ذهبت السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي لهذا العام الى الفيلم الدنماركي "راقصة في الظلام" الذي شكا النقاد من أنه دون التوقعات. ويتناول الفيلم قصة امرأة تحلم بالتحول الى راقصة استعراضية، لكنها تفقد نظرها تدريجاً وتجد نفسها في وضع أسوأ عندما تتهم بجريمة قتل. وهذه المرة الأولى التي يفوز المخرج لارس فون تراير بالسعفة الذهبية بعد حصوله في مهرجانات كان السابقة على جائزتين اقل شأناً عن فيلمين يبدوان اليوم أكثر اصالة من هذا العمل الذي لا يخلو من نبرة انفعالية مصطنعة. وصعدت بطلة الفيلم بيورك، وهي مغنية ايسلندية لا تملك شهرة عالمية، الى المنصة قبل المخرج بقليل لاستلام جائزة أفضل ممثلة. وبفوزها تلاشت احلام المعجبين بالتميل غير الانفعالي والأعمق مستوى الذي قدمته السويدية لينا اينور في فيلم "الخائنة" لليف أولمان. واوحى استبعاد هذا الفيلم على حسناته، بأن أهل اليوم بعيدون كثيراً عن تقدير سمات المخرج السويدي الكبير انغمار برغمان الذي كتبه. وذهبت جائزة السيناريو الى جون رتشاردس وجيمس فلامبورغ الأميركيين عن فيلم "الممرضة بيتي" الذي يتمتع بحبكة جيدة. وفي لفتة استقبلت بالترحاب عموماً، منحت لجنة التحكيم التي رأسها المخرج الفرنسي لوك بيسون، السينما الايرانية جائزتين مهمتين. ووقفت المخرجة سميرة مخملباف على المنصة بثوبها الأسود الفضفاض تحيي الديموقراطية الايرانية وتطالب بها بعدما نال فيلمها "الألواح السوداء" جائزة خاصة من لجنة التحكيم، مناصفة مع فيلم "أغانٍ من الطابق الثاني" للمخرج السويدي العائد بعد غياب طويل روي أندرسون. كذلك نال الفيلمان الايرانيان "جمعة" لحسان يكتبانه و "زمن الجياد المترنحة" لبهمان غوبادي، جائزة الكاميرا الذهبية مناصفة. وهذه جائزة تمنح للعمل الاول لمخرج جديد.