تصاعدت الأزمة السياسية في اندونيسيا في ظل اشاعات ان الرئيس عبدالرحمن وحيد يعتزم اعلان حال الطوارئ لتفادي مساءلته في البرلمان بسبب فضيحتين ماليتين. جاكارتا - رويترز - اجتمع مجلس الوزراء الأندونيسي امس، وسط ازمة سياسية متنامية بسبب توقعات بأن الرئيس عبدالرحمن وحيد يريد اعلان حال طوارئ لابعاد تهديد بمساءلته. واستبعد ناطق باسم قصر الرئاسة اقدام وحيد على اتخاذ هذه الخطوة المتشددة، لكنه اكد ان الرئيس ناقش هذه الفكرة. وقالت مصادر سياسية ان وحيد فكر في الأيام الأخيرة في اعلان حال طوارئ تمكنه من حل البرلمان الذي يناصبه العداء ويجره نحو المساءلة. واجتمع مجلس الوزراء ظهر امس في غياب وحيد وميغاواتي للبحث في الخلاف الناجم عن توجيه البرلمان اللوم مرتين للرئيس بسبب تورطه المزعوم في فضيحتي نهب اموال عامة. ولم يدل الوزراء بتصريحات حول ازمة اقتربت من الوصول الى ذروتها على ما يبدو. وغادر وحيد العاصمة متوجهاً الى وسط جاوة بعد الغداء، فيما افيد ان ميغاواتي رفضت حضور الاجتماع الوزاري تعبيراً عن استيائها لغيابه في هذا الظرف. وقالت انيتا سينجيدكين ارسال نائبة الامين العام لحزب ميغاواتي ان الاخيرة "مستاءة بسبب رحلة وحيد الى جاوة، لذا تجنبت رئاسة اجتماع مجلس الوزراء". وكانت ميغاواتي الغت بصورة مفاجئة رحلتين الى خارج جاكارتا بسبب التوتر السياسي المتنامي. وفي استعراض واضح لقوة ابنة الرئيس احمد سوكارنو مؤسس الدولة، احتشد عشرات الآلاف من اتباع ميغاواتي في شرق جاوة امس، مطالبين إياها بأن تصبح رئيسة. وقلل أدهي ماساردي الناطق باسم القصر الرئاسي من شأن الإشاعات عن اعتزام وحيد اعلان حال الطوارئ. وقال ان الرئيس "لا ينوي اعلان حال الطوارئ"، لكنه اعترف بأن الاخير ناقش الفكرة "بغرض معرفة نوعية الشروط المتوجبة لذلك". وبرر الناطق تحرك وحيد بقوله "ان الناس العاديين قالوا للرئيس ان الوضع السياسي ليس مفيداً" للبلاد. واضاف ماساردي ان الناس يريدون وضع نهاية للصراع السياسي المستمر الذي جعل اندونيسيا دولة منبوذة من قبل المستثمرين ولم يهدئ من روع الحكومات الاجنبية القلقة على الاستقرار في رابع اكبر دولة في العالم لجهة عدد السكان. وكان كثير من الاندونيسيين ابدوا خشيتهم من ان تؤدي اطاحة وحيد الى نشوب عنف واسع النطاق من قبل اتباعه المتعصبين، لكن جاكارتا كانت هادئة امس، على رغم فيض الاشاعات. ومن المقرر ان يجتمع البرلمان في 30 الشهر الجاري ويتوقع ان يطلب من اعلى هيئة اشتراعية وهي مجلس شورى الشعب عقد جلسة لمساءلة وحيد. وقالت سري ميولياني اندراواتي عالمة الاقتصاد والمستشارة السابقة للرئيس انه كان ينوي استغلال اجتماع مجلس الوزراء امس، لطرح امكان القيام بخطوة ضد البرلمان، مشيرة الى ان الرئيس يريد ايضاً تغيير القيادة العسكرية، لكن كبار قادة الجيش يحولون دون ذلك. وفي الوقت نفسه قالت ميغاواتي لمؤيديها المتحمسين في بلدة مالانغ في شرق جاوة من خلال بث تلفزيوني انه ليس لديها طموح شخصي لحكم الدولة لكنها ستنزل عند رغبات حزبها، وهو اكبر حزب في البرلمان، في ان تكون رئيسة.