هناك شك لدى خصوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الكرملين وراء صدور كتاب "نكات عن بوتين"، ويعتبرون ذلك جزءاً من محاولة يقوم بها الكرملين لإحياء "عبادة الفرد". الكتاب صدر في سانت بطرسبورغ، المدينة التي ولد فيها الرئيس الحالي ونشأ والتي كانت صدرت فيها ابجدية تعلم الصغار القراءة والكتابة بالاستناد الى لمحات من حياة... بوتين وهو طفل. وهناك ايضاً صنعت نسخ من تماثيل برونزية للرئيس ولوحات زيتية تمثله على خلفية ابراج الكرملين. واذا كانت النكات عن رئيس الدولة في الماضي وسيلة ل"تنفيس" غضب الشعب وتوجيه انتقادات الى القادة كان يحظر التفوه بها علناً، فإن الكتاب الجديد وضع على اساس ان يضم "نكات حب" أو مجرد "قفشات ودية". وذكر الصحافي ديمتري بيريفيازكين انه جمع النكات من اصدقائه ومن شبكة الانترنت. وأكد ان دخول عالم النكتة هو "ميزة" لا يحظى بها كل سياسي. وقال ان الرئيس السابق بوريس يلتسن لم يصبح مادة للتندر إلا بعد ان... تنازل لمصلحة بوتين، وأورد نكتة عنه تقول انه بعد اعلان خطاب الاستقالة نزل الى فناء الكرملين حيث اقيمت شجرة عيد الميلاد وأخذ يدور حولها وهو يردد "ما كان ينبغي ان احتسي هذا القدر من الفودكا". والنكات في الكتاب هي اعادة صوغ لنوادر معروفة مع تبديل الأسماء والمكان والزمان، إلا ان فيها ما ينطبق فعلاً على بوتين. فمن المعروف ان اجراءات الحماية على الرئيس الحالي شددت الى حد ان موكبه حينما يمر يعطل الحركة في الشوارع الرئيسية لمدة تزيد على 40 أو 50 دقيقة. وثمة نكات كثيرة تعتمد التلاعب بالألفاظ، لذا فإن ترجمتها صعبة أو حتى مستحيلة. الا ان هناك نوادر متداولة ومعروفة ومنها ما نسب الى بوتين عن أول اجتماع عقده للحكومة حيث قال: "أريد ان اصارحكم بأن الوقت في البلد سيئ"، فتساءل أحد الحاضرين: "ألست مبالغاً في التفاؤل ايها الرئيس؟". وأعلن الكرملين "براءته" من الكتاب، وقال السكرتير الصحافي لرئيس الدولة اليكسي غروموف انه لم يسمع بصدوره الا بعد ان نشرت الصحف أنباء عنه، ولكنه اضاف ان بوتين "يهوى سماع نكات عن نفسه ويضحك لها".