} تخشى أوساط جزائرية من تفاقم الوضع في مناطق القبائل بعد عودة المواجهات اليومية بين المتظاهرين البربر وقوات الأمن. واستمرت ولاية بجاية، منطقة القبائل الصغرى، معزولة عن بقية المناطق، في حين شهدت ولاية تيزي وزو القبائل الكبرى تظاهرة نسائية ضخمة. إستمرت المواجهات أمس في عدد من بلديات بجاية 300 كلم شرق الجزائر. وبقيت الولاية حتى بعد الظهر معزولة بسبب الحواجز والمتاريس التي وضعها المتظاهرون عند حدود بلدية سيدي عيش، الأمر الذي عطّل حركة المرور لليوم الثالث على الطريق الساحلي الذي يربط العاصمة بشرق البلاد. وتحدثت مصادر إعلامية عن سقوط أربعين جريحاً جديداً في مواجهات جرت مساء الاربعاء، لكن لم تتوافر حصيلة لمواجهات أمس. وخرج مئات الطلبة إلى شوارع بجاية أمس للتظاهر ضد قرار الحكومة تأجيل امتحانات البكالوريا حتى 28 تموز يوليو المقبل. وطالب المتظاهرون بإدراج دورة ثانية للبكالوريا مع الاحتفاظ بتاريخ التاسع من حزيران يوينو المقبل موعداً للامتحانات دورة أولى في كل الولايات. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر طبية أمس ان فتى قُتل و11 جرحوا عندما حاول متظاهرون اقتحام ثكنة لقوى الأمن في منطقة فرعون في بجاية. وتظاهرت نحو عشرة الاف إمرأة بربرية، أمس، في ولاية تيزي وزو مئة كلم شرق الجزائر للتنديد ب "القمع" الذي تبنته الحكومة في التعامل مع الشبان القبائليين. وعلى غرار بقية المسيرات التي نُظّمت في المنطقة منذ مطلع الأسبوع، رفع منظمو المسيرة النسائية التي بدأت من حرم جامعة تيزي وزو إلى مقر الولاية، رايات سوداء تعبيراً عن حال الحزن التي يعيشها سكان منطقة القبائل. وهتفت عشرات النسوة، بلباسهن التقليدي، هتافات تُعبّر عن رفضهن العفو عن تجاوزات الحكومة، وصحن "أولاش السماح، أولاش السماح" لن نسمح لن نسمح. وحملت نسوة أيضاً صور شبان سقطوا في المواجهات مع قوات الأمن وعلى رأسهم صورة الطالب الثانوي ماسينيسا قرموح الذي قُتل في مركز للدرك وأصبح رمزاً للمتظاهرين في منطقة القبائل. وأوردت "فرانس برس" انه في وقت كانت التظاهرة النسائية توشك على الانتهاء في هدوء، ردد شبان شعارات مناهضة للدولة ورشقوا رجال الأمن بالحجارة فرد هؤلاء باطلاق القنابل المسيلة للدموع. وتفرق الشبان بعد ذلك في شوارع المدينة لكنهم استمروا في رشق رجال الشرطة بالحجارة. وتتخوف أوساط محلية من أن تتأزم الأوضاع في المنطقة أكثر فأكثر مع لجوء قوات الأمن إلى استعمال الذخيرة الحية لندرة الطلقات البلاستيكية. وزاد من هذه المخاوف إعلان بعض الشباب الموجود حالياً في المستشفيات، رغبته في العودة إلى ساحة المواجهة مباشرة بعد خروجه من المستشفى. موفد أوروبي واستقبل وزير الخارجية السيد عبدالعزيز بلخادم، أمس، جون هاغارد مبعوث رئاسة الاتحاد الاوروبي الذي وصل الى الجزائر في زيارة مفاجئة. وقالت مصادر رسمية أن اللقاء سمح بتبادل "وجهات النظر في شأن تطور الوضع في المنطقة" إضافة إلى "عرض العلاقات القائمة بين الجزائروالسويد". وأفاد "الحياة" مصدر ديبلوماسي أوروبي في الجزائر أن السويد، الرئيسة الحالية للإتحاد الأوروبي، تبدي "تحفظا على أسلوب الحكومة الجزائرية في إدارة قضايا حقوق الإنسان". الوضع الأمني الى ذلك، افادت صحف جزائرية ا ف ب ان سبعة عناصر من اجهزة الامن اصيبوا الثلثاء بانفجار قنبلة في ولايتي البويرة 120 كلم شرق العاصمة وتيارت 340 كلم غرب العاصمة. وجرح خمسة عسكريين احدهم في حال الخطر بانفجار قنبلة عندما كانوا يقومون بعملية تمشيط في غابة بقاس قرب البويرة. كما جرح اثنان من رجال الدفاع الذاتي بانفجار قنبلة في غابة القعدة قرب تيارت. وقالت اجهزة الامن الجزائرية ان مجموعة اسلامية مسلحة اغتالت سبعة اشخاص ليل الثلثاء - الاربعاء في سبحة في ولاية الشلف 200 كلم غرب العاصمة. واستنادا الى حصيلة نشرتها الصحف الجزائرية وإفادات شهود فقد اغتيل نحو ستين شخصاً من بينهم ثلاثين عنصراً من قوى الامن و15 اسلامياً مسلحاً في اعمال عنف شهدتها مختلف انحاءالبلاد منذ مطلع الشهر الجاري، بينما بلغت هذه الحصيلة منذ مطلع السنة الجارية اكثر من الف قتيل من بينهم 400 اسلامي مسلح.