"العراق يكاد يقطف ثمار صموده، والمشروع الأميركي الجديد يحاول قطع الطريق علينا ومنعنا من ذلك". هذا ما يقوله مصدر اعلامي عراقي، مؤكداً أن المشروع الاميركي الذي جاء بصياغة بريطانية "يجعلنا تحت الانتداب الى الأبد ويعتبرنا شعباً منكوباً". وعن "عناصر القوة" التي سيواجه بها العراق "النظام الجديد للعقوبات" قال المصدر: "قاومنا الحصار ست سنوات من دون تصدير نفط، وسنقاومه سنوات أخرى". نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية بالوكالة طارق عزيز اكد هذا الموقف، وقال للسفراء المعتمدين لدى بلاده: "اذا اعتمد مجلس الأمن مشروع القرار الخاص بتمديد مذكرة النفط للغذاء متضمناً العناصر والأفكار الاميركية، ستوقف حكومة العراق برنامج النفط للغذاء ولن يباع برميل واحد من النفط عن طريق البرنامج". "وصاية كاملة على أموال العراق ومنع المسؤولين من السفر"، هذا ما تخشاه السلطات العراقية من العقوبات الجديدة، ومن أجل افشالها فهي مستعدة للعودة بالعلاقة مع مجلس الامن الى نقطة الصفر، متوقعة في ذلك تشدداً اميركياً لن يتردد في استخدام القوة. أما "خيارات" بغداد في المواجهة فتعتمد أولاً على وجود اكثر من عشرة بلايين دولار من عائدات بيع النفط متراكمة في "حساب العراق الخاص" الخاضع لاشراف الاممالمتحدة، والذي يمكن بغداد من استيراد كميات كبيرة من الغذاء والدواء. كما انها تعتمد على مواقف الدول المجاورة المتضررة اقتصاداتها من استمرار العقوبات: الاردن وتركيا وسورية. ويبدو أن بغداد تعتقد أن أي مواجهة مع أميركا ستصب في مصلحة العراق، معولة على الموقف العدائي لواشنطن في المنطقة.