أول الكلام: من نشيد "فيروز"/ القدس في البال: - نحن من الأرض الخضيبة نحن من الدار السليبة يا هل ترى... بعد الليالي تجيئنا تلك الحبيبة!! يُروي عطشي صوت فيروز... يبلُّ صاديتي ويشفي سقمي... يُجسّد الحب في إحساسي حتى أكاد أحضنه. - وسألني صديق: ولماذا لم تشدَّ الرحال الى "دُبَي" يوم وقفت/ فيروز في قاعة الجامعة الأميركية هناك... فتوحّد - بصوتها - ليل الخليج العربي وأصداء داناته بعشق سُمّار قمر الصحراء... وتوحّد الشجن بالحنين، وهي تصدح بالدموع: "رُدَّني الى بلادي"... حتى شهق عشاق صوتها مع: "ليلية بترجع يا ليل"؟! وعجزت... لم أجد إجابة مقنعة، راقية أردُّ بها على سؤال الصديق... فقط: لم أُحسن تنظيم وقتي ومواعيدي، على رغم أن موعدي مع صوت فيروز لا يسبقه موعد آخر، حتى موعدي مع الحبيبة يتوحّد معه! واشتقت أن أكتب عن حفلها... عن صوتها النقي والموجوع بهموم الوطن، ولكني لحظتها كنت أستذكر أغنيتها العتيقة: "سهرتنا ع دراج الورد"... فاكتفيت بالحنين حتى خطفني صوتها وهي تغني: "بعدك حبيبي والهوى"!! وفجأة... انتقل الغناء الى جهاز الفاكس خلفي، طالما ان ما يوصله يخص "ست الستات... بنت الأصل"/ فيروز... كتبته "كاتبة" من أصداء بعلبك يأتي صوت كلماتها، لتختار نقطة حوار منتجعاً لحديثها عن "فيروز"... والكلمة الطيبة: جواز سفر المحبة، وبطاقة هذه الكاتبة من لبنان: السيدة/ هيفاء العلايلي... دائماً الى: فيروز/ الغناء الأصيل... فكتبت: لأن التواضع هو سيد الحب... هكذا وبكل تواضع وحب هي: فيروز. ولأنها تحمل رسالة حب وسلام، فهذا الصباح بكل خيره عربون محبة وتقدير لها. ولأنها سفيرة النجوم والأحلام، وكل الصباحات... فهذه الحروف أقل ما نقدمه لعينيها. ولأنها فيروز هكذا وبكل بساطة ومن دون أي تعقيدات... تنفلش الكلمات حباً وتواضعاً إكراماً لها... وتشع رائحة البخور مجداً... وتكبر الأمنيات لتصبح بحجم الوطن، ويمتد جسر من الشوق يصل اليها حباً وحنيناً... بطاقة خضراء كتب عليها مختصر كل الكلمات: - الصباح لا يحلو إلا معها. والنهار لا يبدأ إلا برفقتها. والشمس لا تعرف الشروق إلاّ مع كلماتها التي اعتادت عليها، والتي تروي حكايات تعرف كل الوجوه!! صلاة صباحية... نغماتها تنسل اليك كضوء الصباح الباكر توقظ فيك كل الحنين، وتحرك فيك كل شيء راقد. نسمة عطرة تحمل رائحة كل الفصول... زهرة برية... تفتحت أوراقها على ساحات كل الميادين، وارتكت على أدراج الورود... وغفت على أعشاب كل المحبين!! هكذا هي "فيروز" بكل تواضعها. ستبقى من مهرجان بعلبك الى: "كيفك إنت"/ تشعُّ نوراً، وتزداد إشراقاً. من لبنان الى الكويت/ فيروز: "صباح الخير"!!