على رغم اعلان مسؤولين اسرائيليين سياسيين وعسكريين أبرزهم رئيس الوزراء ارييل شارون ووزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر ورئيس الأركان الجنرال شاؤول موفاز انهم أصدروا تعليمات لقادة الجيش الاسرائيليين بعدم اطلاق النار على الفلسطينيين، فإن قوات الاحتلال واصلت اعتداءاتها على الفلسطينيين في قطاع غزة أمس. وكان أبرز هذه الاعتداءات ما جرى في مخيم "يبنا" للاجئين في رفح قرب الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر. وهناك، في أحد مقاطع الشريط الحدودي حيث تنتشر مئات منازل اللاجئين البسيطة البناء، المغطاة بألواح الاسبست أو الزينكو تقدمت دبابتان ترافقهما جرافتان في اتجاه المخيم، لممارسة دورها المعهود في الهدم والتجريف. وتصدى المقاومون والمقاتلون الفلسطينيون للدبابتين والجرافتين بهدف منعها من تجريف الأراضي وهدم المنازل وتسويتها بالأرض، كما دأبت على ذلك خلال الشهور الثمانية من عمر انتفاضة الأقصى. ودارت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال أسفرت عن اصابة عدد من المواطنين بجروح نقلوا على اثرها الى مستشفى الشهيد ابو يوسف النجار في المدينة. وقال شهود عيان ل"الحياة" عبر الهاتف ان عشرات العائلات بدأت بالنزوح الموقت عن منازلها خلال الاشتباكات وفي أعقاب قصف المنطقة بعدد من قذائف المدفعية. وصرح اللواء عبدالرزاق المجايدة مدير الأمن العام الفلسطيني في قطاع غزة أمس لوكالة "فرانس برس" بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي اطلقت "من دون سبب يذكر" قذيفتي دبابة على موقع لقوات الأمن الوطني الفلسطينيجنوب مدينة غزة قرب الساحل "ما أدى الى اصابته باضرار جسيمة". واعتبر المجايدة ان الادعاء الاسرائيلي بوقف النار "غير صحيح وما حدث من اطلاق نار وقصف لموقع قوات الأمن الوطني خير دليل على عدم صحة الادعاء الاسرائيلي الكاذب". وقال عدد من المواطنين ل"الحياة" ان قوات الاحتلال توجهت أمس الى سكان منطقة المغراقة جنوبغزة لإخلاء عدد من المنازل تمهيداً لهدمها، بحجة ان عبوات ناسفة زرعت على جانبي الطريق، لكن السكان رفضوا باصرار إخلاء بيوتهم. وواصلت قوات الاحتلال قصفها أمس وأول من أمس، للمنازل السكنية في الحي النمسوي وقرب حاجز التفاح، جنوبغزة اضافة الى قصف المنازل ومنطقة الربوات القريبة شمال مدينة خانيونس. وجاء القصف من المواقع العسكرية المكلفة حراسة مستوطنات "نفيه دكاليم"، و"جني طال"، و"نتسر حزاني"، التي تعتبر جزءاً من تجمع "غوش قطيف" الاستيطاني الضخم.