وضعت الحكومة العراقية تهديدها بوقف التعامل مع مذكرة التفاهم على القرار 986 التي اطلقت برنامج "النفط للغذاء" أمام الدول غير المنحازة الاعضاء في مجلس الأمن. وأبلغ مندوبها لدى الاممالمتحدة السفير محمد الدوري هذه الدول امس ان بلاده "سترفض اي قرار يخلط بين برنامج النفط للغذاء والمخطط الاميركي، حتى وان أدى ذلك الى انهاء البرنامج والقضاء على مذكرة التفاهم". وأضاف: "إذا تبنى مجلس الأمن مشروع القرار بتمديد مذكرة التفاهم بالعناصر والافكار الاميركية، فإن حكومة العراق ستنهي برنامج النفط للغذاء، ولن يُباع حتى برميل واحد من النفط عبر هذا البرنامج". وفي هذا السياق، أبلغ مصدر مسؤول في منظمة "أوبك" "الحياة" في باريس ان القرار الذي ستتخذه المنظمة في مؤتمرها الاسبوع المقبل في فيينا، بزيادة الانتاج أو ابقائه على مستواه الحالي، مرتبط بتنفيذ العراق أو عدم تنفيذه تهديداته بوقف صادراته النفطية في حال اقرار مجلس الأمن المشروع الجديد للعقوبات. راجع ص11 وابلغ الدوري أعضاء مجلس الأمن من الدول غير المنحازة، في لقاء طلب عقده امس، ان نائب رئيس الوزراء طارق عزيز "استدعى رؤساء البعثات الديبلوماسية في بغداد لاحاطتهم علماً بالموقف العراقي"، كما انه "حذر من خطورة العناصر في مشروع القرار" الاميركي - البريطاني وانعكاساته على "مصالح" دول عدة. واتفق سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على تأجيل طرح أي من مشروعي القرار، البريطاني - الاميركي أو الروسي، على التصويت قبل موعد تمديد برنامج النفط للغذاء في 4 حزيران يونيو. وقالت المصادر المطلعة ان سفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين توصلوا إلى "استحالة" الاتفاق على مشروع قرار في غضون اسبوع، واتفقوا على "تمديد" برنامج النفط للغذاء بشكل شبه روتيني لفترة لم تحدد بعد ويُرجح ان تكون لأسابيع. راجع ص2 وأعرب السفير العراقي عن عدم ترحيب بلاده بتمديد البرنامج لأسابيع بدلاً من الشهور الستة التقليدية، لكنه لم يهدد صراحة بوقف ضخ النفط اذا كان التمديد لمجرد اسابيع، واكتفى بالقول ان التمديد الجزئي "ليس مقبولاً". وأكد أمام الصحافة ما قاله لسفراء الدول غير المنحازة، تونس وجامايكا وبنغلادش ومالي وكولومبيا وموريشوس وسنغافورة، أن العراق "سيوقف تصدير النفط في حال صدور قرار بصيغة المشروع الاميركي وروحه وسيوقف التعامل بمذكرة التفاهم على القرار 986 بكل ما يترتب على ذلك من نتائج". وأبلغ "الحياة" ان حكومته "هيأت نفسها لظروف صعبة كهذه"، واشار الى ان الشعب العراقي "شعب صبور. ان الذي يتحمل المسؤولية هو اميركا وبريطانيا. فهذه مؤامرة جديدة على العراق". وزاد: "نجحنا في تهشيم الحصار وتحجيمه، ولا نقبل بما هو على حساب الشعب العراقي". واضاف ان مذكرة التفاهم هي "الأفضل بين الاسوأ من خيارات، اذ ان خيارنا هو رفع الحصار". واعتبر انه في حال منع العراق من استخدام امواله الموجودة حالياً في الحساب المعلق من عائداته النفطية اذا أوقف التعامل بمذكرة التفاهم "فإن تلك ستكون مؤامرة نتوقع من الرأي العام العالمي ان يواجهها". وجدد استعداد بلاده لجولة اخرى من المحادثات مع الامين العام الشهر المقبل. وأكد الدوري رفض العراق ما يسمى ب"اللامشروع قرار" الفرنسي باعتباره "بنفس طبيعة وجوهر المشروع البريطاني - الاميركي". واعتبر المشروع الروسي "جيداً". وابلغ الدول غير المنحازة ان بلاده تنظر الى المشروع البريطاني - الاميركي على أنه "كذبة كبيرة تدعي رفع المعاناة عن الشعب العراقي الناتجة عن العقوبات ... وهدفه خنق الاقتصاد العراقي والتدخل في سيادة العراق والدول الأخرى التي لها علاقات اقتصادية مع العراق". واشار الى ان مذكرة التفاهم على تنفيذ القرار 986 "أصبحت القاعدة القانونية لبرنامج النفط للغذاء" لافتاً الى رفض العراق ادخال اي عناصر عليها. وقال انه في حال اقحام عناصر اضافية عليها في قرار لمجلس الأمن، فإن العراق سينهي برنامج النفط للغذاء لأنه "لن يسمح باستخدام هذا البرنامج للتغطية على استمرار الحصار الى ما لا نهاية ووضع العراق تحت نظام وصاية".