بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارتي عمل الى اوزباكستان وتركمانستان في اول جولة له منذ تنصيبه رسمياً، وبعدما انجز تشكيل الحكومة الجديدة، قسم روسيا الى سبع مناطق يمثله في كل منها "مفوض" بصلاحيات واسعة. ولفت الأنظار ان خمسة من السبعة جنرالات في الأمن والقوات المسلحة. وتحمل الحكومة الجديدة بصمات الصراع بين "مراكز القوى" المقربة من الكرملين، اذ ان رئاستها اسندت الى ميخائيل كاسيانوف رجل "العائلة" التي حكمت في عهد بوريس يلتسن، وتضم رموزاً مثل البليونيرين بوريس بيريزوفسكي ورومان ابراموفيتش. وألغي منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في خطوة قد تعني منح كاسيانوف تفويضاً بالثقة اذ ان بوريس يلتسن كان اعتاد ان يجعل لرئيس الحكومة "معادلاً" يحمل صفة نائبه الأول لكي يكون رقيباً عليه ويمنع تضخم صلاحياته. ولكن لوحظ ان "مجموعة سانت بطرسبورغ" التي تضم اقتصاديين ليبراليين مناوئين ل"العائلة" تمثلت بشخص اليكسي كودرين الذي قفز من منصب وكيل وزارة المال الى نائب لرئيس الوزارة، فيما احتفظ بمثل هذا المنصب ثلاثة من نواب رئيس الحكومة السابقين بينهم المرأة الوحيدة في السلطة التنفيذية فالنتينا ساتفيينكو. وقلص عدد نواب رئيس الوزراء من سبعة الى خمسة. ولم يفقد أي من وزراء السيادة موقعه وصدرت مراسيم بإعادة تعيينهم الا ان المراقبين لاحظوا غياب اسم فياتشيسلاف تروبنيكوف رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ولم يعلن حتى الآن الى من ستؤول قيادة هذا الجهاز الحساس. وصدرت مراسيم رئاسية بتعيين ممثلي الكرملين في سبع مناطق كبرى شكلت اخيراً لكي "تستوعب" 89 جمهورية ومقاطعة يتألف منها الاتحاد الروسي. واعتبرت هذه الخطوة بداية لتقليص صلاحيات القادة الاقليميين والعودة الى النظام الاداري الذي كان سائداً في زمن القيصرية ولم تكن فيه تقسيمات على أساس قومي. ومن بين ممثلي بوتين في المناطق رئيس الوزراء السابق سيرغي كيريينكو ووزير شؤون الكومنولث سابقاً ليونيد دراتشيفسكي وخمسة جنرالات ينتسب اثنان منهم الى جهاز الأمن وواحد الى وزارة الداخلية واثنان الى الجيش. واستغرب نائب رئيس البرلمان بوريس تيمشوف مثل هذا الاختيار وقال ان "الجنرالات اعتادوا اصدار الأوامر" فيما يتعين على كل من ممثلي رئيس الدولة ان يتوصل الى تفاهم مع رؤساء الجمهوريات والمقاطعات الموجودة ضمن قطاع صلاحياته.