جاكرتا - أ ف ب، رويترز - دخل حوالى اربعة آلاف من انصار الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن وحيد بالقوة الى باحة البرلمان، فيما كان النواب يصوتون على احالة الرئيس الى مجلس الشعب الاستشاري اعلى سلطة اشتراعية لمساءلته تمهيداً لاقالته بسبب تورطه في فضيحتين ماليتين. وبعد مواجهة طويلة مع الشرطة، نجح المتظاهرون وبعضهم كان مسلحاً فيما كان البعض الآخر على متن شاحنات، في تجاوز السياج الذي اقيم حول البرلمان والدخول الى حديقته، على رغم استخدام القنابل المسيلة للدموع. وسارعت شرطة مكافحة الشغب الى اقامة خط دفاعي ثان مع حواجز بلاستيكية ملئت بأطنان من المياه لمنع المتظاهرين من اقتحام المبنى، فيما حض قائد الشرطة الجنرال سورويو بيمنتورو المتظاهرين على الهدوء وحذرهم من انهم سيتعرضون للقتل في حال حاولوا تخطي آخر الحواجز. وقال بيمنتورو الذي وصل الى البرلمان بالمروحيات: "سمعنا نداءكم واطلب منكم عدم احداث اعمال شغب"، فيما راح المتظاهرون يهتفون: "الله اكبر". ومع حلول الظلام، تداعى المتظاهرون الى التجمع امام القصر الرئاسي حيث رددوا هتافات التأييد للرئيس وحضوه على تعليق الدستور وحل البرلمان. وجاء المتظاهرون من شرق جاوه مهددين بحمام دم في حال اقيل وحيد. وشهدت هذه المنطقة التي تعتبر معقلاً للرئيس اعمال عنف منذ الاثنين الماضي. وقتل فيها متظاهر امس، بالرصاص في مواجهات مع الشرطة. وهو اول قتيل منذ اندلاع الازمة وبدء اجراءات الاقالة قبل اربعة اشهر. ميغاواتي ووحيد وتزامنت تلك الاحداث مع بدء قمة مجموعة الدول الخمس عشرة اعمالها فى العاصمة الاندونيسية امس، وسط اجراءات امنية مشددة. ومن المقرر ان تستمر هذه القمة يومين وهي تنعقد فى مبنى لا يبعد عن البرلمان اكثر من 300 متر. وجلس وحيد ونائبته التي يفترض ان تحل محله في حال اقالته، جنباً الى جنب فى جلسة الافتتاح. وافتتح المؤتمر ببضع كلمات قبل ان يدعو نائبته ميغاواتي سوكارنو بوتري الى القاء كلمة اندونيسيا، لكنها رفضت ذلك بحركة عصبية من يدها امام جميع المشاركين الذين لاحظوا تدهور العلاقات بين الاثنين. وسعى المشاركون الى تطويق الامر على طريقتهم فادعوا انهم يتحملون وزر ما حدث، لأنهم لم يزودوا ميغاواتي نسخاً من خطاباتهم. وكان رئيس زيمبابوي روبرت موغابي اول المتحدثين فندد بالعولمة محذراً مما اسماه مخاطر تكنولوجية المعلومات. وقال ان "النظام الاقتصادي العالمي يقوم فعلياً على استغلال اقتصاد العالم الثالث وسكانه". ومن المقرر ان تصدر القمة التي باتت تضم 17 بلداً من البلدان النامية بياناً باسم اعلان جاكرتا حول تكنولوجية المعلومات والاتصالات والتنمية. وتضم المجموعة كلاً من الجزائر والبرازيل وتشيلي والارجنتين ومصر والهند واندونيسيا وجامايكا وكينيا والمكسيك ونيجيريا والبيرو والسنغال وسريلانكا وفنزويلا وزيمبابوي وماليزيا.