعتبر المتنفس السياحي والتجاري للمدينة يضج بكثير من المشاريع السياحية بعدما كان لسنوات شريان الحياة التجارية. وبدأ قبل بضعة ايام يفسح المجال أمام مشروع "مدينة مهرجان دبي للتسوق" في منطقة تمتد على مسافة أربعة كيلومترات على "شاطئه". والعمل ناشط لأحدث مدينة تجارية. يقول عمر الفطيم نجل عبدالله الفطيم الرجل الذي تعهد بناء هذه المدينة العملاقة ان انشاءها بدأ فكرة طرحها على الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي وزير الدفاع الاماراتي، فوافق... ودارت عجلة الاتصالات مع الشركات العالمية لوضع المخططات لتنفيذ المرحلة الأولى التي تبلغ كلفتها ستة بلايين درهم اكثر من 1.5 بليون دولار. وعلمت "الحياة" ان حكومة دبي وافقت على تأجير أرض المشروع لشركة الفطيم نحو عشرين سنة، تعود بعدها كل منشآت المدينة الى هذه الحكومة، بعد ان تفيد الشركة من استثمار المنشآت طوال هذه المدة. وأوضح عمر الفطيم في لقاء حضرته "الحياة" ان تنفيذ المرحلة الأولى سيستغرق عامين، وستكون "مدينة المهرجان" جاهزة لاستقبال "مهرجان التسوق عام 2003"، والى جانبها "القرية العالمية" الحديثة التي تعتبر من أهم مرافق المهرجان كل عام، وتحتوي على أجنحة وطنية لعدد كبير من دول العالم لعرض انتاجها التجاري والسياحي، اضافة الى تقديم عروض فنية وثقافية تعبر عن حضاراتها. وكذلك تحتوي المدينة على قسم خاص لإقامة أحدث مدينة ألعاب في المنطقة. وسيقام على الواجهة البحرية للمدينة ما بين 50 و60 مطعماً تطل جميعها على البحر، اضافة الى مدرج سياحي كبير ومقاه ونوافير مياه. وستتميز المدينة بشارع تجاري كبير يطلق عليه "شانزيلزيه دبي"، وبمسرح مفتوح يتسع لثمانية آلاف شخص، ويمكن تغطيته شتاء، فضلاً عن متحف لعرض المنتجات الخاصة، ومناطق ترفيهية ودور للسينما وألعاب للاطفال... ومواقف ل15 ألف سيارة. ولاحظ الفطيم ان الإقبال على المشروع "كبير جداً منذ بدء الاعلان عنه"، ولا يقتصر ذلك على التجار المحليين. وأضاف ان هذا ما دفع الى استعجال العمل، موضحاً "ان هذا الصرح التجاري والسياحي الأكبر على صعيد المنطقة سيكون نقطة جذب للشركات العالمية". "النخلة" أما مشروع "النخلة" فانطلق فكرة من مشروع آخر هو تعميق مرفأ جبل علي، فبدل رمي الأتربة والرمول المستخرجة من مياه المرفأ فوق رمال دبي... ستلقى في مكان آخر من البحر لتشكل أساساً للمدينة السياحية الجديدة، مما يخفض الكثير من نفقات اقامة هذه الجزيرة - النخلة، وقد يبدأ العمل في هذا المشروع في حزيران يونيو المقبل، لتبدأ النخلة، رمز العرب قديماً وحديثاً، بالتشكل شجرة فوق مياه الخليج. وسيؤلف كل فرع من فروع النخلة جزيرة منفردة تتمتع بالأمن والأمان، وتقام فيها مساكن ودور. وتوفر النخلة بأفرعها داخل البحر 60 كيلومتراً من الشواطئ المغطاة بالرمل. وستقام على جذعها الذي يرتبط بالبر مراكز للتسوق وفنادق فخمة ومنتجعات كلها من طبقة واحدة وأحواض للدلافين والحيتان وكائنات بحرية اخرى. وسيشكل الجذع مراكز للتسوق ومقاهي مفتوحة للجميع... فيما ستكون الفروع ومساكنها مغلقة أمام الجمهور لينعم المقيمون والسكان بحياة هادئة. وسيحيط بالنخلة كاسر للأمواج يحميها من غضب البحر وثورته، وتقام عليه قصور ودور ضخمة و15 منتجعاً للسياح وحدائق مائية اضافة الى مجمع ضخم للتسوق. ويمتد طول الكاسر 10 كيلومترات ولا يتصل بالبر، ليكون خاصاً بسكانه الذين يصلون اليه بقواربهم ويخوتهم عبر مرسيين كبيرين... اضافة الى مرسى خاص بكل فيلا من الفلل التي ستقام فوق سعف النخلة.