نوه الرئيس بشار الأسد ب «الدور الاسباني» في عملية السلام في الشرق الاوسط، وذلك بعدما جدد التأكيد على الموقف السوري المتمسك بالسلام على اساس المرجعيات والقرارات الدولية. من جانبه، قال وزير الخارجية الأسباني ميغيل انخيل موراتينوس ل «الحياة» ان «التجميد الكامل للاستيطان ضروري وعاجل الآن اكثر من اي وقت مضى»، مؤكداً دعم الاتحاد الاوروبي «الوساطة التركية لحل الأزمة بين دمشق وبغداد في اقرب وقت ممكن». وكان الأسد استقبل امس موراتينوس بحضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأفاد ناطق رئاسي ان اللقاء تناول «تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة والعلاقة المتنامية مع الاتحاد الأوروبي والأوضاع في المنطقة وآفاق السلام». واذ اطّلع الأسد من موراتينوس على «الجهود الرامية لإحياء عملية السلام في المنطقة»، جدد التأكيد على «الموقف السوري الثابت المتمسك بالسلام العادل والشامل المبني على أساس المرجعيات والقرارات الدولية»، منوهاً ب «الدور الإسباني في عملية السلام». وتابع الناطق ان اللقاء تضمن «استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة ودور الاتحاد الأوروبي في المساهمة في حل قضاياها، اذ أكد موراتينوس الدور المفتاحي لسورية في إيجاد حلول إيجابية لمشاكل المنطقة وشكر سعيها الجاد الى تحقيق السلام»، لافتاً الى ان الجانبين «أكدا أن المرحلة الحالية تتطلب إرادة سياسية صادقة لصنع القرار وضمان تنفيذه». وقال موراتينوس ان لقاءه مع الأسد كان «كالعادة صريحاً ودافئاً وجيداً جداً. ناقشنا اولاً العلاقات الثنائية والتحضير لزيارة رئيس الوزراء خوسيه لويس ثباتيرو لدمشق في الخريف المقبل كي تكون الزيارة ناجحة باعتبارها اول زيارة لسورية»، اضافة الى ان اللقاء جاء ضمن تحضير مدريد لرئاسة الاتحاد الاوروبي العام المقبل. وأضاف ان المحادثات تناولت ايضاً التحضيرات لعقد قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط» المقررة في برشلونة في حزيران (يونيو) عام 2010. وتابع موراتينوس: «ناقشنا ايضاً الاوضاع في المنطقة والدور المحوري الذي تلعبه سورية ودعمها الدائم لمصلحة تحقيق السلام»، لافتاً الى ان مدريد «تدعم تحقيق السلام باعتبار انه ضروري وعاجل اكثر من اي وقت مضى. ودائماً كان هناك انخراط لمصلحة السلام من الشعب السوري وقيادته». وزاد: «اسبانيا، باعتبارها عضواً في الاتحاد الاوروبي، جاهزة لدعم التزامها، ونحاول التعاون مع سورية لتحقيق السلام الدائم في المنطقة»، معرباً عن الامل في انه «من خلال الانخراط الفعلي لسورية لاجل السلام والجهود الاسبانية، ان تعيد الامل لتحقيق السلام». وسألته «الحياة» عن موقف الاتحاد الاوروبي من قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو المضي في بناء مستوطنات، فأجاب: «نريد تجميداً كاملاً للمستوطنات. هذا هو الموقف الدائم للاتحاد الاوروبي. والآن، الحاجة اكبر لتجميد الاستيطان باعتبار ان (المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج) ميتشل يسعى الى اعادة اطلاق المفاوضات السلمية». وكان موراتينوس التقى المعلم الذي كان زار مدريد في تموز (يوليو) الماضي. وقالت مصادر رسمية ان اللقاء تناول «مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة وعملية السلام». واذ نوه موراتينوس في لقائه مع نظيره السوري ب «الدور المحوري» لدمشق في المنطقة وسعيها الى تحقيق السلام، اعرب عن تأييده توقيع اتفاق الشراكة السورية - الاوروبية في اقرب وقت. الى ذلك، افادت وكالة الانباء السورية (سانا) امس ان «الاسد سيقوم بزيارة تركيا الاربعاء المقبل تلبية لدعوة من حزب العدالة والتنمية الحاكم لحضور مأدبة افطار يقيمها الحزب على شرفه».