كان من الطبيعي لايزابيل هوبير، وهي تتوج مسيرتها السينمائية عبر فوزها بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان "كان" هذا العام عن دورها في فيلم "معلمة البيانو"، ان تلتفت بكثير من العرفان ناحية زميلتها ليف أولمان، النجمة النروجية - السويدية الكبيرة. فأولمان هي رئيسة لجنة تحكيم المهرجان هذا العام كما كانت عضواً اساسياً في لجنة تحكيم دورة عام 1978 التي شهدت أول تتويج عالمي للنجمة الفرنسية عن دورها في فيلم "فيوليت نوزيار". وهكذا بعد 23 عاماً، تعود هوبير وأولمان معاً، وتصفق القاعة للنجمتين. لكن التصفيق الأكبر كان من نصيب ناني موراتي، ولو لم يبدُ على أحد أنه فوجئ بفوزه بالسعفة الذهب عن فيلمه "غرفة الابن" الذي تردد كثيرون قبل حضوره بسبب قسوته في الحديث عن الموت، إذ ان موراتي وصل في الفيلم الى ذروة ادائه، مخرجاً وكاتباً ومنتجاً. وفي الوقت نفسه، كان واضحاً ان عناصر الفيلم الذاتية لم تكن دوافع فوزه، فهو يقف معادياً للسينما الأميركية ويمثل الحال التي يمكن أن تكونها سينما أوروبية قادرة على التصدي ل"اليانكي" وأفلامهم، فيما يمثل موراتي السينمائي الأوروبي بامتياز. ويمكن القول أيضاً إن جويل كوين ودافيد لينش اللذين تقاسما جائزة "أفضل مخرج" هما أيضاً أوروبيان، بالمعنى المتعلق ب"سينما المؤلف" التي يدافع عنها الأوروبيون بمرارة، معتقدين أن الاميركيين لا يزالون أكثر تخلفاً من أتباعها. لينش وكوين حفظا شرف السينما الأميركية في "كان" أو حفظا شرف المهرجان ونزاهته حيال السينما الاميركية. ولم يكن فوزها الا من قبيل عودة الحق الى اصحابه، حتى لو كان في الوسع الاحتجاج بأن فيلميهما كانا يستحقان جوائز أكثر.