قال رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الإسلامية" حماس السيد خالد مشعل الذي يقيم في الدوحة مع ثلاثة من قادة الحركة كان الأردن أبعدهم إلى قطر في وقت سابق "إن المعنى الوحيد الذي تكلمت فيه مع الرئيس ياسر عرفات على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية السبت الماضي هو ضرورة الاستمرار في الانتفاضة والمقاومة ضد العدوان الصهيوني بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلي شارون". وأوضح ل"الحياة" ان حديث عرفات معه خلال اللقاء الذي جاء "بمبادرة مني" واقتصر عليهما واستمر عشر دقائق "للمجاملة" جاء في السياق نفسه. وهل تم الاتفاق على التنسيق بين الجانبين؟ أجاب: "ان التنسيق بين القوى الفلسطينية في الميدان داخل فلسطين هو نقلة نوعية مهمة جرت منذ ثمانية شهور ونحن الآن لا نتحدث عن التوحد الميداني بين القوى الفلسطينية، بل عن التشديد على ذلك". وأكد "وجود تنسيق وتوحد ميداني منذ بدء الانتفاضة على رغم تفاوت المواقف والسقوف السياسية بينها". وقال: "إن الانتفاضة شكلت من خلال تفاعلها وانجازاتها مطلباً عاماً وموقفاً مشتركاً بين مختلف القوى". وعن القاسم المشترك بينه وعرفات في أثناء لقاء الدوحة، قال: "كانت هناك قناعة بأنه لا بد من الصمود أمام شارون الذي لم يوفر أياً من الأسلحة الفتاكة في العدوان وضرب الشعب الفلسطيني". وعن رأيه في نتائج اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية الطارئ في الدوحة، رأى أن "اللقاء جيد ولا بأس به في سياق الموقف العربي، لكن لا يزال، كبقية اللقاءات العربية، دون متطلبات المرحلة". وشدد على أن "دعم الانتفاضة والمقاومة أمر مهم"، ودعا إلى "تجسيد ذلك في خطوات جادة"، كما طالب الدول العربية بالانتقال من موقع الدعم إلى موقع المشاركة في المعركة، أي تحمل المسؤولية وتبني المقاومة الفلسطينية بكل أشكال الدعم، وذلك "انطلاقاً من حقيقة أن الانتفاضة والمقاومة وحدهما تشكلان الطريق الوحيد لانجاز الأهداف الوطنية للشعب الفلسطيني". واعتبر "أن هذه هي القاعدة الأساسية، ويأتي تحتها قطع العلاقة مع العدو الصهيوني والمقاطعة العربية والحديث عن أشكال الدعم المختلفة، كما يأتي التوقف عن أي وساطات أو مبادرات لا معنى لها". وقال مشعل في هذا الإطار: "اننا لا نريد من العرب أن يتحولوا إلى وسطاء بين الشعب الفلسطيني وجلاده الصهيوني". وكشف أنه في أثناء لقاءات مع عدد من المسؤولين وزراء الخارجية أثناء انعقاد المؤتمر الطارئ في الدوحة، قال لهم: "اعطوا الانتفاضة والمقاومة فرصتها الكافية، وهي بإذن الله قادرة على تركيع شارون وطرد الاحتلال". وسُئل عن الدعوة لعقد اجتماع جديد في شرم الشيخ بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، فاعتبر ان "أي محاولات للخروج من الحالة الراهنة غير مجدية وهي اضاعة للوقت والجهد، بل وقفز على تضحيات الشعب الفلسطيني". وقال إن "شارون لا يفهم إلا لغة القوة وليس في عقله مكان للسلام"، ولهذا "فإن من المصلحة والمنطق والواقعية السياسية أن يقف العرب والمسلمون أمام مسؤولياتهم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقواه في رد العدوان والدفاع عن النفس"، مؤكداً أن "المعركة ليست اختيارية بل مفروضة علينا شئنا أم أبينا وان الهروب غير مجد".