آخر أغنيات الشجرة يبست الشجرة بعد ان كانت مُثمرةً خضراء، فقد ماتت جذورها، وجفّت أغصانُها، وبعثرت الرّيح أوراقها اليابسة. وقد حزنت الشجرة وقالت في نفسها: - لماذا لا أفعل شيئاً؟ ظلّت الشجرة تحلم بأن تفعل شيئاً، جاء حطّاب ذات صباح، أخذ يهوي بفأسه على جذعها، حتّى سقطت، فقطّعها، ثم حملها الى بيته. هناك كان الأطفال يرتجفون من البرد. عادت الشجرة تقول لنفسها: - لماذا لا أفعل شيئاً للأطفال الذين يرتجفون من البرد؟ جاء الحطّاب، ورمى أخشاب الشجرة في الموقد، وبعد قليل فرح الأطفال، ولم يعودوا يرتجفون... اجتمعوا حولها، وراحوا يتدفّأون. ابتسمت اخشاب الشجرة، وأخذت تتوهّج أكثر فأكثر... ولم تنس الشجرة أن تُغنّي آخر اغنياتها، حيث سمع الأطفال أزيزاً جميلاً. كان ذلك آخر أغنيةٍ للشجرة... قبل ان تصبح رماداً. صادرة عن دار الآداب للصغار انا الاسد الصغير أنا ملك الغابة، وانا سيدها، وأنا أنام في الغابة، والغابة مملكتي. وعندما استريح في الغابة يأتي القرد اليَّ ويقص عليَّ الأقاصيص ويقوم بالقفز من حولي وعلى الأغصان. وأحياناً يجيء القنفذ، ويبدأ بالحركة والقفز على العشب فأتركه يلعب، ولا أمنعه فهو حيوان ضعيف. ولكنني عندما أشبع من الراحة فإنني انهض من مكاني وأركض بسرعة كبيرة مثلما يطير الطير، وعندما اركض تبدأ حيوانات الغابة بالهرب من طريقي. وقد أستمر في الركض حتى اصل النهر فأشرب منه، وهنا أرى فرس النهر - سيد قشطة - يستحم، وما إن يراني حتى يخاف ويجمد في مكانه. ولكن عندما يراني ابن عمي "النمر" فإنه يبدأ بالصراخ، فالنمر سريع الغضب ودائم الغضب، الا انني لا أتركه يصرخ كثيراً أمامي لأنني ملك الغابة وأنا الأقوى. صادرة عن دار العودة