} قوبلت محاولات لتسريع إجراءات إقالة الرئيس الأندونيسي عبد الرحمن وحيد برفض من جانب الحزبين الرئيسيين في البلاد وهما "النضال الديموقراطي" بزعامة ميغاواتي سوكارنو بوتري و"غولكار" الحاكم سابقاً بزعامة سوهارتو. وشدد الحزبان على وجوب أن تتخذ المسألة مسارها الدستوري، وهو أمر بالغ التعقيد وطويل الأمد. وأيدهما في ذلك رئيس البرلمان، فيما تواصلت الاحتجاجات العنيفة لأنصار وحيد. جاكارتا - رويترز، أ ف ب - حاول برلمانيون اندونيسيون تسريع عملية اقالة الرئيس عبد الرحمن وحيد، بدعوة أعلى هيئة تشريعية في البلاد الى عقد جلسة خاصة لذلك. لكن حزب النضال الديموقراطي بزعامة ميغاواتي سوكارنو بوتري نائبة الرئيس، تعهد التصدي لهذه المحاولة، وايده في ذلك حزب غولكار الحاكم سابقاً بزعامة سوهارتو، سلف وحيد. ويتمتع الحزبان في البرلمان ومجلس الشعب الاستشاري بغالبية كفيلة بإسقاط مشروع من هذا النوع، ما يعني أن إجراءات الاقالة يجب أن تتخذ مسارها الطويل والمعقد، من دون أي ضمانة مسبقة لنجاحها. وكان البرلمانيون المناهضون لوحيد رفعوا مذكرة طالبوا فيها بالدعوة الى عقد جلسة خاصة لمجلس الشعب الاستشاري الذي يضم 500 عضو منتخب في البرلمان و200 عضو معين وتجاوز المراحل التي تسبق إجراء الاقالة. وبرروا ذلك بوقوع تظاهرات في مناطق عدة، ما "يهدد بمرحلة من عدم الاستقرار". وحظي هؤلاء بتأييد رئيس مجلس الشعب الاستشاري امين ريّس الذي بدل ولاءه لوحيد ودعاه الى الاستقالة، فيما عارض رئيس البرلمان اكبر تانغونغ محاولات التسريع في اقالة وحيد. وبدا ان دعوة ريّس لا تحظى بتأييد كاف داخل المجلس الذي يرأسه. ونقلت وكالة انباء "انتارا" الرسمية عن مسؤول في حزب ميغاواتي انها طلبت من نواب الحزب عدم التوقيع على أي مذكرة في هذا الشأن، فيما قال اكبر تانغونغ ان الدستور يجب ان يتبع في مساءلة الرئيس، مشيراً الى ان العملية تستغرق اشهراً عدة. ونفى رئيس البرلمان ما تردد عن مطالبته وحيد بالاستقالة وقال: "لم اقل هذا كرئيس للبرلمان. كان رأيي انه يجب ان يحذر بعد قرار البرلمان توجيه اللوم اليه وان يستجيب للمطالب البرلمانية بتوضيح موقفه، حينئذ كل شيء سيعتمد على العملية نفسها". وكان البرلمان وجه اللوم لوحيد وطلب منه توضيح موقفه في فضيحتين ماليتين اتهم بالتورط فيهما، لكن الرئيس تجاهل موقف البرلمان، مؤكداً انه ليس في موقع مساءلة. احتجاجات مستمرة وفي غضون ذلك، تواصلت احتجاجات انصار وحيد على محاولات اقالته. وقال سكان في جاوة الشرقية ان اكثر من 500 من انصار الرئيس، هاجموا امس، مكتباً لحزب غولكار المعارض وحطموا نوافذه واحرقوا اثاثه. وأضاف السكان ان الحشود الغاضبة بسبب توجيه اللوم لوحيد نهبت المكتب الواقع في بلدة بانيوانغي حيث اغلق الاف المتظاهرين الميناء لبضع ساعات. ولم ترد تقارير عن اشتباكات. وتظاهر نحو الف من انصار وحيد في مرفأ كيتابانغ لمدة ثلاث ساعات وقطعوا الاتصال مع جزيرة بالي السياحية، في حين تظاهر الف شخص آخر في بويولالي. وقال السكان ان الحشد رشق مكتب الحزب بالحجارة في البداية، ثم اخرج معظم اثاثه الى الشارع واضرم فيه النار، وهذا في اليوم الرابع على التوالي من الاحتجاجات العنيفة في جاوة الشرقية حيث معقل جماعة نهضة العلماء الاسلامية التي كان وحيد يتزعمها.