كان المكتب يغص بالشبان، فهو أميركي وأصحابه فتحوا المجال للكتاب والسينمائيين لكي يأتوا حاملين مشاريعهم ويدافعوا عنها. فإذا نال أحد هذه المشاريع قبول الخبراء تتم مساعدة صاحبه على تنفيذه. فكرة جيدة وجديدة شغلت الكثيرين في "كان". الا ان أياً من هؤلاء لم يخطر في باله ان ذلك الصباح سيشهد وصول السيدة الفاتنة التي دخلت وانتظرت دورها ثم طلبت لقاء المسؤولين. وحين استقبلها هؤلاء فوجئوا بأنهم أمام النجمة فاي دانواي... بلحمها ودمها. وفاي، نجمة النجمات منذ "بوني وكلايد" لم تأت هنا بصفتها ممثلة بل بصفتها مخرجة وكاتبة تريد ان تقدم مشروعها مثل بقية خلق الله. والمشروع عبارة عن فيلم كتبت فكرته بنفسها عن حياة مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس، وعلاقتها الصاخبة بالبليونير اليوناني أوناسيس. عنوان السيناريو "الطبقة الرفيعة" ويبدو ان فاي تتجه الى اداء الدور بنفسها اضافة الى اخراج الفيلم وكتابته. عندما سئلت فاي لاحقاً "عن المشروع، الذي يبدو انه لاقى قبولاً أجابت انها تعوّل عليه كثيراً، لأنه أولاً وأخيراً، حكاية حب حقيقية وهي تحب حكايات الحب. ولفتت فاي الى ان هذا الفيلم لن يكون تجربتها الأولى، لأنها انتهت اخيراً من تصوير فيلم قصير عنوانه "العصفور الأصفر" مأخوذ عن قصة لتنيسي ويليامز ويتحدث عن امرأة جنوبية تقاوم هيمنة ابيها وتسافر بحثاً عن تحقيق ذاتها. وهذا الفيلم عرضته فاي في "كان" وحرصت على أن تشير الى انه مجرد "بطاقة تعريف" بإمكاناتها السينمائية، قد تسهل قبول المنتجين تمويل فيلمها الكبير عن كالاس.