حمل مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية على المشروع الذي قدمته روسيا لتعديل العقوبات المفروضة على العراق. وقال في حديث الى "الحياة" ان الدول المجاورة للعراق حددت ثلاثة شروط لتطبيق الاقتراحات الاميركية لتعديل نظام العقوبات، مؤكداً ان واشنطن تلقت "إشارات ايجابية من ايران". ورداً على سؤال عن فتح سورية حدودها في شكل كامل مع العراق، قال المسؤول ان "سورية تلعب لعبة خطرة، عبثها معه ليس فكرة جيدة، وهي ترتكب خطأ" راجع ص2. في غضون ذلك، سجل "اشتباك" بريطاني - روسي، اذ اتهمت الديبلوماسية البرىطانية موسكو برفض التفاوض على مشروع القرار الذي قدمته لندن، فيما طرحت فرنسا تصوراً جديداً، كصيغة وسط تمنح مهلة شهر للتفاوض على المشروع، على ان يمدد برنامج "النفط للغذاء" لفترة ستة شهور. واكد المسؤول الاميركي في حديثه الى "الحياة" ان الولاياتالمتحدة لم تتخل عن مطالبتها بضرورة عودة مفتشي الأسلحة الى العراق "لكن الجهود الحالية في مجلس الأمن ترمي الى فرض نظام تفتيش من مفتشين محليين في الدول المجاورة، يمول من أحد الأرصدة العراقية، ويستعان بخبرات اجنبية للتأكد من ان العراق لا يحصل على مواد لتطوير أسلحة محظورة". ووصف المشروع الروسي بأنه "إلهاء من اجل تمديد الوضع القائم"، وكشف ان ايران عبرت عبر أقنية ديبلوماسية غير مباشرة عن ترحيبها بالاقتراحات الاميركية لتعديل نظام العقوبات المفروضة على العراق. وزاد ان سورية والأردن وتركيا حددت ثلاثة شروط للتعاون مع الأفكار الاميركية: ان تُضمن هذه الافكار في قرار لمجلس الأمن، والتعاون مع هذه الدول في شكل متساوٍ، بما في ذلك ايران، والتأكد من ان مصالحها الاقتصادية محمية من الردود العراقية الاقتصادية. في نيويورك قدمت فرنسا "تصوراً جديداً" الى الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، من أجل ردم الفجوة بين الموقف الأميركي - البريطاني والموقف الروسي - الصيني من نظام العقوبات على العراق. وأكد المندوب الروسي سيرغي لافروف ونائب المندوب الصيني شين غوفانغ انهما أثارا مع الوفدين الأميركي والبريطاني مسألة القلق من تنفيذ بغداد تهديدها بوقف برنامج "النفط للغذاء" في حال تبني المجلس مشروع القرار البريطاني. واتهمت الديبلوماسية البريطانية الديبلوماسية الروسية في الأممالمتحدة بالتعطيل والعرقلة ورفض التفاوض على مشروع القرار المتعلق بتعديل العقوبات. وقال لافروف: "كيف يمكن ان أرد في صورة ملطفة ومهذبة؟ سأقول فقط هذا ليس صحيحاً. جاء خبراء من موسكو، وهم يجتمعون مع خبراء بريطانيين وأميركيين، وطرحنا عشرات الأسئلة المفصلة في شأن كيفية تنفيذ هذا التصور، ولماذا وضعت مواد معينة على القائمة" التي تدخل في خانة الاستخدام المزدوج، المدني والعسكري. وتابع لافروف: "لم نتلق جواباً واحداً ذا معنى". وأكد انه طرح اسئلة بينها ماذا سيحدث في حال نفذت الحكومة العراقية تهديدها بوقف بيع نفط. ولاحظ مندوب الصين "عناصر ايجابية" في التصور الفرنسي الجديد، الذي يمدد برنامج "النفط للغذاء" لمرحلة عاشرة قبل 4 حزيران يونيو، ولفترة 6 شهور، مع تعهد الجميع العمل للتوصل الى اتفاق على المشروع البريطاني في غضون شهر، وبحث قائمة سلع الاستخدام المزدوج "بموازاة" درس مشروع القرار.