يبدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس غداً زيارة رسمية الى السنيغال، هي الاولى التي يقوم بها عاهل مغربي لهذا البلد الافريقي. ويجري الملك محمد السادس محادثات مع الرئيس عبدو اللاي واد تتناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها ومساعي تعزيز المحور المغربي - السنيغالي - الافريقي، اضافة الى قضايا اقليمية. وقالت مصادر ديبلوماسية ان هذه الزيارة التي تستمر يومين تكتسي اهمية في إطار الجهود التي تبذلها الرباطودكار لعودة "ربما تكون وشيكة" للمغرب الى الحظيرة الافريقية. واشارت الى "انزعاج" بلدان افريقية عدة إزاء غياب المغرب عن منظمة الوحدة الافريقية التي انسحب منها العام 1984احتجاجا على قبول عضوية "الجمهورية الصحراوية". وتقود دكار التيار الافريقي المطالب باستعادة الرباط دورها الافريقي، خصوصاً بعد سحب اكثر من 13 دولة افريقية اخيراً اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية". وابدى العاهل المغربي منذ تسلمه السلطة خلفا لوالده الراحل الملك الحسن الثاني انفتاحا لافتا على افريقيا يشير الى الرغبة في تجاوز الحساسيات السابقة التي نتجت عن قبول عضوية "بوليساريو". واستقطبت الرباط عدداً من قادة الدول الافريقية دعما لتوجهها الجديد نحو القارة السمراء. وانتهت القمة المغربية - الغانية قبل ايام الى تطبيع العلاقات وإعادة فتح السفارتين وتخلي غانا عن دعم "بوليساريو". كما وصل امس الى الرباط رئيس بوركينا فاسو بليز كاومباوري الذي سيشارك اليوم في قمة وزراء المال الافارقة في مراكش وسط البلاد. ورأت المصادر في مشاركة كامباوري الى جانب الرئيس السابق لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا وزعماء افارقة اخرين في منتدى مراكش الافريقي الذي يفتتحه الملك محمد السادس "ترجمة للدور الذي يرغب المغرب في لعبه على الساحة الافريقية"، علما ان المنافسة على اشدها بين المغرب وليبيا والجزائر في كسب مواقع الصدارة الافريقية. واوضحت المصادر نفسها، ان الرباط تبنت منذ مدة منطق الاقتصاد في ترجيح كفتها السياسية داخل افريقيا، في اشارة الى قرار محو ديون البلدان الافريقية الاكثر فقرا المستحقة للمغرب خلال المؤتمر الاورو - افريقي في القاهرة، وتمويل بناء طريق يربط بين موريتانيا والسنيغال. واشارت الى ان تركيز العواصم الغربية على صيغة "الحل الثالث" لتسوية نزاع الصحراء الغربية بديلا للاستفتاء "يدعم موقف المغرب ومساعيه لتعزيز دوره داخل المنظمة الافريقية".